إسرائيل تأمر بفرض حصار مطبق على قطاع غزة بعد هجوم حماس

القدس (أ ف ب) – أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الإثنين أنه أمر بفرض "حصار كامل" على قطاع غزة الذي تديره حركة حماس بعد هجوم الحركة الإسلامية غير المسبوق على إسرائيل الذي خلّف حتى الآن أكثر من 1100 قتيل لدى الجانبين.

نشرت في: 09/10/2023


جثث قتلى في مخيم جباليا في قطاع غزة نتيجة قصف إسرائيلي في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 © محمود الهمص / ا ف ب


في اليوم الثالث من الهجوم المباغت الذي نفذته الحركة انطلاقا من قطاع غزة بحرا وبرا وجوا عبر مظلات في يوم سبت، يوم العطلة الأسبوعية في إسرائيل، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه "استعاد السيطرة" على البلدات الواقعة جنوب قطاع غزة والتي هاجمها عناصر حماس وأوقعوا فيها قتلى وأسروا منها عددا من الأشخاص.
وقال المتحدث باسم الجيش دانيال هغاري لصحافيين إن الجيش "استعاد السيطرة"، موضحا أنه "من المحتمل أن يكون ما زال هناك إرهابيون في المنطقة".
بعد ذلك، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أنه أمر بفرض "حصار كامل" على قطاع غزة.
وأضاف غالانت في بيان مصور "نفرض حصارا كاملا على قطاع غزة، لا كهرباء، لا طعام ولا ماء ولا غاز... كل شي مغلق"، علما بأن الدولة العبرية تفرض منذ أكثر من 15 عاما حصارا على القطاع حيث يعيش 2,4 مليون نسمة، مع السماح بدخول السلع الغذائية والأساسية عبر إسرائيل.

وأضاف غالانت "نحن نقاتل حيوانات ونتصرف وفقا لذلك".
وأعلنت وزارة الإسرائيلية أنها أمرت بقطع "فوري" لإمدادات المياه الى غزة.
وقُتل أكثر من 700 إسرائيلي منذ بدء هجوم حركة حماس، وفق ما أعلن الجيش فجر الاثنين، مشيرا الى أن 2150 إسرائيليا أصيبوا بجروح.
وأكدت منظمة إسرائيلية غير حكومية "زاكا" تعنى بأعمال الإغاثة مقتل قرابة 250 شخصا في حفل كان جاريا في صحراء النقب قرب الحدود مع غزة وهاجمه عناصر حماس.
في قطاع غزة، أفادت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس عن "استشهاد 493 مواطنا وإصابة 2751 بجروح مختلفة".
وتقصف إسرائيل بكثافة مناطق مختلفة من قطاع غزة منذ السبت، ما تسبب بنزوح أكثر من 120 الف شخص، وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).
وأعلن الجيش الإسرائيلي قصف "أكثر من 500 هدف" لحركتي حماس والجهاد الإسلامي في غزة خلال ليل الأحد الإثنين.
وحشدت إسرائيل عشرات آلاف الجنود في محيط قطاع غزة الذي يعيش فيه 2,3 مليون شخص والذي تسيطر عليه حركة حماس منذ العام 2007.

