March, 26, 2013
أوصاف عنصرية
هناك ألفاظ وعبارات محددة يتعرض مستخدموها علنا في أوروبا الغربية والولايات المتحدة للمسائلة القانونية والعقوبة. وقد تتسبب في فصلهم من وظائفهم وتـُنهي حياتهم المهنية.
ففي بريطانيا اضطر Paul Elliott اللاعب السابق في فريق Celtic لكرة القدم، اضطر إلى تقديم استقالته من عضوية اللجنة القانونية للاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، بعد الكشف عن استخدامه لعبارة عنصرية محددة يمنع القانون تداولها.
والأمر بالتأكيد غير قاصر على بريطانيا.. أو حتى الغرب. فالعبارات والألفاظ العنصرية موجودة في كل المجتمعات تقريبا. ولكن ما مدى المحاسبة عليها؟
في هذا التقرير، يبحث رضا الماوي المراسل في البي بي سي, يبحث إمكانية تطبيق قوانين مماثلة تعاقب على استخدام الألفاظ العنصرية في البلاد العربية.
ذي أن سونغ هو عنوان لاغنية وحرف "N" هو اشارة لعبارة يقول رضا, لو نطقتها كاملة قد اجد نفسي مفصول من البي بي سي اذا لم اقدم اعتذارا علنيا مع تبرير واضح لسبب تلفظي تلك الكلمة.
وهذه العبارة تشير الى الاشخاص اصحاب الملامح الافريقية السوداء وهي مشتقة من كلمة "نيكر" التي كانت تتداول منذ 50 عاما في الولايات المتحدة ولا تستخدم اليوم الا في اضيق الحدود.
هذاه العبارة التي لم نسمعها تحل على رأس قائمة العبارات الممنوعة في البي بي سي وتليها عبارات اخرى تُعَدُ نابية ومسيئة منها عبارات تشير الى المنحدرين من اصولِ باكستانية .
هذه النوعية من العبارت لايحمل معناها اساءة في حد ذاته ولكن استخدامها في سياق عنصري او مسئ هو الذي ادى بسن قوانين بحظرها كما يقول احمد اصفهاني الصحفي العربي الذي جاء لبرطانيا منذ اكثر من 30 عاما.
"في الثتمانينات الاقلية الاساسية هي الاقلية السوداء وتليها الاقلية الاسيوية اي الباكستانيين والهنود والذي جاءوا من شبه القارة الهندية.
في تلك المرحلة كانت الاساءة عنصرية تستهدف هذين العرقين, لذلك كان التركيز في القانون على مااعتقد في سنة 1986 - 1997 كان التركيز على هذي العبارتين, لكن بعد ذلك دخلت الامور في اطار اوسع تماما, واُدخلت عناصر جديدة منها الجنس وادخل الدين قبل سنوات اخيرة بعد احداث سيبتمبر في الولايات المتحدة الاميركية.
بكل بساطة إذا اردت ان تهين شخصا, معيناً وهذه الاهانة تتجاوز الشخص الى المجموعة البشرية التي ينتمي اليها كائنة من تكون هذه المجموعة, هي مجموعة عرقية او دينية او جنسية او او ماشبه ذلك, إذاً انت تخضع لقانون المسائلة فيما يتعلق بـ "الكراهية".
في البلاد العربية.. لاتوجد قوانين رادعة تجرم استخدام العبارت ذات الطابع "العنصري والطائفي"
في العراق هناك امثلة كثيرة مثل هذه العبارات مثلا.. ما يطلق على الطائفة الشيعية وتسميتهم, بـ "الصفويين او الرافضة" والصوفيين هي نسبة الى الدولة الصفوية التي كانت تحكم ايران يطلق عليهم بتفاصيل هذه الفئة وتاريخها.
في المقابل ما يطلق على اهل السنة بـ "النواصب" وهي نسبة الى نصب العداء الى آل البيت, وهذه الفاظ تثير الطائفية والكثير من العداء والمشاكل والتفرقة.
وفي الاردن هناك عبارت تطلق على شكل اقليمي على الفسلطينين.. مثلا كلمة "بلجيكي" وهي تطلق على الشخص من اصول فلسطينية وتاريخ هذه الكلمة غير متعارف عليه لكن هي محاولة لأذية مشاعر الاخرين الذين ينتمون الى هذا العرق او الاقليم. وممكن ان ينشأ منه نزاع ضخم بمجرد نطق هذه الكلمة.
اما في السعودية.. مثلا في حكم ان مكة في الحجاز في كثير من الذين يحجوا ولا يعودا الى بلادهم.. اي استقروا فيها منذ مئات السنين.. هؤلاء اصبح يطلق عليهم "حج ولم يعد" او "طرش بحر" للتعريف عن هؤلاء بأن اصلهم غير سعودي, واي مشكلة تحدث بين شخص من هؤلاء والسعودي تسمع كلمة "طرش بحر" اي انها شتيمة بمعنى ان "البحر رماك علينا" وهي كلمة سيئة وعادي جدا تسمعها حتى في وسائل الإعلام. اما اصحاب الملامح الافريقية او الالوان الغامقة في الدول العربية.. تسمع عنهم من يناد عليهم بالـ "العبيد" ربما لا تقال في وجههم لكنك تسمعها عنهم وكأنها كلمة طبيعية جدا!.
هذه مجرد عينة من قائمة طويلة من العبارات لا يخلو مجتمع عربي منها, وعلى الرغم من ذلك لا توجد قوانين او لوائح تحظر استخدام الفاظ بعينها وعبارت تشير الى معناها.
فيما يخص,هل الظروف مؤاتية حاليا لسن تشريعات كهذه في المنطقة العربية؟
يقول الصحفي احمد اصفهاني:
ان المسألة الثقافية هي مسألة اجيال, لكن القوانين هي التي تُنشئ ثقافة معينة, عندما تُفرض قوانين ويدخل هذا القانون في اطار التثقيف العام في اطار التربية المدنية في المدارس والجامعات, ممكن بعد اجيال تزول, لكن المؤسسات الحاكمة في العالم العربي غير مستعدة لهذا الوضع.
لان سن مثل هذه القوانين يعني عمليا المساواة بين الناس, يعني الديمقراطية لجميع الناس, وهذه الامور في غالبية الدول العربية غائبة وغير متوافرة وبالتالي الضغط الديمقراطي للتغير, الضغط الشعبي البرلماني للتغير غير متوافر من اجل احقاق هذه القوانين.
اما الدكتور محمد ميرغني خيري, استاذ القانون في جامعة القاهرة يقول انه لا يوجد ما يمنع من حيث المبدأ لسن قوانين من هذا النوع في البلاد العربية, لكن تطبيقها سيكون مرهونا بتطبيق غالبية الناس لها اي ان القانون يأخذ حجمه الطبيعي وتمدده بحسب المجتمع والقانون ولا يعيش الا اذا الشعب تبنى الفكرة!.
اذا كان الهدف هو التخلص من عبارات او افكار معينة من الوجدان العام فالارشاد وحده ربما لن يكفي.
المدافعون عن التدخل القانوني يقولون ان اجبار الناس عنوةً اليوم, سيترتب عنه مع الوقت ربما بعد جيل, اختفاء الالفاظ المرفوضة في العلن على الاقل.
شاركنا رأيك:
هذه العبارات والألفاظ العنصرية موجودة في كل المجتمعات تقريبا وما يعنينا منها المجتمعات العربية..
ما مدى المحاسبة عليها في بلدك؟ وماهو تأثيرها على المجتمع؟
هل تؤيد سن قوانين تحظر الالفاظ العنصرية والطائفية في البلاد العربية؟