الكورد في ايران
لم يكن حال الكورد في ايران بافضل من حال الكورد في تركيا. فقد مارست الدولة الإيرانية سياسة الإنكار والقمع ضدهم. لذلك كانت الثورات الكوردية والتي لم تخمد للآن. وكانت اولها ثورة القائد الكوردي اسماعيل آغا الشكاكي بين اعوام 1925 ـ 1930 وحرر الشكاكي مساحات واسعة من شرق كوردستان، لكن السلطات الإيرانية قتلته غدراً حينما توجه للتفاوض معها.
وفي 1931 ثار الكورد في همدان لكن القوات الإيرانية سحقت الثورة بوحشية. ولعل اكبر حدث في تاريخ الكورد في ايران هو اعلان القاضي محمد عن تأسيس جمهورية كوردستان في مهاباد والتي دامت 11 شهراً قبل ان يسحب الأتحاد السوفيتي دعمه لها بعد صفقة وقعها الشاه مع الأخير.
ولذلك فقد توجهت القوات الإيرانية لضرب الجمهورية الكوردية الفتية، وهي اول دولة كوردية في التاريخ، وتقضي عليها لتتمكن من اعدام قائد الجمهورية القاضي محمد في ميدان جارجرا في مهاباد هو والعديد من اركان دولته.
ولم تهدئ الثورات الكوردية وبشكل خاص على يد الحزب الديمقراطي الكوردستاني بقيادة زعيمه الدكتور عبدالرحمن قاسملو. واستطاع قاسلمو تنظيم صفوف الشعب لمقاتلة الدولة الإيرانية والمطالبة بالحكم الذاتي لشرق كوردستان. لكن ايران نجحت في استدراجه للفخ حينما طلبت منه التفاوض وقتلته غدراً هو وبعض رفاقه في العاصمة النمساوية فيينا في 13/7/1989 كما قتلت الزعيم اسماعيل آغا الشكاكي قبله.
ولم تكتف دولة الملالي الإيرانية بذلك بل اغتالت خلفه الدكتور صادق شرف كندي رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني في العاصمة الألمانية برلين عام 1992 .
والآن يقود النضال المسلح في شرق كوردستان حزب الحياة الحرة الكردستاني، وهو حزب مقرب من حزب العمال الكوردستاني، ويتمتع بشعبية طاغية في مدن وولايات شرقي كوردستان.