أشهر النُصُب في تاريخ العراق
تعد النصب التاريخية والتماثيل واحدة من أهم المعالم التي تشتهر بها الجمهورية العراقية، وواحدة من أهم الوجهات السياحية التي يقصدها الكثيرون من مختلف بقاع العالم؛ حيث يعبر كل منها عن حدث مهم أو فترة مفصلية مر بها الشعب العراقي على مر السنين، وقد شارك في إنجازها مجموعة من النحاتين، والمهندسين، والفنانين العراقيين والأجانب مثل: جواد سليم، ورفعت الجادرجي، وخالد الرحال، وبييترو كانونيكا وغيرهم، ومن أهم وأشهر هذه النصب ما يأتي:
نصب الشهيد
يقع هذا النصب التذكاري في جانب الرصافة من العاصمة العراقية بغداد، وقد صممه النحات العراقي إسماعيل فتاح الترك عام 1983 وذلك لتخليد ذكرى الجنود العراقيين الذين قضوا في الحرب العراقية الإيرانية، وليكون جزءاً من برنامج الحكومة الذي يهدف إلى تجميل معالم المدينة وتعزيز الشعور بالفخر الوطني، وهو اليوم واحدٌ من أهم المناطق السياحية التي يقصدها الزوار من داخل وخارج العراق.
يتألف نصب الشهيد من منصة دائرية يبلغ قطرها 190 متراً وتحمل فوقها قبة عباسية مؤلفة من شقين ويبلغ ارتفاعها 40 متراً، ويتوسطها راية ترتفع بطول خمسة أقدام فوق الأرض وثلاثة أقدام تحتها، وينبوع يتدفق إلى داخل الأرض في دلالة على دم الشهيد، ولعل أبرز ما يميز هذا النصب هو الخداع البصري الذي يعكس براعة التصميم؛ حيث يلاحظ الناظر عند بداية الشارع المؤدي للنصب أن شطري القبة مغلقان على بعضهما البعض، وعند الاقتراب شيئاً فشيئاً يبدآن بالابتعاد عن بعضهما البعض تمهيداً لخروج العلم العراقي، وذلك في دلالة على روح الشهيد التي ترتقي نحو السماء.
نصب الحرية
يقع هذا النصب في حديقة الأمة في جانب الرصافة في العاصمة بغداد، وهو عبارة عن سجل مصور يجمع العديد من الفنون والنقوش البابلية، والآشورية، والسومرية القديمة، ويروي أحداث ثورة 14 تموز 1958 وأثرها على الشعب العراقي وذلك من خلال 14 قطعة من المصبوبات البرونزية المنفصلة، وقد حظي بشعبية وشهرة واسعة في العراق والوطن العربي وذلك باعتباره رمزاً وطنياً يعبر عن إرادة الشعب بفئاته المختلفة من عمال، وفلاحين، وموظفين بسطاء، وقد بقي شامخاً منذ افتتاحه عام 1961 وحتى يومنا هذا.
نصب بغداد
يقع هذا النصب في ساحة الأندلس وسط العاصمة بغداد وتم افتتاحه رسمياً عام 2013، وهو عبارة عن عمود طويل منقوش بمجموعة من قصائد المدح التي كتبها عدد من الشعراء العرب بحق بغداد وهم: أبو سعد الهمذاني، وأبو القاسم الوراق، ومصطفى جمال الدين، ونزار قباني، وسعد درويش، وخضر الطائي، وتجلس فوقه امرأة ترتدي الزي العباسي وتطلع للأفق وظهرها للشمس، وهي دلالة على أن أسلاف البلد كانوا من الشرق، والجدير بالذكر هنا أن هذا المعلم هو واحد من أطول المعالم الأثرية في المدينة؛ حيث يبلغ ارتفاعه 13.5 متراً مع القاعدة، وبحلول العام 2021 أعلنت أمانة بغداد تغيير موقع هذا النصب ووضعه في ساحة المتحف في منطقة العلاوي؛ حيث أزيل العمود الحجري للنصب وتم تثبيت تمثال المرأة العباسية فوق قاعدة نصب المسيرة للنحات خالد الرحال.
نصب إنقاذ الثقافة العراقية
يقع هذا النصب في جانب الكرخ من مدينة بغداد، وتحديداً في منطقة المنصور على مقربة من متنزه الزوراء، وهو واحد من أعمال الفنان والنحات العراقي محمد غني حكمت وتم افتتاحه عام 2010، ويظهر فيه عمود حجري أسطواني مكسور وآيل للسقوط وذلك في دلالة على الثقافة العراقية، وإلى جانبه مجموعة من الأيادي والأذرع التي تحاول دعمه كي لا يسقط – أو بمعنى آخر كي لا تسقط الثقافة، وقد حفرت عليه مجموعة من الرموز والكتابات بالخط المسماري ومعناها “من هنا بدأت الكتابة”.
نصب قوس النصر
يقع هذا النصب في ساحة الاحتفالات الكبرى في مدينة بغداد، وهو عبارة عن سيفين ضخمين مصنوعين من سبيكة الفولاذ، ويلتقيان مع بعضهما البعض بحيث يشكلان قوساً ضخماً، وتمسك بهما قبضتان قويتان مصنوعتان من البرونز، وقد وضعت أسفل منهما خمسة آلاف خوذة حقيقية لجنود إيرانيين جمعت من ساحات المعارك في فترة الحرب العراقية الإيرانية، ويشير هذا النصب بجميع تفاصيله إلى النصر والقوة، والجدير بالذكر هنا أن الساحة الواسعة تحت السيفين كانت مكاناً للمسيرات الشعبية والاستعراضات العسكرية في فترة من الفترات، وعلى الرغم من محاولات إزالة هذا النصب عام 2008 إلا أنه بقي شامخاً باعتباره يمثل حقبة مهمة من تاريخ العراق، وقد أعيد ترميمه في العام 2011.
نصب أشعار بغداد
يقع هذا النصب في حي الكرخ في بغداد وتحديداً في ساحة الدلال، وهو عبارة عن نافورة نحاسية ذات شكل بيضوي تتألف من مجموعة من الحروف والكلمات العربية المأخوذة من قصيدة للشاعر مصطفى جمال الدين، ويبلغ ارتفاعها 5 متر مع القاعدة، وقد تم ضغطها معاً بطريقة فنية للحصول على الشكل النهائي، والجدير بالذكر هنا أن هذا النصب هو تمثال مهم للنحت المستوحى من الحركة الحروفية، ويمكن للناظر إليه بتمعن قراءة الكلمات التي تشكل معاً بيت الشعر التالي:
بغدادُ، ما اشتبَكَتْ عليكِ الأعصُرُ إلّأ ذَوَتْ، وورِيقُ عُمركِ أخضَرُ
نصب الفانوس السحري
افتتح هذا النصب في العاصمة بغداد بالقرب من المسرح الوطني عام 2011، وهو واحد من أعمال الفنان الراحل محمد غني حكمت، ويجسد الفانوس السحري المعروف في قصص ألف ليلة وليلة في منظر غاية في الروعة؛ حيث يبلغ ارتفاعه 10 أمتار مع القاعدة، والجدير بالذكر هنا أن هذا النصب يشكل إضافة نوعية لمجموعة من النصب والتماثيل والأعمال الفنية التي تدل على عمق حضارة وتاريخ وتراث بلاد ما بين النهرين.