مساكم الله بالخير
درر&درات
راقت لي جدا جدا جدا
خصوصا ونحن في بداية العام
التربوي ان شاء الله تعود التربية والمربين الى سابق عهدهم
عندما كنااااا ننافس ياحافظ احفظ {Majeed.K.G}الدول الاسكندنافية
أولادُنا بينَ مِطرقةِ المدرسةِ وسَندانِ البيتِ
دقَّ الجرسُ ودخلَ التلاميذُ، وبعدَهمْ بقليلٍ دخلَ المعلمُ يَحملُ عصاهُ أو يستعيضُ عنها بلسانٍ هادرٍ، ليقولَ على الفورِ وبصوتٍ مرتفعٍ ومخيفٍ: ( تلاميييذ ).
التلاميذ: بصوتٍ خافتٍ مخنوقٍ وجلٍ: ( نَنْنَنْنَعمْ أستاذ ).
المعلم: من صفحةِ كذا إلى صفحةِ كذا اكتُبوها مرتينِ أو ثلاثًا أو خمسًا أو أو أو... !!!
أحد التلاميذ: لكنْ يا أستاذ، هذا كثيرٌ علينا وصعبٌ..
المعلم : اسكتْ أيُّها الكسولُ الوكحُ!
تلميذ آخر: عفوًا أستاذ، ما نعرفُه أنَّ معلمَ القراءةِ هو مَنْ يطالبُنا بكتابة الموضوع وإعادته، ليسَ أنت معلمَ الاجتماعيات أو العلوم أو الإسلامية أو الرياضيات أو ...؟!
المعلم: أريدُ أنْ يتقوَّى خطُّكم أيُّها الأغبياء، ( نفِّذوا ولا تناقشوا ).
تلميذٌ ثالثٌ يهمسُ في صمتٍ : وماذا أبقيتَ لمعلمِ القراءة؟!!
وإلى جانب تلك المدرسة الابتدائية مدرسةٌ ثانويةٌ دقَّ جرسُها أيضًا ليهرعَ الطلاب إلى الصفوف، وقد دخلوا يجرُّون أرجلَهم جرًّا؛ للوصول إلى مقاعدهم، وبعدَهم بخمسِ دقائقَ مسروقةٍ من وقت المحاضرة أو أكثر، أتى المدرس يحمل صنمَه الجوّال في يدٍ، وسيجارتَه في اليد الأخرى؛ لينهالَ عليهم بالنصائح الموجعة والمواعظ المكررة، التي ملَّ الطلابُ سماعَها وسئِموها ..
سادتي سيِّداتي: هذه بعض الخواطر المدرسية، أخاطب بها نفسي وبعضَ إخواني من أعضاء الأسرة التعليمية الذين ربما غفلوا عن أشياء، فوجب التذكير، ( فنحن جميعًا يذكِّرُ بعضُنا بعضًا ) بِحُكْمِ بشريِّتِنا وما جُبلْنا عليه من النقص؛ إذ الكمالُ لله وحدَه.. وهي في النهاية آراءُ شخصية قد تصيب وقد تخطئ.." وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب ".
1- بعض الأساتذة يُصرُّ على إكمال المنهج بأيِّ وسيلةٍ كانت، يُسرعُ في المادة لا يكتفي بالدرس الحضوري، ليعود ليلًا فيزيدَ عبئًا جديدًا - ليس من حقِّه - إلكترونيًا وفي ساعات متأخرة من الليل، كأنه وحده في المدرسة، ليس هناك واجبات من إخوانه الأساتذة، هو وحده من يستأثر بالوقت والدرس والتفوق المزعوم، وكان بوسعه أن يعطي القليل من الموضوعات يختصرها مكتفيًا بما هو مُّهمٌ ومتاحٌ ومعقولٌ.
2- بِدعةُ ( اكتبوها مرتينِ أو أكثر ) - وتحديدًا في مدارسنا الإبتدائية- لا أدري من أين أتتْ، وساعات الدوام محدودة، والواجبات كثيرة، والنوم المبكر صحيٌّ، وللبدن حقٌّ على الإنسان، وبدلَ أن تكلفَهم- أستاذي الفاضل- بالكتابة يمكنك شرح الموضوع بتفانٍ وبطريقة إبداعيةٍ محببة، تغني عن الكتابة المرهقة والمملة.
