مختصان: القيلولة الإيجابية تحمي القلب والدماغ
زهير الغزال - الأحساء
٢٧ سبتمبر ٢٠٢٣ ـ ٠٧:٢٦ م
كشف مختصان في طب النوم بمركز طب وبحوث النوم بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، أن للقيلولة السلبية أضرار عديدة على صحة الجسم، ومنها التعرض للأرق الليلي قبل النوم، بينما القيلولة الإيجابية دورها كبير في تعزيز أنظمة الجسم وأهمها القلب والدماغ.
وقال كل من الطبيبان فارس الحجيلي استشاري أمراض الجهاز التنفسي واضطرابات النوم، والدكتور عمر قصي قنبر الباحث في طب النوم: إن القيلولة هي عبارة عن فترة قصيرة من الراحة أثناء اليوم، وتهدف إلى استعادة النشاط والانتعاش والطاقة وتقليل الإرهاق والتعب الذي ينتاب الشخص أثناء النهار، وذلك إذا ما تم ضبطها بشكل جيد، حيث يمكن أن تكون مفيدة للعديد من الأشخاص، ومع ذلك يجب أن تكون القيلولة محدودة في المدة والزمن ومنظمة بطريقة تضمن فوائده.
وأوضحا أن القيلولة المثالية عادةً ما تكون قصيرة، تتراوح مدتها بين 20 إلى 30 دقيقة، ويعتبر الهدف الرئيسي من القيلولة هو تحسين اليقظة والأداء في فترة ما بعد القيلولة، وهذه القيلولة نفضل أن نسميها بالإيجابية.
وأضاف: هناك دراسة أظهرت أن ممارسة القيلولة الإيجابية مرة أو مرتين في الأسبوع ربما يؤدي إلى خفض الإصابة بأمراض القلب والدماغ والإصابة بالذبحة الصدرية أو الجلطات الدماغية، ولكن ما زال الأمر بحاجة لمزيد من الأبحاث في هذا الجانب للتأكد من هذه التأثيرات الإيجابية للقيلولة.
وأشارا إلى أنه إذا امتدت القيلولة لمدة أطول تصبح قيلولة سلبية، وقد تؤثر على النوم في الليل وتسبب صعوبة في ذلك، ومن الممكن أن تصل خطورة تأثير القيلولة السلبية إلى الإصابة بالأرق، وهناك بعض الدراسات تشير إلى أن القيلولة المطولة ربما تكون مرتبطة بداء السكري، وقد يكون لها علاقة بزيادة الدهون في الكبد وأيضاً بارتفاع ضغط الدم، وهذا الأمر ايضاً يحتاج إلى المزيد من الأبحاث في هذا المجال للتعرف أكثر على هذه العلاقة بين القيلولة وتلك الأمراض.
وعن أهم الإرشادات والنصائح الصحية، أوضحا أنها تشمل تحديد وقت معين وثابت يوميًا والتأكد من الالتزام بها، ويجب أن تكون القيلولة في الوقت المناسب لضمان عدم التداخل مع النوم الليلي، حيث يجب أن يكون بينها وبين موعد النوم ما لا يقل عن 8 ساعات، ومن الضروري تجنب القيلولة في وقت متأخر من النهار لضمان القدرة على النوم بشكل جيد في الليل، ومن المهم جدًا اختيار المكان المناسب لها، حيث يجب أن يكون المكان هادئاً ومظلماً وذو درجة حرارة مريحة والأهم أن يكون بعيدًا عن مصادر التشتيت والضجيج.
وذكرا أن من السلوكيات السليمة لضبط مدة القيلولة، القيام بضبط منبه للاستيقاظ بعد انتهاء المدة المحددة، والبحث عن مكان هادئ ومريح للقيلولة، حيث يمكن للشخص الاسترخاء بشكل جيد، وقبل بدء القيلولة، يمكن القيام بممارسة التنفس العميق للمساعدة في الاسترخاء وتهدئة العقل.
وتابعا: من المثير للاهتمام أن شرب القهوة أو مشروب الكافيين قبل القيلولة مباشرة ثم اللجوء إلى القيلولة لمدة نصف ساعة ربما يكون أمرًا محمودًا، حيث إنه عند الاستيقاظ يستعيد الشخص حيويته ونشاطه ويقظته بسبب مفعول القيلولة، وأيضًا مفعول الكافيين الذي يبدأ عمله بعد نصف ساعة.
واختتما: يجب محاولة الالتزام بقواعد القيلولة القصيرة بشكل منتظم، وضم القيلولة لتصبح جزء من الروتين اليومي للفرد وعادة منظمة، يستفيد منها الشخص دون الشعور بالإفراط والتعب، وباستخدام هذه النصائح، يمكن تحقيق الاستفادة القصوى من القيلولة والحفاظ على النشاط لزيادة الانتاجية والشعور بالانتعاش.