هامبورج الألمانيةينظر الكثيرون إلى المشكلات العاطفية على أنها أزمة خاصة بالمراهقين يمكن تجاوزها ببعض من الترفيه ولكن دراسة علمية حديثة أثبتت أن "انكسار القلب" له تأثيرات سلبية كثيرة على الجسم كله.
فقد أثبت علماء من جامعة توبنجن الألمانية أن المشكلات العاطفية لا تؤثر على القلب فحسب ، بل على الجسم كله لدرجة أن عمل بعض الأماكن في مخ المرأة تحديدا يتضرر بشدة بعد تجربة الانفصال في علاقة عاطفية. وأكثر الأماكن التي تتضرر هي تلك المسئولة عن المشاعر والحماس وأيضا النوم والطعام ومع ذلك ، ليس من قبيل العجب أن تصاب النساء عقب الانفصال بحالة من فقدان الشهية واضطرابات في النظام الغذائي. وأكدت الدراسة التي نشرتها مجلة "فوكوس" الالمانية في موقعها الالكتروني اليوم ، مجموعة من الحقائق بينها أن "الأزمات العاطفية" مشكلة قد يعاني منها كل الأشخاص في مختلف الأعمار والأعمال.
وقالت سيلفيا فاوك ، أول خبيرة في الأزمات العاطفية في ألمانيا: "عندي زبائن تتراوح أعمارهم بين 28 - 73 عاما.. يلجأ لي نواب في البرلمان وشخصيات رياضية بارزة وممثلون وربات بيوت".
وأكدت الدراسة أن الرجل أيضا يعاني من الأزمات العاطفية ولكن بطريقة تختلف عن المرأة التي تصرح بمشاعرها لصديقاتها ووالدتها ، وحتى مصفف شعرها في حين لا يصرح الرجل بمشاعره الحزينة حتى لصديقه المقرب. وأوضحت الدراسة أنه ليس من قبيل الصواب الاعتقاد بأن طرفا واحدا في العلاقة هو الذي يعاني وأكدت أن الطرفين ، حتى الطرف الذي يتخذ قرار الانفصال ، يتعرضان لمعاناة شديدة. ويرى الخبراء أنه من الممكن أيضا أن تتحول علاقة الحب الفاشلة إلى صداقة.
وقال مستشار العلاقات العاطفية راجنار بير:"ينجح البعض في ذلك في حين يخفق البعض الآخر.. هناك أشخاص يحتاجون للابتعاد بعض الوقت قبل أن يحولوا العلاقة إلى صداقة ، وهو أمر يعتمد على حجم الجرح الذي حدث". وخلصت الدراسة إلى أن كلمة "انكسار القلب" المتداولة بين الكثيرين حقيقية بمعناها الحرفي حيث أن القلب يعاني بشكل كبير نظرا لأنه أكثر أعضاء الجسم حساسية. وقال الخبير يورجن شيفر من جامعة ماربورج الألمانية: "عندما يقول شخص إن قلبه يؤلمه بسبب فقدان حبيبه ، فإن هذا الأمر صحيح للغاية بالمعنى الحرفي للكلمة".