عظمة السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , نعيش هذه الايام ذكرى استشهاد السيدة الصديقة فاطمة الزهراء (عليها السلام) في الايام الفاطمية وفي الحديث القدسي قوله الله عز وجل: “ يا أحمد ، لولاك لما خلقت الأفلاك ، ولولا علي لما خلقتك ، ولولا فاطمة لما خلقتكما " (1) ان النبي (صلى الله عليه واله) واهل بيته الاطهار هم العلة الغائية للتكوين لهذا الكون , وانه سبحانه لم يخلق هذا الكون اولاً وانما خلق النبي (صلى الله عليه واله) واهل بيته الاطهار ومن ثم خلق الله سبحانه تعالى, هذا الكون بأجمعه من نورهم ورب سال يسأل عن سبب ذلك وهل ينسب هذا البخل والعياذ بالله له ولولم يكن النبي واهل بيته لم يخلق الخالق هذا الكون العجيب ؟ الجواب : ان الله اكرم من ان ينسب اليه ذلك فهو اكرم الاكرمين ولأنه خلق هذا الخلق وفق غاية وهدف نحو تكاملهم ولان حقيقة الكمال حقيقة غير مشهودة , بالحواس كي يمكن للبشر ان يتعرفوا عليه بذواتهم , فأحتاج لذلك لواسطة ودليل يخبرهم بهذه الحقيقة ذات المفاهيم الواسعة فأنزل الله سبحانه الكتاب السماوي للنبي الخاتم والدليل والبرهان والمنهج القويم , ولابد من مرشد لهذا الكتاب وهو النبي محمد واهل بيته الاطهار (صلوات الله عليهم) لانهم ترجمان القران , فلولا النبي وعلي وفاطمة (صلوات الله عليهم اجمعين) , لكانت خلقة هذا الكون ناقصة والله لا يخلق خلق ناقص وهنا نتعرف على اهمية السيدة فاطمة الزهراء لهذا الكون وفق ولايتها التكوينية والتشريعية ومعنى ذلك ان السيدة فاطمة هي العلة والغاية في خلق هذا الكون وهم اسباب نزول لطف الله على هذا العالم وبوجودهم المبارك استمرار قيام العالم فلولاهم لساخت الارض بأهلها , لهم حق التصرف في هذا الكون ايجاداً واعداماً لكن قلوبهم وارواحهم النورانية هي اوعية لمشيئة الله تعالى اي لا يتصرفون الا بما شاء الله وفق اختيارهم , ولهذا فأن الرسالة المحمدية لم تتم الا بوجود علي بعد النبي ولم تتم الرسالة لولا وجود فاطمة التي هي اصل الامامة وسرها فهي محور خلق الائمة وبوجودها ووجود ابنائها المعصومين (صلوات الله عليهم اجمعين) حفظ الدين ولا سيما ابنها صاحب العصر والزمان (عجل الله فرجه) نسأل الله ان يوفقنا دوماً لموالاتهم والبراءة من اعدائهم ويرزقنا شفاعتهم امين يا الله . المصدر : محمد فاضل المسعودي : الأسرار الفاطمية , : 18.