وقد عمد الفرنسيون في بداية الأمر لمنح الكورد في سوريا بعضاً من حقوقهم وسمحوا بانشاء هؤلاء لجمعيات ثقافية ولكن مالبثت ان عادت القهقرى وبدأت في قمع الكورد رضوخاً لضغوط من تركيا.
وبعد الإستقلال ورغم ان الكورد ساهموا فيه بشجاعة بل وقاد الكوردي ابراهيم هنانو اكبر ثورة سورية ضد الفرنسيين، وكان وزير الدفاع الجنرال يوسف العظمة الكوردي هو من صد القوات الفرنسية الغازية في معركة ميسلون الشهيرة، لكن الحكومات السورية المتعاقبة لم تعترف بالكورد وقالت فقط بان سورية دولة عربية يعيش فيها العرب فقط.
لقد مارست الدولة السورية سياسة الأضطهاد ضد الكرد ومن مظاهرهذه السياسة منع تدريس اللغة الكوردية ونشر الكتب بها رغم انها اللغة الثانية في سوريا والكورد هم القومية الثانية في سوريا.
وانشاء الحزام العربي وتوطين العرب في المناطق الكوردية وذلك في 45 قرية محمية من قوات الأمن السورية في اخصب الأراضي الكوردية. حرمان اكثر من ربع مليون كردي من الجنسية السورية عام 1962 حيث يعاني هؤلاء الآن متاعباً كبيرة وهم محرومون من كل الحقوق كمواطنين ولايحق لهم التملك او السفر.
هذا غير التجهيل ومطاردة السياسيين الكورد ومنع الأحزاب الكوردية تبعا لقانون منع تشكيل الأحزاب والزج بالكورد في المعتقلات، حيث مايزال الآن اكثر من مائتي كوردي في السجون السورية وهم يحاكمون بتهم الأنفصال وعضوية منظمات غير قانونية، وتعاني المناطق الكوردية من اهمال واضح في الخدمات والتعمير رغم ان انتاج سوريا النفطي يأتي منها ونصف الأنتاج الزراعي العام تنتجه هذه المناطق.
وقد ثار الكورد في 12 آذار 2004 في انتفاضة قامشلو والتي عمت كل المناطق الكوردية فعمدت السلطة لقمعها وقتلت ثلاثين شاباً وجرحت المئات واعتقلت الآلاف. كما عمدت لقتل رجل الدين الكوردي المتنور الشيخ محمد معشوق الخزنوي والذي كان له دور كبير في الأنتفاضة ومكانة كبيرة لدى لكورد والقوى العربية الديمقراطية في سوريا.
والخلاصة أن اوضاع الشعب الكوردي في كوردستان الكبرى سيئة جدا والكرد يعانون القمع والبطش في ايران وسوريا وتركيا. وهناك نضال دائم ومواجهات مسلحة بين القوى الكوردية وكل من ايران وتركيا.
ويعٌتبر الكورد محرك التغيير الكبير في الشرق الأوسط لكثرة عددهم وقوة تنظيماتهم وخبرتهم في مقارعة الأنظمة الديكتاتورية الغاصبة. والكورد في العراق يلعبون دوراً كبيراً في بناء العراق الجديد، وإستقرار المنطقة وهم في اقليم كردستان الجنوبية يعيشون في شبه دولة ولديهم جيش كبير من البيشمركة يربو على 200 الف جندي.
وفي كوردستان الشمالية هناك اكثر من سبعة آلاف مقاتل في حزب العمال الكوردستاني يقارعون الدولة التركية وفق اسلوب حرب العصابات. بينما يجهد مقاتلوا حزب الحياة الحرة الكوردستاني لمقاتلة القوات الإيرانية وتسديد ضربات كبيرة لها. الكرد لم يهدؤا يوماً وهم الآن في اتم الأستعداد لساعة التغيير الآتية، لقلب كل المعادلات الظالمة التي فرضت عليهم من قبل الدول الكبرى.
رد مع اقتباس
