تعد نفايات الطعام العالمية مشكلة، تبدأ أثناء الإنتاج الزراعي وتستمر على طول الطريق إلى مكب النفايات، حيث يهدر أكثر من 30% من الطعام كل عام. ومن ناحية أخرى، فإن نفايات الطعام العالمية لها تأثير بيئي هائل أيضًا، فهي تعد مصدرًا كبيرًا لانبعاث غازات الاحتباس الحراري، فعندما يذهب الطعام إلى مكب النفايات ويتعفن فإنه ينتج غاز الميثان وهو غاز دفيئة أقوى من ثاني أكسيد الكربون، مما يسهم في التغيرات المناخية، وبالتالي يمكن أن يساعد الحد من هدر الطعام في تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، وإنشاء الأمن الغذائي، وتشجيع النظم الغذائية الصحية، وتعزيز الإنتاجية والكفاءة الاقتصادية، وتعزيز الحفاظ على الموارد والطاقة، والتصدي لتغير المناخ.
وعندما نتحدث عن هدر الطعام، ربما نحصره في الطعام الذي نتخلص منه بعد طهي الوجبات، أو الطعام غير المأكول من الطاولة في المطاعم، لكن مصادر نفايات الطعام أكثر بكثير من هذا فهي تشمل مخلفات الأطعمة في جميع مراحل نظام الغذاء. ومنها الأطعمة غير المبيعة من الأسواق، التي يتم التخلص منها. لذلك، من المهم أن تكون هناك توعية عالمية بهذه المشكلة، وبالخصوص في وسائل الإعلام، فعندما يقوم الفرد بهدر الطعام، فهو بذلك يقوض استدامة الأنظمة الغذائية، وهذا يعني أن جميع الموارد التي تم استخدامها لإنتاج هذا الغذاء -بما في ذلك الماء والأرض والطاقة والعمال ورأس المال- تذهب هباءً!!! ومع استمرار نمو عدد سكان العالم، لا ينبغي أن يكون التحدي الذي نواجهه هو كيفية زراعة المزيد من الغذاء فقط، ولكن توعية الناس بالحد من هدر الغذاء.
وهناك خطوات تحد بالفعل من هذا الهدر الغذائي، منها توصيل بقايا الطعام لمن هم في حاجة، والتسوق بشكل أكثر ذكاء بحيث يشتري الإنسان ما يحتاج إليه فقط (من الأفضل عدم الذهاب إلى السوق بدون خطة أو على معدة فارغة يمكن أن يؤدي إلى شراء أكثر مما يحتاج)، تحويل بقايا الطعام إلى سماد، ويتوفر في الوقت الحالي جهاز -شكله أنيق ولا يصدر ضوضاء- يمكن وضعه في المطبخ، يتم وضع بقايا الطعام فيه ويقوم بتحويلها إلى سماد للزراعة