روح مكة
بواسطة : منير النمر

لطهر مكةَ، من شوق لكعبتها
مشتْ خطايَ على حلمٍ من الروحِ

والفجرُ نهرٌ يغطي أرضها ودمي
نورٌ يُشع ُ سلامًا في المصابيحِ

من بابها يعبر التاريخُ مبتسمًا..
من ظلِّها أبدع الرحمنُ تسبيحي


للنورِ حلمٌ عتيقٌ في حجارتها
والغار باقٍ وآيٍ من تراويحِ

من نورها البرقُ يجلو ظلمةً بدمي
وفي هداها سلامٌ من تباريحِ



يا خطوةً في رحابِ الله حالمةً
بأيِّ حرفٍ أناجي قِبْلَةَ الروحِ

دمع الجهاتِ بكاءٌ في مآذنها

والأفق ردد أصداء التسابيحِ

هنا تسامى الندى قطرًا يبللني
إذ اعتلى زهدهُ قلبي وتسبيحي

هنا النبيُّ الذي نزهو به شرفًا

إذ بث في الليل أضواء التصابيحِ

المصطفى جاءها غيثًا فأمطرها
فكرًا منيرًا عظيمَ الشأنِ تصحيحِ


في غارهِ دثَّرَ الرحمنُ عزلتهُ
في آيةٍ من هدى الركعاتِ إذ توحي

ما أجمل "الغارِ" والدنيا به اجتمعتْ
في كًلِّ رُكنٍ ضياءٌ هزَّ لي روحي

وفي الوهادِ صدىً في كل ثانية
يعيد رَجْعَ حديث القلب والروحِ

حملتُ فكرًا نقيَّا ليس يخذلني

في سطرهِ جُمِّعَتْ أقلامُ تسبيحي

ناجيتُ ربي فقرَ القلب يسكنه
مني اليقينُ، فأشفى من تباريحي

تدنو مسافاتُ قلبي وهي نابضةٌ
لتستعيدَ الخُطى من يومِ تصبيحي

أفنيت عمريَ مشتاقًا لعُمْرَتِهَا

بها تعلق قلبي.. قُيّدت روحي


فكيف يغلق دربي كي أعانقها
والحب يمنحني أغلى المفاتيحِ

—————
* كُتِبت جوار بيت الله الحرام، تحديدا على جبل النور حيث غار حراء مهبط الوحي.