تنافس ليبي على إعادة إعمار درنة


لقطة تظهر حجم الدمار بدرنة في أعقاب الفيضانات | رويترز

بدأت في ليبيا الاستعدادات الحثيثة لإطلاق مشروع إعادة إعمار مدينة درنة ومنطقة الجبل الأخضر بعد الأضرار الجسيمة التي لحقتها نتيجة عاصفة «دانيال»، وذلك في ظل تنافس حاد بين حكومتي طرابلس وبنغازي على اتخاذ المبادرات وقيادة مسارات العمل على تجاوز الأزمة، وسط تحذيرات من أن الانقسام السياسي سوف يعوق أي جهود حقيقية للإعمار وإنفاق الأموال بشفافية.
إعمار
وفيما أعلن رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبدالحميد الدبيبة تخصيص مبلغ ملياري دينار (446.4 مليون دولار)، لصالح صندوق إعمار مدينتي بنغازي ودرنة، الذي سيتولى الإشراف على برنامج إعادة إعمار البلديات المنكوبة جراء العاصفة، دعا رئيس الحكومة الليبية المنبثقة عن مجلس النواب، أسامة حماد، إلى عقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار المناطق المنكوبة، مشيراً إلى أن المؤتمر سيعقد في العاشر من أكتوبر المقبل بمدينة درنة، وذلك بهدف إعادة بناء الطرق والسدود التي دمرت بشكل كامل.
وبحسب أغلب المراقبين، فإن المانحين الدوليين، أعربوا عن استعدادهم لتوفير التمويلات اللازمة لإعادة إعمار درنة، لكن شريطة أن يتم ذلك برعاية مشتركة مع خبراء الأمم المتحدة.
وعبر الممثل الخاص للأمين العام رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، عبدالله باتيلي، عن أسفه، لأن التنسيق بين المؤسسات الليبية لم يكن على مستوى التضامن غير المسبوق الذي أبداه الليبيون من المناطق كلها تجاه إخوانهم وأخواتهم في درنة، وغيرها من مدن شرق ليبيا التي اجتاحتها الفيضانات.
جاء ذلك خلال لقاء باتيلي أعضاء من لجنة الشؤون السياسية في المجلس الأعلى للدولة، حيث استمع إلى تقييمهم للأبعاد الاجتماعية والإنسانية والاقتصادية والسياسية لكارثة درنة التي تسببت فيها العاصفة المتوسطية «دانيال»، التي ضربت شرق ليبيا قبل أسبوعين، مخلفة أضراراً مادية وبشرية فادحة، وذلك حسب سلسلة تغريدات للمبعوث الأممي عبر حسابه على موقع «إكس» (تويتر سابقاً).
وشدد المبعوث الأممي على ضرورة أن تجتمع السلطات الليبية من أجل إجراء تقييم مشترك لحاجات الاستجابة العاجلة وإعادة البناء. وقال: «من المهم للغاية أن يرتقي القادة السياسيون إلى مستوى اللحظة، وأن يعملوا يداً في يد من أجل تجاوز آثار المأساة».
إلى ذلك، أعلنت حكومة الوحدة الوطنية الليبية أن أكثر من 70 طائرة إغاثية من 24 دولة و 8 سفن وصلت البلاد، لمساعدة متضرري الفيضانات التي اجتاحت مدن الشرق قبل أسبوعين.
70 طائرة
وقال الفريق الحكومي «وصل إجمالي الدول التي سيرت رحلات إغاثية إلى ليبيا (منذ العاشر من سبتمبر الجاري) أكثر من 24 دولة بواقع يزيد على 70 طائرة إغاثية و 8 سفن».
وأشار إلى أن هولندا دعمت ليبيا بمبلغ مليوني يورو، لتوفير الغذاء والدواء والمأوى والرعاية الطبية للمتضررين.
وأضاف إن أستراليا تعتزم تقديم مليون دولار، كما توفر كوريا الجنوبية مليوني دولار لبرنامج الأمم المتحدة في ليبيا للأعمال الإغاثية.