نعم سيأتي الطالب وقد كتبها عشرين مرة!! ؛ لكن أتدري كم ( صوندة أكل)؟ وكم معركة دارت في البيت حتى أكمل؟؛ لأنك تريد والآخر يريد والأخرى تريد، بعضُهم حتى الصلاة تركها لأجل الواجب البيتي المقدس!!..
3- وإلى صديقي أستاذ الرياضة أقول: هل تعلم ما حجم الأثر النفسي السيئ الذي يلحق الطلاب عند فوات درسك المحبب إليهم والذي يدفعهم إلى الإبداع في باقي دروسهم .. وكم سيحقدون على الأستاذ الذي تبرَّعت بدرسك له، بزعم تأخره في المادة؟ وإذا تكرمت علينا وأخذت درسك في الوقت المحدد، لا ترمِ الكرةَ لهم وتذهب، ولسان حالك ( عَلْواه ناركُم ماكلة حَطْبكُم ) !! ارأفْ بهم، وأنصفْ ضعيفَهم، وشارك معهم الدرس، وساوِ بينهم في اللعب، ونوِّعْ لهمْ في الرياضات، وأجْرِ لهم مسابقاتٍ دورية، ولا تعذبْهم؛ فهذا اختصاصك الذي تتسلم بموجبه راتبَكَ الشهري، فكُلْهُ حلالًا يا صديقي.. واقرأ إن شئت مقالةً قيمةً في هذا الصدد، للكاتب عباس العقاد بعنوان(الألعاب الرياضية) وسترى عجبًا.
4- وإليكَ أستاذَ الفنية يا عاشقَ الجمال، هل نسيتَ أنكَ صانعٌ للحياة، وأن درسَك ليس مجردَ (فايل) جاهزٍ يسلمه الطلابُ في نصف السنة وآخرِها، وقد رسموا أو اشتروا أو سرقوا من أحدهم لوحةً فنيةً، على أساسِها في الغالب توضعُ الدرجة؟! .. هل هذا هو درس الفنية ؟ لا أظن ذلك.. " مع الأخذ بالحسبان حرمة رسم ذوات الأرواح ".
5- ولعل من أكثر ما يزعج الطالب ظاهرةَ التجاوزِ على الوقت من لدن بعض الأساتذة بأخذِ الفرصة التي هي من حق الطلاب، وبعضُهم يُسوِّدُ السبورة بالكتابة، ثم إذا دقَّ جرس الفرصة انسحب مكتفيًا بالقول: (انقلوها !!!) وقد نزلت هذه الكلمة كالصاعقة على أكثرهم .. وإذا رأيت ثَمَّ رأيتَ شهيقًا وغيظًا مكتومًا ...
6- كنا في الزمن السابق نحب المادة التي يُغلَّبُ فيها الجانب التطبيقي العملي ( الإبداعي ) على الجانب (التلقيني) الذي يقوم على الحفظ فحسب ( درخ )؛ لأن المعلومة التي يشاهدها الطالب ويتفاعل مع المدرس حالَ شرحها وعملِ التجربة العملية لها، تبقى راسخةً لا يمكن نسيانُها.. وحفظُها يكون أسهلَ بكثير من أسلوب التلقين الذي يُعدُّ جريمةً كبرى وذنبًا لا يغتفر، ولا سيما مع مواد (الجغرافية، الكيمياء، الفيزياء، وما شابهها)، ولعلَّ جولة ميدانية واحدة في أنحاء البلدة يشاهد فيها الطالب الهضاب والسهول والجبال والأنهار والروافد وغيرها، ( عيانًا )، تغني عن كتاب يستغرق فيه المدرس فصلًا كاملًا يشرح كلامًا نظريًا، لا يزيد الدرسَ إلا تعقيدًا !!.. هذا فضلًا عن وسائل التعليم المختلفة التي خلت منها معظم المدارس للأسف... ولذلك يكره الطالب الدراسة، ويكره يوم السبت؛ لأن بعده دوامًا، ويكره المدرس الذي تسبب في بعض هذا وذاك.
