وصلتَ إلى بوابة المغادرة؛ السفر إلى الخارج، فسألك ضابط المطار: أين جواز سفرك؟ قلتَ له: ليس عندي جواز سفر إنما أنا مواطن صالح ومعروف، ليس عندي مخالفات ولست ممنوعًا من السفر! أبسط ما يحصل لك هو أن يطلب منك ضابط السفر أن تعود إلى بيتك. حان وقت الوظيفة فوجدت إعلانًا عن وظيفة تناسبك، تقدمتَ لمدير الشركة فسألك عن شهادة التعليم فأجبته: أنا أعرف متطلبات الوظيفة، ذكيّ جدًّا ومثقف ولم أحصل على شهادة. هل تظن أن مدير الشركة يعطيك وظيفة؟
أنت مواطن صالح، لن تسافر دون جواز وأنت شابّ مناسب للوظيفة لن تحصل عليها دون شهادة. تغير الزمن فلا بد من هذه الأوراق التي تثبت المواطنة والتعليم والصحة وغير ذلك من الأمور المهمة في الحياة العصرية. كان التعليم الشخصي وغير المنظم سابقًا هو السبيل إلى المعرفة، ومن أجل العلم فقط. الآن العلم هو طريق المستقبل والوظيفة والزواج والمكانة الاجتماعية وكل ما نفكر فيه فإن العلم داخل فيه.
إذًا، الحل هو التعليم والاستثمار في التعليم باكرًا. إذا وصلت سن الثامنة عشرة سوف تتعقد الأمور في الحصول على مستقبل جامعي إذا لم تكن مستعدًا قبل ذلك بكثير! الحمد لله، كان الناس قديمًا يسافرون ويتعرضون لأخطار الطريق من أجل العلم والحصول على كتاب أو حتى قراءة كتاب. في زماننا، العلم في المدرسة على بعد خطوات أو أمتار من البيت والكتاب وافر، الكتاب أرخص من أغلب وسائل التسلية!
ليس من المستحيل النجاح في الحياة دون شهادة. هناك من نجحوا وحصلوا على رخاء مادي ضخم جدًّا، لكن كم هم؟ يمكننا أن نعدّهم على أصابعنا. أما الذين أصبحت حياتهم صعبة جدًّا دون شهادة تعليم فهم كثيرون لا يمكن عدهم.
نصيحتي هي: تعلم واستمتع. قد تكون فكرة المتعة في التعلم أو المتعة في التعليم فكرة صعبة الفهم ومع ذلك، نعلم جميعًا في أعماقنا أن التعلم ممتع وعندما يكون التعلم ممتعًا، سوف نرى تأثيرًا إيجابيًا. سنوات التعليم خالية من الصداقات والضحك والترفيه والمرح ستكون رمادية ومملة تمامًا. وهنا نقدم الشكر للمعلم الذي يعرف أن الأطفال يحتاجون إلى المتعة في المدرسة. عندما يجعل المعلم التعلم مثيرًا، يكون الطلاب أكثر استعدادًا للمشاركة وغالبًا ما يجد الطالب الدرس أكثر قابلية للتذكر.
لا يفهمنّ القراء الكرام أن العلم هو من أمور الدنيا والمال لا غير؛ العلم من أمور الدنيا والآخرة وكل العلوم طريق إلى معرفة الله سبحانه ومعرفة أنفسنَا والعلماء أقرب إلى معرفة الله من الجهلاء