لماذا يقوم الأطفال بتصرفات سيئة في وجود الأم أكثر من الأب؟



تلاحظ الأم أن طفلها يكون مشاغباً ويقوم بتصرفات سيئة وخاطئة حين تكون وحدها معه، وفي غياب الأب في العمل أو خارج البيت، ولكنه يبدو هادئاً ومطيعاً في وجود الأب، وتستغرب الأم ذلك ولكنها لا تعرف كيف تستغل هذه الظاهرة التي احتار بها الباحثون ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها بالمرشد التربوي عارف عبدالله، حيث أشار إلى الإجابة على هذا السؤال الذي يحير الأمهات وهو لماذا يقوم الأطفال بتصرفات سيئة في وجود الأم أكثر من الأب موضحاً أهمية دور الأب في حياة العائلة عموماً كالآتي:
أهمية وجود الأب في العائلة

يتصرف الطفل بشكل جيد ومرضٍ في حضور الأب

  • أشارت دراسات نفسية حديثة إلى أن الأطفال الذين ينشأون في بيئة يتواجد فيها الأب لا يعانون من مشاكل سلوكية ظاهرة.
  • وقد تبين أن وجود الأب في حياة الطفل بطرق مختلفة ومدروسة، حتى لو كان الأب على سفر، أو في حالة طلاق الزوجين فهو يدعم الطفل بشكل كبير.
  • فطلاق الزوجين لا يعني بالضرورة انسحاب دور الأب ما لم يكن الأب يقوم بهذا الدور على أكمل وجه وباتفاق وتراضٍ مع الأم.
  • كما أشارت الدراسات إلى أن البنات اللواتي ليس لديهن آباء أصبحن يائسات لعدم وجود رجال في حياتهن ويشتقن لاهتمامهم.
  • وحسب الفحوصات الطبية فيؤدي غياب الأب إلى تغيرات هرمونية عند الفتيات تؤدي إلى قفزة في سن البلوغ.
  • كما يمثل الأب في حياة الولد الذكر القدوة الحسنة ويرسم له معالم وملامح الرجولة الحقيقية.
  • في مرحلة الرضاعة يقبل الرضيع على الرضاعة والطعام الصلب في وجود الأب، أو في حال تناول الطعام الخارجي من يد الأب.

هل يحتاج الطفل للأم أكثر أم للأب؟
أسباب تؤدي لأن يتصرف الطفل بشكل سيء في وجود الأم

تعاني الأم من شغب الطفل وعدم السيطرة عليه أكثر من الأب

  • أُجريت دراسة حديثة في جامعة واشنطن على أكثر من 500 طفل في مرحلة الطفولة المبكرة والمتأخرة وبداية المراهقة ولاحظت الدراسة تصرفات الأطفال في وجود أحد الوالدين وغيابهما.
  • وقد تبين من خلال هذه الدراسة أن هؤلاء الأطفال يتصرفون بشكل اسوأ بمعدل 800 مرة في اثنا ء وجود الأمهات مقارنة بوجود هؤلاء الأطفال مع الأب أو حتى مع أشخاص كبار آخرين مثل الأجداد.
  • وقد عزت الدراسة تلك النتائج غلى أن الطفل يشعر بالراحة والأمان في وجود الأم، مما يجعله يتصرف بشكل سيء لأنه يعرف أنها سوف تصحح الأخطاء وسوف تقوم بحمايته.
  • كما أن الطفل لديه حاجة لا تتوقف لجذب انتباه الأم، لأن الطفل بطبعه أناني، ولذلك فهو يخطئ في وجودها لكي تهتم به وتصحح ما يقوم به من أخطاء، حتى لو كرر نفس الخطأ فهو يحب اهتمامها ويحب أن يستأثر به.
  • أُجريت دراسة على 500 طفل لاحظوا فيها أن الأطفال يتصرفون 800 مرة أسوأ أثناء تواجدهم مع أمهاتهم مقارنة بوجود الأطفال مع الأب أو أشخاص آخرين..

طرق استغلال وجود الأب لصحة وشخصية الطفل

يستجيب الطفل للأب أكثر من الأم في صقل مواهبه

  • يمكن استغلال وجود الأب مثلاً لزيادة شهية الطفل للطعام ما دامت الدراسات قد أثببت أنه يتصرف بشكل جيد في وجود الأب.
  • فقد ثبتت دراسة أمريكية حديثة أن قيام الأب بإطعام طفله يزيد من شهية الطفل للطعام.
  • وقد أوضحت الدراسة بشيء من التفصيل أن الأم هي الشخص المسؤول عن إطعام الطفل ويعتاد الطفل على ذلك مما يشعره بالروتين ورفض الطعام خاصة إذا كان يقدم له صنف جديد.
  • وأشارت الدراسة إلى أن تقديم الأب الطعام لطفله يجعله يتناول كمية أكبر من الطعام تصل إلى مرتين ونصف المرة أكثر من المعتاد.
  • وقد وجدت الدراسة أن يد الأب التي تقدم الطعام هي المفتاح السحري للأطفال الذين يعانون من فقدان الشهية.
  • كما أن تقديم الأب الطعام لطفله يساعد على تقوية العلاقة بين الأب والطفل.
  • ويفتقد المولود خصوصاً الأب وجوده بعد الولادة وهو قد اعتاد سماع صوته في رحم أمه، ولذلك قيام الأب بالقرب منه وتدليله يشعره بالأمن والأمان ويجعله يقبل على الرضاعة الصناعية لو كان لا يرضع من أمه.
  • يبدأ الطفل في التأثر بذائقة الأب ويستلهم منه طريقة التهام الطعام لأن الأب أكثر قدرة على صنع إيحاءات تناول الطعام من الأم حسب الدراسة.
  • ويمكن للطفل أن يأكل أصنافاً من الطعام يقدمها له الأب لأول مرة أكثر من الأم.
  • ويقلد المولود الذكر خصوصاً الأب في طريقة تناوله للطعام، ويكون ذائقة مثل ذائقة الأب أكثر من البنت.
  • وقد بينت دراسات عديدة إلى ارتباط وجود الأب بحياة الطفل بمعدل ذكائه، وبالتالي كلما زاد معدل الوقت الذي يقضيه الأب مع طفله فمعدل ذكاء الطفل يرتفع.
  • وقد تبين أن الأب الذي يقضي وقتاً طويلاً مع طفله منذ لحظات الولادة يكون طفله لديه قدرة على التذكر والتعلم والتطور في عمر السنتين أكثر من الأطفال الذين لم يقضوا وقتاً مع آبائهم.
  • كما أن الآباء الذين يتمتعون بطباع هادئة وصبورة وطول بال ويستطيعون بناء علاقة فعالة وناجحة مع أطفالهم ولهم تأثير ودور لافت في نسبة الذكاء لدى الطفل.
  • ولذلك فقد دعت معظم التوصيات التربوية إلى أن يتخطى دور الأب تقديم الرعاية للطفل من حيث شراء المستلزمات الخاصة به إلى قضاء وقت ممتع معه كل يوم يبدأ بالحديث مع المولود.
  • ويمكن تطوير هذا الوقت بممارسة هواية ممتعة وقراءة قصة أو القيام برياضة خارج البيت، فكل ذلك يؤدي لطفل ذكي وسوي نفسياً وعقلياً وأن تمر به مرحلة المراهقة بسلام، خاصة عند البنت التي تكون قريبة من الأب وترى أنه الرجل المثالي في الحياة.