7- ثم إن من أكبر الجرائم التي يرتكبها بعض الأساتذة هو تركه الطلاب عند الامتحان بلا رقيب؛ لأنه مشغول بالحديث مع أستاذ آخر خارج الصف، أو ربما يتصل بزوجته يسألها عن الغداء، أو ربما ينتظر بضاعة ستصل إلى دكانه الذي هو أهم عنده من واجب المدرسة الذي يتقاضى على أساسه مرتبه الشهري، أو أنه حاضر بجسده ساهٍ عن طلابه أو متغافل لا يجرؤ على محاسبتهم.. وبذلك نرى عدم الاكتراث بغش الطلبة؛ فيُظلم الذكيُّ ويَفرح الغبيُّ ويَغضب الربُّ العليُّ على ضياع هذه الأمانة، التي ضاعت حين وُسِّدَ الأمرُ إلى غير أهله.
8- وإنْ تعجبْ فعجبٌ ذلك التشدد اللامشروع نحو الإجابة، كأن الطالبَ ملزمٌ بتصوير الكتاب، لا بفهمه والتعبير عنه بأسلوبه الذي يحكي شخصيتَه وتميَّزَهُ.
أخي المربي أختي المربية ( لا إفراط ولا تفريط )..
التعامل مع المنهج تعاملًا حكيمًا .. بإعطاء القليل والاجتهاد في إيصاله إلى قلوب الطلاب قبل عقولهم بالتكرار والحوار والهدايا والإصرار، وإظهار الفرح والسرور، وبالمزحة البريئة لا بتقطيب الجبين وعقد الحاجبين .. فضلًا عن الابتعاد عن الشتائم والألفاظ النابية والمحرجة، مع عدم التفريق في توزيع الأسئلة، والصبر على ذلك كله ما استطعتم إلى ذلك سبيلًا؛ فأنتم بذلك مجاهدون، ما صَلُحتْ النية وحَسُنَ القصدُ.
الوضوحُ في الجدول وعدم إهماله وجعله فوضى؛ ليعرف التلميذ ماذا يحمل في يومه وفي غده في حقيبته التي تزن ما يقرب من (عشرة كيلو غرامات)؛ بسبب كثرة الدفاتر وازدحام المواد.
التقليلُ من الواجبات والامتحانات؛ فهذا نظام فاشل فاشل فاشل، يدمر نفسية الطالب.
ليس المقياس كم أكملت من المنهج وإنما المقياس كم فهم الطلاب وكم أحبوا الدرس والمدرس؟
إشغالُ جزء من الدرس للتوجيه التربوي والحث على الصلاة والقرآن والمحبة والتعاون؛ فإنها أصل النجاح.
ثم اعلم أخي الأستاذ - رعاك الله -أنك قدوة وأن الطالب يحاول تقليدك في كل شيء فكن قدوة حسنة ولا تكن قدوة سيئة .. وإلا فكيف تريد من الطالب أن يمتنع عن شرب التدخين - مثلًا - وهو يراك تحمل السيجارة بيدك؟ وكيف تريده أن يصلي وهو لم يرك يوما تصلي أو تعظم الصلاة ؟! وكيف تريدين سيدتي من الطالبة أن تلبس الحجاب والثياب الساترة وأن تتخلق بخلق المرأة المسلمة، وأنت أمامها تضعين الأصفر والأخضر وتلبسين البنطال والملابس الضيقة، وأظافرك أطول من الأصابع..؟! وأخبرني أحد من أثق بهم أن إحدى مدرسات الإسلامية تخاطب الطالبات بقولها: ( يا فاسدات ) والعلكُ يملأ فاها!!
