March, 2013, 25
نشاط لافت للقرضاوي ضد النظام السوري.. والجزائر والعراق قادا معسكر رفض جلوس المعارضة بمقعد بشار الشاغر
Elaph
يمكن تلمس النشاط الواضح الذي يظهره العلامة الشيخ يوسف القرضاوي ليس على صعيد مساندة القمة العربية المرتقبة في الدوحة.
ولكن الأهم على صعيد تمهيد الأرضية السياسية والبروتوكولية لأقسى قرارات ممكنة ضد نظام الرئيس السوري بشارالأسد والعمل بالنتيجة على إحلال المعارضة السورية كبديل مباشر لنظام بشار في كل أروقة وكواليس القمة العربية. القرضاوي إستبق الجميع بدعوات سياسية ومناشدات دينية الطابع تحذر القادة والزعماء العرب من تجاهل المصير الذي يواجهه الشعب السوري عبر نداء خاص سبق كل الفعاليات التحضيرية بعنوان إنقاذ الشعب السوري. المسألة تطلبت إعلاميا وسياسيا تحدث القرضاوي بصفته رئيسا لعلماء المسلمين وتوجيه إتهام مباشر لنظام الرئيس بشار بقتل العالم الكبير محمد سعيد البوطي وسط ماكينة دبلوماسية عربية تعمل بحماس لصالح قرار عربي بالإجماع يخرج نظام بشار تماما وبصورة قطعية ونهائية من النظام العربي.
واضح تماما ومن كواليس إجتماعات التحضير على مستوى مندوبي الجامعة العربية بأن خمس دول عربية تعمل على مشروع كبير لصالح إعلان طرد وفصل سورية بشار الأسد من المجموعة العربية وتجاوز قصة تجميد مقعد سورية.
هذه الدول هي قطر ومصر وليبيا وتونس وتساندها السعودية بطبيعة الحال والمجموعة الخليجية مع حركة فاترة في السياق لكل من البحرين والكويت كما فهمت 'القدس العربي' مقابل جبهة من تسع دول عربية تحاول إعاقة مشروع رسم مقعد سورية في أحضان المعارضة بحجج وذرائع متعددة أغلبها ذات طابع بروتوكولي وفني وتحت غلاف سياسي. دول الضد في هذا الإتجاه هي العراق والجزائر بشكل أساسي وفي المرتبة التالية الأردن والمغرب مع معسكر الذرائع النظامية والبروتوكولية دون إتخاذ موقف واضح ومحدد من دول أخرى بينها لبنان وسلطة عمان وفلسطين فيما تظهر كل من اليمن والسودان مواقف غير متحمسة إطلاقا لإجلاس أقطاب المعارضة السورية بالخارج في المقعد الشاغر بإسم سورية.
الحجج البروتوكولية التي تستخدم في هذا الاتجاه متعددة ومتنوعة وتتحدث عن موانع بروتوكولية ناتجة عن عدم وجود حكومة سورية متكاملة مع طاقم وزاري موجود علي ارض سورية تنفيذا لبروتوكولات ميثاق الجامعة العربية. بين الحجج أيضا عدم وجود نصوص في ميثاق الجامعة تسمح بأن تتصدر حكومات المنفى منابر مؤسسة الجامعة وتلك حصريا حجة تطرحها كل من عمان و بغداد في الوقت الذي يحاجج الاتجاه المعاكس بأن صلاحيات رئاسة القمة تسمح للدولة المضيفة بدعوة من تريد لحضور الاجتماعات وإلقاء خطاب.
قطرضغطت بدورها لكي يوافق وزراء الخارجية العرب على تمكين ممثل سورية الجديدة وهو أحد أقطاب الائتلاف المعارض من حضور الاجتماع المغلق وإلقاء كلمة سورية رسميا مستندة الى قرارات الجامعة العربية التي منحت المعارضين لبشار الاسد صفة تمثيل سورية بدلا من النظام الحالي.
مقابل ذلك دعا الوفد التحضيري العراقي بإسناد أردني وجزائري خفي الى إستضافة المعارضة السورية دون تمكينهم من الجلوس على المقعد الشاغر بحجة تأثيرات عكسية خطيرة لقرار من هذا النوع على موقف المجتمع الدولي من ملف إنتقال السلطة والتسوية السياسية للأزمة السورية.