قلوبٌ في الغرامِ لها وجيبُ
تكادُ من الجوى شوقاً تذوبُ
وجمجمةٌ تهيمُ بكلِّ وادٍ
لها في كلِّ خاطرةٍ نصيبُ
تحلقُ في سما العشاقِ شعرًا
و تحلمُ فالرؤى أفقٌ رحيبُ
و تسمعُ ضجةَ الأشواقِ ليلًا
و تبصرُ طيفَ والهةٍ يجوبُ
و تنظم من بحور الشعر بيتًا
يداوي القلبَ إن عجز الطبيبُ
إذا غنى على الأغصان طيرٌ
فزجرُ الطيرِ مذمومٌ مَعيبُ
أعارٌ أن يصوغَ الشعرُ لحنًا ؟
و يغُري شاعراً عجزٌ هضيبُ ؟
و كلُّ تراثنا في الشعرِ عشقٌ
به وصف الجمال فلا يغيبُ
و خصر مليحةٍ يزداد حسنًا
إذا ما قام أقعدهُ الكثيبُ
فإنا أمة سُبقت بأخرى
على نظم المنخلِ نستجيبُ
و كم خدْرٍ بشمع العشق ضوّا
إذا طرق الظلامُ سرى المريبُ
فلا ابن القيس أسرف في التصابي
و لا ابن العبد أدركهُ المشيبُ
و حسبك بالشريف رضًا وشأنًا
يصيب من المعاني لا يخيبُ
يبوحُ الشوقُ في نغمِ القوافي
و جمرُ الحزنِ أججهُ النحيبُ
( رماني كالعدو يريدُ قتلي
فغالطني و قال أنا الحبيبُ)
هي الأشعار من فيض الحنايا
به الألفاظ ألحانٌ تطيبُ
فدعك من العتاب فليس شعرًا
إذا كنّى و أنهكهُ الشحوبُ
إذا برز الجمالُ فكلُّ لفظٍ
يثبتهُ على المعنى الأديبُ
تجلى العشقُ في نظم القوافي
و لولا الشعر ما فطن القريبُ
و لستُ بماجنٍ لكن شعري
صريحُ الهمسِ ناظمهُ طروبُ
________
المنخل : الشاعر المنخل اليشكري.
ابن القيس : الشاعر امرؤ القيس
ابن العبد : الشاعر طرفة بن العبد
الشريف : الشريف الرضي
بيت الشعر بين القوسين : للشريف الرضي