علينا نحن القائمين على العملية التربوية والمعنيين بتخريج جيل يُرادُ له أن يغير من هذا الواقع المرير، ويبني مستقبلًا أفضل؛ ليترك بصمة إيجابية وأثرًا طيبًا فيمن يأتي بعده، أن ندرك جيدًا أن الفهم مقدم على الحفظ النصي وأن تجربة الكتاب المفتوح ( أوبن بوك ) قد تكون بديلا ناجحا يخلص الطلبة من شبح التحضير الظالم والخوف من الإحراج المتكرر ويحرره من قيود المحاسبة اليومية التي ربما بمجرد زوالها سنرى منهم عجبا لا لشيء إلا لأنهم تخلصوا من هذا النظام العقيم الذي عشعش فينا لسنوات ونحن معه في شبه سجن انفرادي أو حكم بالإعدام مع وقف التنفيذ!!...
الأستاذ وكالعادة: محضرين؟ .. انهض!
أحد الطلاب : عفوًا أستاذ تعني ( قارين ) أليس كذلك؟
الأستاذ: وما الفرق؟
الطالب : نحن نقرأ الدرس الجديد أولًا في البيت، ثم نأتي نستمع لشرحك ثانيًا، ثم بعده نحفظه ثالثًا، هذا ما تعلمناه منكم أساتذتنا.
الأستاذ باستهزاء وسخرية وتجاهل: ( ها مِنُو يِشْرَحْ )؟!!
لا أحد سوى اثنين أو ثلاثة من ( السجاجة ) وعلى مضض ..!!
وقبل نهاية الدرس؛ أعني قبل شرح الطلاب ..
الأستاذ: التحضير القادم من صفحة كذا إلى صفحة كذا..
الطلاب يهمس بعضهم لبعض : وما دورك أنت إذن ؟! ما الذي فهمناه - أصلًا - من الدرس الحالي حتى نقفز إلى القادم؟؟
إخواني المربين أخواتي المربيات، من معلمين ومعلمات ومدرسين ومدرسات..
أعترف مجددًا وأنا أتحدث متطفِّلًا عن بعض الهَناتِ التي قد تصدر عن جمع من الأساتذة.. أعترف أن فيهم عمالقةً حكماء وعباقرةً أمناء، أقف أنا وغيري لهم إجلالًا وإكبارًا؛ لنرفعَ لهم القبعة- كما يقال-؛ فهم الأسوة الحسنة والبقيَّةُ الباقيةُ في هذا الزمن الذي غابَ فيه الناصحونَ وقلَّ الصادقون ..
هذا من جهة ومن جهة أخرى فإني حصرت هذا المقال على صنف المعلمين والمدرسين دون أساتذة الجامعات؛ لأني كنت أفردت لهم مقالًا نشرته تحت عنوان (خواطر أكاديمية) تتبعت فيه أيضًا ما يمكن أنْ يؤاخذَ عليه التدريسيُّ الجامعيُّ من تقصيرٍ وسوء تدبير.
ومن جهة ثالثة فإني لا أستثني نفسي الخاطئة - كما أسلفت- عن بعض ما ذُكرَ وسيُذكر، واللهَ أسأل أن يسترَني وإياكم وأن يهديَنا أجمعين، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
أساتذتي الكرام: الطلاب أمانة في أعناقنا فلْنصُنْ تلك الأمانة، وأرجو ألّا نضيِّعَها بإفراط أو تفريط؛ لأن الطلاب علمتُم أمْ لمْ تعلموا، بِتْنا نعيشُ بين إشفاقِنا عليهم وهم يسهرون إلى وقتٍ متأخرٍ من الليل، وبين خوفِنا من إخفاقِهم إذا هُمْ قصَّروا في أداء الواجبات المُجْحفة.. حتى صاروا بين مِطرقةِ المدرسةِ وسَندان البيت..
والنتيجة إن لم يكن هناك تنسيقٌ مشتركٌ، وتعاونٌ وتفاهمٌ بيننا؛ للبحث عن حلٍّ لهذه المشكلة الخطيرة، ستكونُ كارثيةً ولا تُحمَدُ عقباها.
طلابُنا يا سادة إلى انفجارٍ إن لم يحدث اليوم فإنه حاصلٌ لا محالة ولو بعد حين، بسبب الضغط الذي لم نكنْ نعرفُه في السنين الماضيات ..
والله من وراء القصد، وهو سبحانه أعلم وأحكم
Majeed.K.G
وسلامتكم درر&درات