"لهفة" اسم لديوان لم يكتمل بعد .. بقى فرحةٌ و ثلاثة أوجاع وينتهي به المشوار ..
ديوانٌ مسكونٌ بأشباح الذكريات ..أسواره الغزلية تحيطه من جهاته الأربع .. يتكون من ألف بيت وألف طعنة.. ما من موضعٍ فيه إلا و فيه من المحازن ما تسنى .. يمشي الحنين في أوساطه وأشلاءه تتساقط تاركة جثث القصائد صرعى كأنها أعجاز نخلٍ خاوية .. "لهفة" كاتبه العشريني ما زال يحبك من جدائل الشمس ما أمكن من ملاءات الشتاء حيث البرد ونزلات الوجع الساقطة من ذكريات الأمس .. في الشتاء يمتد وكأنه بحر ويتوسع إلى أقصى حدٍّ لكنه لا يبلغ الحبيب الغائب .. وحين الصيف وحرارة الجو ينتهي به الجزر إلى أبعد نقطةٍ لكأنه يكاد يفقد نفسه .. لكأنه رمادٌ أصاب النار بالملل فناولته للريح السكرى .. "لهفة" تهذي في أوساطه القصائد المسجونة التي يستحيل تحررها .. كيف لا وهي التي لم تبلغ مبلغها يوماً من الأيام .. وهي التي كلما أهمت بالخروج من حلق كاتبها تعثرها العبرات فتنثر على شكل تنهيدةٍ يشربها الهواء في أقل من ومضة عين .. كُتب على حين غفلةٍ من الفرح وعلى حين درايةٍ من الحزن .. حتى وإن أحاطه الغزل ففي جوفه بركانٌ كلما هم بالإنفجار هدأته الدموع لكنه لا ينطفئ .. كقيامة صغرى .. "لهفة" بائسٌ من يريد قراءته وتعيسٌ من قرأ بعض ما فيه والأتعس من هذا وذاك من يقتني نسخة منه .. لهفةٌ تكتوى خلف قضبان الصدر يعدها الخافق ليقدمها طبقا لمن يشعر أنه وحيد مأساته لمن يشعر أنه المهجور الذي لم تغني له العصافير ولم يعبر النسيم مجرى أنفاسه بعد أن فقد ما فقد واكتوى في جسمه ما اكتوى.