مراقبة
ضوء أديسون
تاريخ التسجيل: September-2016
الدولة: Qatif ، Al-Awamiya
الجنس: أنثى
المشاركات: 22,568 المواضيع: 8,058
صوتيات:
139
سوالف عراقية:
0
مزاجي: متفائلة
المهنة: بيع كتب
أكلتي المفضلة: بحاري دجاج ،، صالونة سمك
موبايلي: Galaxy Note 20. 5G
أفعال صغيرة تكسبنا الاحترام وأخرى تفقدنا الاحترام!
قبل يوم، سيارة جميلة جدًّا، من الصناعة الأوروبية الفاخرة، تصادف وجودنا في أحد مراكز التسوق التي توفر بها مواقف عدة لكن الشاب بكل جرأة اختار أن يقف في المكان المخصص لذوي الهمم! لو وقف في الموقف الطبيعيّ زاد احترامه في نظر الناس! لكن!
رجل آخر - أو امرأة - وما أكثرهم، يستخدم عربة التسوق ويقضي حاجته منها. بعد ذلك يرميها في مكانٍ ما، ولا يهم من يأتي بعده! مع أن المتجر يوفر مكانًا خاصًّا للعربات لا يبعد سوى أمتار قليلة عن موقف أي سيارة في المواقف المخصصة. لو أعاد الرجل أو المرأة العربة، كم ينقص من قيمته؟ أجزم أن احترامه وقيمته تزداد!
شاب في إحدى الصباحات، لا يهتم بإشارة المرور التي ليس فيها تصوير المخالفات، يقطع الإشارة الحمراء ولا يكترث بمظهرهِ غير الحضاري! لو وقف الشاب ثواني معدودات واحترمَ النظامَ العامّ، كم يزيد في تقدير الناس له؟ إنه يخسر الكثير من رصيد جماله في ثوانٍ قليلة!
وصل للتو من رحلة سفر، حضر ابنه ليأخذه إلى بيته. قبل أن تنطلق السيارة أفرغ الرجل ما في السيارة من أوساخ في موقف المطار أمام عيون القادمين! ألم يخسر من رصيده؟ كم يكسب لو انتظر حتى يصل ثم نظف سيارة ابنه؟!
استمتعَ بسيجارة في الهواء الطلق، وعندما انتهت السيجارة رمى عقبَ السيجارة في الشارع أو الممشى أو أيّ مكان عام! المهمّ أن يتخلص منها بشكل سيئ!
الأمثلة لا تعد في السلوكيات التي تظهر منا في العلن وهي إما أن تزيدنا احترامًا ورصيدًا موجبًا في عينِ الله والنّاس أو تنقص من مقدارنا والفارق إما ثوانٍ قليلة أو مزيد من الصبر والتواضع والاحترام. كله ممكن ولا يحتاج إلى جهدٍ كبير! بعملية حسابيّة بسيطة جدًّا؛ عمل بسيط يرفعنا في نظر الله والناس درجات وآخر بسيط جدًّا يحطنا في عينِ الله والنّاس درجات فأي الأمرين نختار؟ الأمر لنا!
المؤسف أننا لا نقدر الثواب والحسنات التي نخسرها عندما لا نفعل الأشياء الموجبة - لأنها صغيرة - وهي كثيرة! ونعتقد أن الجزاء الحسن فقط في الصلاة والصوم والحج والزكاة! كلها فيها أجر وثواب؛ الصلاة فيها ثواب، واحترام النظام فيه ثواب أيضًا!
هذه الأشياء - السلبية - لا نفعلها عندما نسافر إلى بلدٍ أجنبي مخافة أن نقع في مأزق أو ينظر لنا الناس بسلبية. غير أننا نفعلها وتتكرر كل حين مع أن الوطن حريّ بالاحترام والعناية!
خَفْ اللهَ كأنك تراه وإن كنت لا تراه فإنه يراك! نفلت من عين المراقب البشريّ فلا نحصل على مخالفةٍ ماليّة أو عقوبة، لكن هناك عين ساهرة ترى ماذا نصنع في السرّ والعلن وهي العين التي علينا أن نخاف من رقابتها قبل غيرها؛ ألا وهي عين الله.
الأمثلة المذكورة ليست مخترعة وأعتقد أن القراء الكرام يلاحظون سلوكيات يجب أن تختفي مع التقدم والتطور الذي نحن فيه. مناظر ربما كانت عادية في الماضي، لكنها يجب أن تُقتلع من المناظر اليومية في الزمنِ الحاضر.