السودان.. المعارك تشتد رغم تصريحات السلام



على الرغم من التصريحات الإيجابية التي صدرت عن طرفي النزاع في السودان، إلا أن العمليات العسكرية لا تزل تزداد ضراوة في مختلف مدن العاصمة الخرطوم، إذ تجدد القصف العنيف المتبادل لليوم التاسع في محيط القيادة العامة للجيش، فيما تواصلت الاشتباكات بمناطق شرق النيل وأم درمان وجنوب الخرطوم.
وقصفت مدفعية الجيش من مواقع تمركزه شمال مدينة أم درمان مواقع ومحركات تابعة لقوات الدعم السريع في أحياء أم درمان القديمة ومنطقة المزارع بالحلفايا وشمبات بالخرطوم بحري.
وأفاد شهود عيان بتصاعد كثيف لأعمدة الدخان جراء تجدد القتال بين الجيش والدعم السريع حول محيط القيادة العامة للجيش والقصر الجمهوري والسوق العربي وسط المدينة، والتي تعتبر أكثر البؤر القتالية المشتعلة منذ اندلاع الحرب في الخامس عشر من شهر أبريل الماضي، كما أن وسط الخرطوم يمثل المنطقة المركزية التي تتركز فيها مقرات المؤسسات السيادية الاستراتيجية في البلاد.
وذكر شهود بمنطقة شرق النيل أن مسيرات تابعة للجيش قصفت أهدافاً تابعة لقوات الدعم السريع بالمنطقة القريبة من كوبري المنشية الرابط بين شرق النيل ومدينة الخرطوم، كما أنهم سمعوا أصوات انفجارات قوية نتيجة للقصف المتبادل بين الجيش وقوات الدعم السريع بمنطقة الجريف شرق الخرطوم.
سياسياً، بعثت التصريحات التي أدلى بها كل من رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق عبدالفتاح البرهان على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، الأمل من جديد في إمكانية وقف الحرب، إذ أكد فيها تفضيل قيادة الجيش للحل السياسي التفاوضي، بجانب إعلانه الاستعداد لعودة وفد الجيش لمدينة جدة لاستئناف المحادثات التي ترعاها كل من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية.
وقابلت تصريحات البرهان تصريحات أخرى ترمى في الاتجاه ذاته من جانب قوات الدعم السريع تؤكد الاستعداد للجلوس للتفاوض، غير أن مراقبين يؤكدون على ضرورة ممارسة المزيد من الضغوط على الطرفين من أجل الإبقاء بتعهداتهم بشأن حماية المدنيين وتوفير ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من الحرب، والوصول إلى اتفاق وقف إطلاق نار طويل الأمد.