أنا اللى بالأمر المحال إغتوى
شفت القمر نطيت لفوق فى الهوا
طلته ماطلتوش إيه انا يهمنى
وليه مادام بالنشوة قلبى ارتوى
عجبى
فتحت شباكى لشمس الصباح
مادخلش منه غير عويل الرياح
وفتحت قلبى عشان أبوح بالألم
ماخرجش منه غير محبة وسماح
عجبى
سنوات وفايته عليا فوج بعد فوج
واحدة خدتني ابن والتانية زوج
والتالتة أب خدتني .. والرابعة ايه
ايه يعمل اللي بيحدفه موج لموج
عجبي!!
أنا كل يوم أسمع .. فلان عذبوه
أسرح ف بغداد والجزاير واتوه
ما أعجبش م اللي يطيق بجسمه العذاب
وأعجب من اللي يطيق يعذب أخوه
عجبي!!
الاديب الفنان في سطور:
ولد في شارع جميل باشا في شبرا. كان والده المستشار بهجت حلمي يعمل في السلك القضائي، حيث بدأ كوكيل نيابة وإنتهى كرئيس محكمة استئناف المنصورة.
درس الفنون الجميلة ولكنه لم يكملها حيث درس الحقوق.
التحق بروز اليوسف وعمل سكرتير تحرير وظل يرسم بشكل سري إلى أن اكتشفه "أحمد بهاء الدين" -الرجل الثاني بالمجلة وقتها- فأفرد له صفحة كاملة أسبوعيا.و كتب أيضا عددا من الأوبريتات الغنائية ربما كان أشهرها أوبريت الليلة الكبيرة الذي ما زال يحتفظ بألقه حتى اليوم،
ومئات الرسوم الكاريكاتيرية التي بدأ في رسمها أسبوعيا في مجلتي صباح الخير و روز اليوسف الأسبوعيتين، قبل أن ينتقل إلى صحيفة الأهرام التي كانت آنذاك في أوج ازدهارها، فكان يلخص في رسومه اليومية تلك و في صورة كاريكاتيرية ساخرة الموقف السياسي السائد آنذاك.
كتب عددا كبيرا من الأغاني الوطنية وارتبط اسمه بثورة يوليو ومغنيها "عبد الحليم حافظ" وذاعت شهرته من خلال بعض الأغاني مثل "صورة" "السد العالي" وغيرهما.
كتب السيناريو والحوار لعدة أفلام مثل "خلّي بالك من زوزو"، "أميرة حبي أنا"، "شفيقة ومتولي" و"المتوحشة" كما شارك في إنتاج أفلام "أميرة حبي أنا"، "عودة الابن الضال"، وشارك بالتمثيل في عدة أفلام منها "شهيد الحب الإلهي" عام 62 و"لا وقت للحب" عام 63 و"المماليك" في عام 1965.
.
ينفرد جاهين بخاصية هامة تمنح شعره –على بساطته وعاميته- بعدا فلسفيا لانعرف له مثيلا لدى شعراء العاميه الآخرين بل ولانعرف له مثيلا لدى شعراء الفصحى المصريين، فيما عدا رفيقه صلاح عبد الصبور الذى إتسمت معظم أشعاره بأبعادها الفلسفية والانسانية الشاملة.
وهنا ايضا –وعلى الأخص- لم يحصل جاهين على حقه من التقدير، بسبب النظرة العدائية من الوسط الثقافى النخبوى للعامية، وربما بسبب التحيز للفصحى والخوف عليها، مع قدر من عدم التصديق لإمكانية ان تقول العامية الدارجة معان تقرب من مدار الفلسفة المقدس. ولكن لايصح ان يمنعنا مثل هذا الموقف الاستعلائى الزائف والخائف من ان نخوض فى رفق وحدب فى أعماق أشعار جاهين لنكتشف مابها من جواهر فكرية ووجدانية بديعة. فإنك لتجد فى رباعياته أصداء لفلسفة سارتر الوجودية ولمواقف البير كامو فى اغترابه ولجرأة نيتشه الذى لم تكن فلسفته سوى شعرا مكثفا. بالإضافة الى نهل جاهين من التراث الفلكلورى المصرى والعربى الاسلامى والمسيحى. ومزجها كلها فى صوت صادق متفرد هو صوته وحده.
• توفي في 21 أبريل عام 1986
سيظل جاهين صوتا مميزا مزهوا فى الوجدان المصرى الى الأبد.
فالشاعر الاصيل لايعرف موتا ولاصمتا. وهو الذى قال:
دخل الشتا وقفل البيبان ع البيوت
وجعل شعاع الشمس خيط عنكبوت
وحاجات كتير بتموت فى ليل الشتا
لكن حاجات أكتر بترفض تموت.