كشف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بأن العراق سيتعرض الى ٣٠٠ عاصفة ترابية في العام على مدى السنوات العشر المقبلة، واشار في تقريره الفصلي الذي قدمه الى مجلس الأمن في (12 اذار-2013)، ان البلاد باتت واحدة من البلدان المصدرة الرئيسة للعواصف بسبب تعرض بيئتها الى تدهور كبير طيلة عقود عديدة ماضية، محذرا من مخاطر اقتصادية وصحية تحيق بالعراق والمنطقة نتيجة ازدياد عدد العواصف وتواترها.
هذا كلام خطير، يدعونا جميعا الى دراسته والاستفادة من تقرير بان كي مون، فالجهات الحكومية العراقية ملزمة ان تاخذ الموضوع بكثير من الجدية، علنا نصل الى صياغات لافكار تتحول الى مشاريع واقعية تساهم في التقليل من شدة وحدة العواصف الترابية التي تضرب العراق، التي هي عبارة عن "رياح عاصفة محملة بذرات ترابية وغبار منقولة من قشرة الأرض السطحية المفككة"، وهي الكوارث الطبيعية التي تخلف الكثير من الحوادث والتلفيات على مستويات النشاط البشري كافة، علاوة على التدهور في الجهاز التنفسي للملايين من السكان "والعاصفة الترابية تحدث عند توفر شرطين أحدهما: تربة جافة ومفككة عارية من الغطاء النباتي والشرط الثاني سرعة الرياح.
وعليه فان السؤال المطروح، بناء على ماتقدم، اين تقف وزارتا البيئة والصحة والوزارات والهيئات التي لها علاقة بموضوعة تحسين البيئة، والتصدي لظاهرتي التصحر والجفاف في العراق من هذا كله؟، هل هناك مشاريع واقعية يشرك فيها المواطن باعتباره المتضرر الاول من العواصف الترابية؟، وهل وثيقة الامين العام للامم المتحدة تحذير لحجم الضرر الكبير الذي ستخلفه العواصف الترابية؟؟.
علينا أن لا ننسى أن المجتمع كله سيطاله الضرر، ولهذا فنحن بحاجة الى دليل عملي للاطلاع على اخر أخبار الطقس المحلي والتحذير من تقلباته الحادة.
لذا نقترح على الجهات الحكومية ان تسارع في "تدشين" خدمة الموبايل (موبايل العواصف الترابية) تقوم بمهمة اشعار المواطنين باحوال الطقس، وتحذير الناس من تقلباته وتغيراته الحادة، بل وتقدم توقعات مبنية على أسس علمية، دقيقة ومتابعة لمتغيرات الطقس خلال ساعات اليوم، وأن تكون بأحدث الوسائل والبرامج التكنولوجية الحديثة، لتعطي تحذيرات آنية ودقيقة وسريعة للجمهور.
وايضا يمكن ان تتحمل محطات التلفزيون المحلية والإذاعات جزءاً من المسؤولية في تحذير المواطنين عبر علامات تحذيرية تظهر على الشاشة مباشرة دون الحاجة لقطع البرامج وأن يظهر "التحذير" بالدرجات والألوان التي تعكس خطورة الوضع من عدمه و"الوقاية خير وأرخص من العلاج".
طوال الفترة الماضية لم تكن هناك جدية حقيقية وواقعية للتعامل مع العواصف الترابية على اساس انها ظواهر مناخية ابتلي بها العراق، وماتنتجه من ضرر كبير، ومخاطر اقتصادية وصحية، ما تسبب بحدوث حالات اختناق كثيرة للمواطنين ولاسيما المصابين بأمراض الحساسية والربو.
تاملوا فقط حجم الفائدة الكبيرة التي سيقدمها اقتراحنا، "موبايل العواصف الترابية" للمواطنين، في تحذيرهم مسبقا من حدوث حالات العواصف الترابية، ليتسنى للجميع اخذ الحيطة والحذر، كل حسب تقديره للموقف.
ونحن بانتظار ان تاخذ هيئة الانواء الجوية العراقية اقتراحنا على محمل الجد.
والاقتراحات وحدها لاتجدي نفعا، إذا لم يكن المواطن لاعبا ومتعاونا ومشاركا في الحد من هذه الظاهرة.
كيف؟، وما السبل؟.. المفروض ان الجهات الحكومية المعنية هي التي تقدم لنا دليلا نعمل به لمساعدة انفسنا في توفير بيئة صالحة للعيش الانساني.
الشبكة العراقيه