غدًا.. ذروة «التنينيات 2023» في سماء الوطن العربي
زهير الغزال - الأحساء
٧ أكتوبر ٢٠٢٣ ـ ٠٤:٥١ م
قال رئيس الجمعية الفلكية بجدة م. ماجد أبو زاهرة: إن سماء السعودية والوطن العربي، تشهد يوم غدٍ الأحد، 8 أكتوبر 2023، ذروة تساقط شهب التنين أو ”التنينيات“، في ظاهرة مشاهدة بالعين المجردة بدون الحاجة لاستخدام التلسكوبات أو أجهزة رصد خاصة.
وأضاف: تحدث زخة شهب التنينيات عندما تمر الأرض خلال مسار المذنب ”جياكوبوني زينر“ اثناء دورانها حول الشمس، فالحطام من هذا المذنب المتناثر على طول مداره يصطدم بأعلى الغلاف الجوي للأرض ليحترق في صورة شهب التنينيات وليس لذلك أي تأثير.
وأوضح أن شهب ”التنينيات“ تنشط سنويًا لفترة قصيرة من 6 إلى 10 أكتوبر، وبعكس العديد من زخات الشهب التي ترصد بعد منتصف الليل فإن نقطة تساقط هذه الشهب تكون مرتفعة بعد غروب الشمس وبداية الليل.
وأكمل: عند تعقب مسار شهب التنينيات سوف يلاحظ أن نقطة انطلاقها من راس مجموعة نجوم التنين بالأفق الشمالي بالقرب من النجمين التنين ورأس الثعبان ولكن ليس هناك حاجة لتحديد نقطة انطلاق شهب التنينيات لكنها يمكن أن تظهر في أي مكان في السماء.
وقال: إن افضل وقت لمراقبة هذه الشهب سيكون مباشرة بعد بداية الليل من موقع مظلم تماماً بعيداً عن أضواء المدن «وليس من المنزل» والنظر باتجاه الأفق الشمالي وستحتاج عين الإنسان لحوالي 20 دقيقة لتتكيف مع الظلمة ويجب على الراصد أن يعطي نفسه ساعة على الأقل لرؤية أحد الشهب، علمًا بأن القمر سيكون في طور الأحدب المتزايد وسيتسبب في طمس كل الشهب باستثناء الساطعة منها هذا العام، لذلك الفرصة مهيأة لرؤية عدد قليل منها.
وتابع: بشكل عام شهب التنينيات تتساقط بمعدل حوالي من 5 إلى 10 شهب بالساعة أما عدد الشهب الفعلي للشهب المتساقطة فلا يمكن تحديده، ففي بعض الأحيان لا يتعدى عددها حفنة قليلة ولكن يجب مراقبتها للتأكد من ذلك.
واستطرد: تاريخياً شهب التنينيات أنتجت عواصف شهابيه في الأعوام 1933 و1946 حيث سجل الالاف الشهب في الساعة والمذنب مصدرها عاد في 1998 وأيضا تساقطت بمعدل حوالي 100 شهاب بالساعة ومنذ 12 سنة في أكتوبر 2011 سجل حوالي 600 شهاب في الساعة على الرغم من وجود القمر متزامناً مع الشهب في تلك الليلة.
وأضاف: يرجع السبب في أن تساقط الشهب يكون في بعض الأحيان جيد كما حصل في العام 2011 مقارنة بسنوات أخرى إلى ان المذنب مصدر هذه الشهب كان في أقرب نقطة من الشمس «الحضيض» وذلك يعني مزيدا من الجزئيات الغبارية المنتشرة على طول مداره عندئذ يكون عرض الشهب في أفضل أحواله.
وقال: خلال العام الحالي 2023 لا يتوقع حدوث عاصفة شهابيه للتنين نظراً لأن المذنب مصدر هذه الشهب سيكون بعيداً، واقترابه التالي سيكون في العام 2025 ولكن لا يمكن الجزم بعدد الشهب التي ستشاهد بالضبط فزخات الشهب مشهورة بتحدي التوقعات فهي إما تنتج تساقط مميز أو تكون أقل من التوقعات.
يُذكر أن معظم زخات الشهب حصلت على تسميتها نسبة لمجموعة النجوم التي تنطلق من أمامها ظاهرياً من منظورنا على سطح الأرض وفي حالة هذه الشهب فإن نقطة انطلاقها أمام نجوم التنين.