قلعة الأخيضر في العراق
تقع قلعة الأخيضر في جنوب غرب كربلاء على بعد 50 كيلومتراً منها وهي تعد من أعظم الآثار الإسلامية وأروعها، حيث تنفرد القلعة أو حصن الأخيضر كما يطلق عليه البعض بفخامة هندسية رائعة فهي عبارة عن بناء شاهق متين مبني في الصحراء يتسم بالضخامة والقوة والصمود في وجه رياح الصحراء العاتية عبر مرّ الزمن.
تشييد وبناء قلعة الأخيضر العراقية
تم تشييد قلعة الأخيضر كحصن دفاعي للحماية وسد هجمات الأعداء حيث تم إكتشاف القلعة على يد الرحالة الإيطالي بيترو ديلا في عام 1626 ولا تزال كثير من التفسيرات والغموض يحيط بالقلعة والسؤال دائماً عمن بنى القلعة؟ ولماذا؟ وهل كانت مأهولة بالسكان؟ أم كانت حصناً منيعاً لرد الهجمات!.
ورد في دليل العراق أن قلعة الأخيضر تعد من أهم القلاع الواقعة على الطريق الذي يربط جنوب العراق بأعلى الفرات وسوريا فضلاً عن أهميتها قديماً كملتقى للطرق التجارية والقوافل المارة بين مدن الكوفة والبصرة والموصل وبلاد الشام.
سبب تسمية قلعة الأخيضر
اختلف الباحثون والمؤرخون والجغرافيون عن سبب تسمية القلعة باسم أخيضر فقد ذكر الباحث والعالم الديني العراقي “محمود شكرس الآلوسي” أن إسم أخيضر جاء من كلمة “أكيدر” نسبةً لأحد أمراء قبيلة كندة والذي قام ببنائه، بينما يُرجح المستشرق “ماسينيون” أن بنائه ساساني وأنه قصر السدير المشهور ويختلف في الرأي المهندس “شريف يوسف” فيذكر في كتابه أن تاريخ قلعة أخيضر ما زال معلقاً لإن تاريخ البناء قد غفل عنه جميع الكتابات التي تؤرخ له أما الرأي الأخير يُعتقد أنه الأنسب، وهو ما ذهب إليه “كريسويل” في أن إحتمال من بنى القلعة هو عيسى بن موسى عم الخليفة العباسي المنصور ويُعلل البعض أن سبب التسمية يعود إلى إخضرار الأرض التي شُيد فوقها.
يذهب الباحث “الوزني”على أنه بالرغم من اختلافات الرأي بين الباحثين والعلماء عن موعد البناء أو من قام بتشييد قلعة أخيضر، فإن قلعة إخيضر قد تم بناؤها بسواعد عراقية عربية إسلامية، كون القلعة قد استمدت تصميم بنائها من التراث العراقي الأكدي القديم.
ذكرت الباحثة “نعمت إسماعيل أعلام” في كتابها “فنون الشرق الأوسط والعالم القديم” أن حركة العمارة قد نشطت أثناء العصر العباسي، حيث كان تشييد القصور موضع اهتمام الخلفاء في ذلك الوقت، وخاصة في المدن التي أنشئوها، وتتميز هذه القصور بالمتانة والفخامة ووسائل الرفاهية؛ كوجود الحمامات ونوافير المياه واللوحات الجدارية الزخرفية الجصية، وهو الأمر المشابه لطريقة بناء قلعة أخيضر المشيدة بالحجر والجص، كما قد تم العثور على بعض المسكوكات النقدية والتي تعود إلى العصر العباسي.
شكل بناء قلعة الأخيضر
يرى الباحثون أن قلعة أخيضر قد مرت بتطورات عمرانية كثيرة، وأن الحياة الطبيعية للقلعة قد استمرت لعدة قرون متعاقبة، حتى حل الجفاف في المنطقة فهجرها السكان.
تتكوّّن القلعة من الداخل من طابقين، وتحتوي على بهو كبير يشبه الديوان الرسمي، وهو بهو مستطيل الشكل يصل طوله إلى 15 متراً وعرضه 9 أمتار، وهناك أيضاً بعض الغرف الملحقة بالديوان، وتحتوي القلعة أيضاً على إيوان كبير؛ وهو عبارة عن قاعة مستطيلة الشكل يصل طولها إلى 10.75 متراً، وعرضها 6 أمتار، وهي شبيهة بقاعة العرش، بالإضافة إلى وجود أربع قاعات واسعة يصل طولها إلى 10 أمتار، وعرضها 4.65 متراً، وأهم ما يميز هذه القاعات هو الزخارف الجصية المتنوعة.
مسجد قلعة أخيضر
تحتوي قلعة أخيضر على مسجد مستطيل الشكل يبلغ طوله 24 متراً، وعرضه 15.50 متراً، وللمسجد ثلاثة مداخل وأروقة تحيط به من ثلاث جهات، وله محراب مُقعر الشكل، فيما تتميز أعمدة المسجد بزخارف هندسية جميلة.
كم عمر قلعة أخيضر؟
يعود تاريخ بناء قلعة أخيضر إلى عام 778 ميلادي.
أين تقع قلعة أخيضر؟
تقع قلعة أخيضر جنوب غرب كربلاء.
لمن يعود بناء قلعة أخيضر؟
ذهب الباحث كريسويل إلى إحتمال أن من شيد قلعة أخيضر هو عيسى بن موسى عم الخليفة العباسي المنصور.