الشيخ الصفار فقدان معنى الحياة يقود إلى البهيمية والاضطراب
حذّر الشيخ حسن الصفار من فقدان معنى الحياة الذي يقود إلى البهيمية والاضطراب.
وقال: إن الدين مشروع لإعلاء إنسانية الإنسان، وتحقيق جودة الحياة.
جاء ذلك في خطبة الجمعة بمسجد الرسالة بمدينة القطيف شرقي السعودية بعنوان: جودة الحياة في الدارين.. مشروع الدين.
وأوضح الشيخ الصفار أن الناس قبل بزوغ الإسلام، كانوا يعيشون حالة التيه والضياع، يسودهم الجهل والخرافات، ويعبدون الاصنام والأوثان.
وتابع: كانت تحكمهم العصبيات القبلية، ويفقدون النظام الاجتماعي، وتنشب بينهم الحروب والمعارك لأتفه الأسباب، ليحصلوا من خلالها على السلب والغنائم.
وأضاف: تتلخص الحياة عندهم في الملذات الآنية البيولوجية، كالبهائم {وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ} فلا مشروع لهم في الدنيا، ولا تفكير لهم فيما بعدها.
وأبان أن النبي محمد (ص) جاء في لحظة فاصلة من التاريخ الإنساني، كان الناس فيها يعيشون مثل هذا الخواء والفراغ، فجاء (ص) يحمل مشروعًا لإنقاذ البشرية، وإخراجهم من الظلمات إلى النور.
وتابع: إنه جاء يحمل مشروعًا لإقامة مجتمع حضاري، وبناء حياة إنسانية راقية، تبدأ من الدنيا ولا تقتصر عليها بل تمتد للآخرة. مستشهدًا بقوله (ص): «جِئْتُكُمْ بِخَيْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ».
وأشار إلى أن هذا المشروع يبدأ من الايمان برؤية كونية شاملة للوجود، تعطي للحياة قيمة ومعنى.
وتابع: تنطلق من هذه الرؤية منظومة قيمية، تحدد علاقة الإنسان مع الطبيعة من حوله، ومع المجتمع الذي يعيش فيه، بحيث يكون الإنسان منسجماً ومتآلفاً مع بيئته الاجتماعية، يألف الناس ويألفونه، ويحبهم ويحبونه، وتكون الحقوق مصانة والمكانة محترمة.
وأضاف: وهناك تشريعات وتعليمات تؤكد على جودة الحياة، حتى يعيش فيها الإنسان بأفضل ما يكون، يتمتع بخيرات الكون، وثروات الطبيعة التي خلقها الله للإنسان.
وبيّن أن رسول الله (ص) قد أنجز عملية التغيير والتحويل في زمن قياسي، فأصبح ذلك المجتمع الجاهلي المتخلف، مجتمعًا إنسانيًا رائدًا، ما لبث أن اتسع وانتشر نفوذه، وعمّت رسالته بقاعًا شاسعة من الكرة الأرضية.
وتابع: المؤمن لا يفكر في جودة الحياة الدنيا فقط، بل يفكر في تأمين جودة حياته في الآخرة.
وأضاف: هناك خير في الآخرة ينتظر المؤمنين المخلصين، نتيجة أعمالهم الصالحة.
واستنكر سماحته ما تمر به بعض المجتمعات الغربية من الخواء الروحي والفراغ الفكري حتى صارت عندهم محاكات الحيوانات كالكلاب والخنازير والقطط موضة وصرعة يتفاخرون بها.
ونقل عن بعض الباحثين قوله: عالم غريب لا يُعرف عنه الكثير حتى الآن، ولكنه بدأ ينتشر بشكل كبير في أوروبا وخاصة بريطانيا، حيث يريد عدد من الرجال البالغين أن يكونوا ”كلابًا“، يرتدون أزياء الكلاب المصنوعة من اللاتكس والجلد، ولديهم علاقات مع عمال من البشر، والمتحمسين لها، يقولون إنها ليست دائمًا مسألة جنسية ولكنهم يريدون فقط أن يعيشوا حياة الكلاب، ووصل عدد المنخرطين بظاهرة ”الكلاب البشرية“ في بريطانيا وحدها 10 آلاف فرد.
ونقل عن أحد الكتاب قوله: تقرير مخيف نشرته القناة الرابعة البريطانية، عن شباب وفتيات بريطانيين، يدفعون المال!! من أجل العيش مثل الخنزير!! تخيل يدفعون 1200 جنيه إسترليني للعيش مثل الخنزير، في عطلة نهاية الأسبوع؟ يتمرغون في الوحل، ويأكلون كما تأكل الخنازير، وفي نهاية اليوم يتم حبسهم في الأقفاص الخشبية.
وقال: أصبحت هذه الظاهرة محلًا للبحث الفلسفي والنفسي والاجتماعي. محذرًا من تسربها لمجتمعاتنا التي أصبحت تقلد الغرب في صرعاته