البطالة تؤرق اللاجئين السوريين في الأردن
لا يختلف حال أبو محمد بركات، عن حال غيره من اللاجئين السوريين الذين استقروا داخل المخيمات وخارجها، فجميعهم يواجهون قلقاً مزمناً تجاه إيجاد وظيفة تؤمن لهم حياة كريمة يحلمون بها منذ بدء الأزمة التي حلت في بلدهم وأدت بهم إلى التوجه إلى خيار اللجوء إلى الأردن، فهذا الأب الذي توجه هو وعائلته المكونة من خمسة أفراد إلى مخيم الزعتري في سنة 2013، تنقل في مهن ووظائف متعددة وأجرها قليل ولكنها بالنسبة له خيار أفضل من الانضمام إلى صفوف العاطلين عن العمل، أما في سوريا فكان يعمل في مجال النقل، واليوم يعد أحد مدربي كرة القدم في المخيم.
يقول أبو محمد «القلق يتربص بي وبأسرتي على الرغم من عملي الحالي، فهذا العمل لا يوجد به ديمومة أو أمان وظيفي ولا سيما أننا ننضم إلى المنظمات الدولية ومنها نحصل على وظائف بعقود شهرية وهي لا تستمر طويلاً ».
ويبين أبو محمد أن الحصول على وظيفة من أهم القضايا التي تؤرق اللاجئين وخاصة الشباب المقبلين على الحياة ويحتاجون إلى هذا الدخل لتأسيس مراحلهم المقبلة، وبالنسبة للأوضاع في خارج المخيمات فهي أكثر قسوة، كون الالتزامات التي تلاحق العائلات من إيجارات وفواتير تفوق إمكانات اللاجئ .
وكما هو معلوم فإن برنامج الأغذية العالمي قد خفض المساعدات للاجئين ، وكانت هذه المساعدة الغذائية التي تقدم تساند الأسر في إعالة نفسها، ومن المتوقع أن يتم إلغاء هذه المساعدات بشكل كامل للاجئين.
ويشير أبو محمد إلى أنّ الشباب في المخيمات ليس أمامهم مشروعات للعمل بها، وليس بأيديهم رأس مال لفتح مشروعات صغيرة، وأغلبهم يتوجهون إلى المزارع التي تحيط المخيم للعمل في مجال الزراعة مقابل دينار واحد للساعة كاملة من العمل الشاق تحت أشعة الشمس الحارقة.
ووفقاً للعديد من الدراسات التي نشرتها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فإن أكثر من 60 % من اللاجئين السوريين يعانون الفقر، وتلاحق الديون أغلبهم، وأكثر من نصفهم يواجهون انعدام الأمن الغذائي.
وأشار التقرير العالمي عن الأزمات الغذائية إلى أن اللاجئين السوريين ما زالوا في المخيمات يعتمدون على المساعدة وما تزال فرص العمل محدودة، إذ يعاني 55 % من اللاجئين في المجتمعات المضيفة و70 % في المخيمات البطالة.
ويبين مدير مركز دراسات اللاجئين في جامعة اليرموك السابق، د. فواز المومني في تصريح لـ«البيان» أن ارتفاع معدلات البطالة بين اللاجئين في المخيمات يعود بشكل أساسي إلى سببين، أولاً هذه المخيمات لا يوجد بها قطاعات اقتصادية حيوية، وثانياً أن اغلب المنظمات الدولية التي كانت توفر برامج متعددة وعبر هذه البرامج يتم فتح فرص العمل، قد أغلقت أبوابها نتيجة الأزمات التي واجهت العالم، فالمجتمع الدولي قد غير اهتمامه في ملف اللاجئين. ويضيف المومني إن الحل دعم المشروعات المدعومة من قبل المجتمع الدولي والتي من شأنها توفير فرص عمل، آخذين في الحسبان أن الأردنيين أيضاً يعانون مشكلة البطالة ومن هنا فإن من يقطنون في خارج المخيمات أيضاً ينافسون في سوق العمل.