طوق أمني في أشدود في جنوب إسرائيل بعد سقوط صاروخ من قطاع غزة في المكان في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 © أحمد غرابلي / ا ف ب
مدنيون وعسكريون
وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري مساء الأحد إن "مهمتنا خلال الساعات المقبلة هي إجلاء جميع سكان غلاف غزة".
وقال إن الجيش الإسرائيلي يعمل أيضا على إنقاذ الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس وحركة الجهاد الإسلامي، وهم "بأعداد كبيرة" في غزة "من نساء وأطفال ورضع ومسنين ومعوّقين".
وكان المكتب الإعلامي للحكومة الإسرائيلية أعلن أن حركة حماس تحتجز ما لا يقل عن 100 شخص.
وأكّدت حماس والجهاد الإسلامي أنهما أسرتا "العديد من الجنود".
وأعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مقتل أربعة "أسرى من العدو" جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة. وليس بإمكان وكالة فرانس برس التحقق من ذلك بشكل مستقل.
وأعلن زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر أن أربعة أميركيين على الأقل قتلوا في الهجوم الذي شنّته حماس.
وقتل 12 تايلانديا، على ما أعلنت الحكومة التايلاندية، بالإضافة إلى عشرة نيباليين ومواطنين من دول أخرى، بمن فيهم فرنسية وكندي.
"أسوأ يوم في تاريخ إسرائيل"
وحذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من "حرب طويلة وصعبة".
وأقرّ في خطاب متلفز بأنّ ما حدث "غير مسبوق في إسرائيل".
وقال مدير مبادرة سكوكروفت لأمن الشرق الأوسط جوناثان بانيكوف إن "إسرائيل فوجئت بهذا الهجوم غير المسبوق" وإن "العديد من الإسرائيليين غير قادرين على فهم كيف يمكن ذلك أن يحدث".
وقال ناطق باسم الجيش الإسرائيلي "هذا أسوأ يوم في تاريخ إسرائيل. لم يُقتل هذا العدد من الإسرائيليين مرة واحدة"، مضيفا أن ذلك قد يكون "مماثلا لهجمات 11 أيلول/سبتمبر وبيرل هاربر".
وقال جندي إسرائيلي سابق إن الحرب العربية-الإسرائيلية عام 1973 التي ما زالت تشكّل صدمة وطنية في إسرائيل، تعد "شيئا بسيطا" مقارنة بعملية حماس السبت.
وأطلقت عملية حماس بعد 50 عاما ويوم من هذه الحرب التي فاجأت إسرائيل وأسفرت عن مقتل 2600 شخصا في الجانب الإسرائيلي خلال ثلاثة أسابيع من القتال.
ردود فعل
في القدس، دوّت صفارات الإنذار الإثنين قبل ظهر الاثنين تلتها أصوات انفجارات، وفق ما أفاد صحافيون في وكالة فرانس برس.
ويخشى مراقبون أن تتوسع الحرب الى جبهات أخرى، في ظل الدعم الذي تحظى به حركة حماس في المنطقة مثل إيران وحزب الله اللبناني.
ورفضت إيران اليوم الاتهامات بالضلوع في عملية حماس ضد إسرائيل، على لسان وزارة خارجيتها.
وكان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أكد الأحد أن "إيران تدعم الدفاع المشروع للأمة الفلسطينية".
وأعلنت كتائب عزّ الدين القسام، الجناح المسلّح لحركة حماس السبت بدء عملية "طوفان الأقصى"، "ردا على جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين واقتحاماته المتكررة للمسجد الأقصى".
وتحتل إسرائيل الضفة الغربية والجزء الشرقي من القدس منذ العام 1967، وتفرض حصارا على غزة منذ العام 2007.
ودان الغرب الهجوم الذي شنّته حماس، واعتبرت أن لها الحق في الدفاع عن النفس.
وأعلنت ألمانيا الاثنين أنها علّقت موقتا مساعداتها التنموية للأراضي الفلسطينية في إطار مراجعة شاملة لمساعداتها المالية بعد هجوم حماس.
وبدأت الولايات المتحدة الأحد إرسال مساعدات عسكرية لإسرائيل وتحريك حاملة الطائرات "يو إس إس جيرالد آر فورد" وسفن حربية مرافقة لها إلى شرق البحر الأبيض المتوسط.
واعتبرت روسيا الإثنين أن إقامة دولة فلسطينية هو الحل "الأكثر موثوقية" للنزاع مع إسرائيل.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن إنشاء "دولة فلسطينية تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل ... هو السبيل الأكثر موثوقية لإيجاد حل للنزاع" الإسرائيلي الفلسطيني. وأضاف "لا نتفق مع الذين يقولون إن الأمن لا يتحقق إلا من خلال محاربة الإرهاب".
اقتصاديا، ارتفعت أسعار النفط أكثر من أربعة في المئة الاثنين على خلفية الهجوم، ما أثار مخاوف بشأن صدمات محتملة في الإمدادات من المنطقة الغنية بالنفط.
وقفز برنت 4,7 في المئة إلى 86,65 دولارا وخام غرب تكساس الوسيط 4,5 في المئة إلى 88,39 دولارا في التعاملات الآسيوية المبكرة.