سدة الهندية في محافظة بابل
تعرف سدة الهندية بأنها سدة تقع على نهر الفرات وتحديداً في الجهة الجنوبية من مدينة المسيب الواقعة ضمن محافظة بابل وكان الهدف منها هو تزويد نهر الهندية وشط الحلة بالمياه وخاصة في فصل الصيف حيث توجد مجموعة من الجداول التي تأخذ المياه من مقدمة السدة وهي: شط الحلة ونهر الكفل، ومشروع المسيب من الجانب الأيسر والحسينية القديمة والحسينية الجديدة وبني حسن من الجانب الأيمن وتعمل السدة على توزيع المياه بالتناوب على هذه الجداول وذلك وفقاً لفصول السنة وحاجة المزروعات الصيفية والشتوية وقد أدرجت مؤخراً في سجل التراث العالمي للري وذلك لأهميتها التراثية والتاريخية في العراق ولكونها واحدة من أعظم مشاريع الري في العراق بل وأقدم مشروع ري لا يزال قائماً حتى يومنا هذا.
سبب بناء سدة الهندية
استدعت الحكومة العراقية المهندس البريطاني ويليام ويليكوكس لبناء سدة الهندية عام 1911 وذلك عقب انهيار السد الذي أقامه المهندس الفرنسي شونديرفر عام 1885 في عرض النهر وقد نتج عن هذا الانهيار تحول نهر الفرات عن مساره الطبيعي وتدفقه بكميات أكبر في شط الهندية مقارنة بكميات قليلة كانت تصب في جدول الحلة وكانت الحاجة ملحة لتزويد جدول الحلة بالماء وذلك لوجود العديد من المزارع الواقعة على نهر الحلة والتي تحتاج إلى كميات كبيرة من الماء وبشكل دائم حتى لا يصيبها الجفاف ولحل هذه المشكلة أقام ويليكوكس سداً محكماً على نهر الفرات بالقرب من قصبة المسيب وهذا بدوره ساعد في منع المياه من الانحدار نحو الجنوب دون الاستفادة منها في ري الأراضي الزراعية؛ حيث أصبح السد بمثابة الناظم الذي يتحكم في توزيع المياه توزيعاً عادلاً على المناطق المذكورة.
سبب تسمية سدة الهندية
في أواخر القرن الثامن عشر وبأمر من أحد أثرياء الهنود، شق جدول يأخذ ماءه من نهر الفرات جنوب المسيب، وبدأ يجري فيه بصورة منتظمة منذ العام 1800، وكان الهدف منه هو إيصال الماء إلى النجف، وقد سمي باسم “شط الهندية” نسبة إلى الثري الهندي، ومع مرور الوقت بدأ مجرى هذا الجدول يتسع شيئاً فشيئاً وأصبحت غالبية مياه نهر الفرات تتحول إليه، ما أثر على نهر الحلة بشكل سلبي وأدى إلى انخفاض منسوب المياه فيه بشكل ملحوظ.
المراحل التاريخية لبناء سدة الهندية
بناء سدة الهندية الأولى (سدة شونديرفر)
في عام 1885 وتحديداً في الفترة التي كانت فيها العراق لا تزال ولاية تابعة للعثمانيين، استدعت اسطنبول مهندساً فرنسياً معروفاً هو المسيو شونديرفر، وذلك للمساعدة في حل مشكلة جفاف شط الحلة، وفي عام 1989 وبعد أن درس شونديرفر مجرى الفرات بالكامل قام ببناء سدة على شكل جناحين مائلين مع فتحة في الوسط ويبلغ طولها 17 قدماً ويبلغ عرضها ياردتين وقد ساهم في بنائه العديد من أبناء العشائر وسكان المنطقة وذلك باستخدام الطابوق المستخرج من آثار مدينة بابل وخاصة جدران قصور نبوخذنصر وخليط من النورة والرماد وقد شيدت بالقرب من جناحها الأيسر منارة سميت “منارة السدة” وكتب عليها تاريخ الانتهاء من البناء وهي موجودة الآن في منطقة تعرف محلياً باسم منطقة القوالب وقد افتتحت السدة رسمياً عام 1890 وذلك ضمن أجواء احتفالية مهيبة.
بناء سدة الهندية الثانية (السدة القديمة)
بدأت سدة شونديرفر بالتصدع والتهدم عام 1903، وبحلول العام 1905 انقطعت المياه عن العديد من الأراضي الزراعية ومنها أراضي الحلة والديوانية، وعند وصول المهندس البريطاني ويليام ويليكوكس بعد ذلك بعدة أعوام طرحت فكرة بناء سدة جديدة من الكونكريت المسلح على بعد 800 متر شمال السدة المنهارة، وبدأت عملية بناء السدة على اليابسة وتحديداً في الجهة الشرقية من مجرى النهر، وبلغ طولها 250 متراً واستخدم في بنائها الطابوق الآجر والنورة، وكانت مؤلفة من ثلاثة أحواض يضم كل منها 12 فتحة، وبذلك يصبح مجموعها كاملة 36 فتحة يبلغ عرض كل منها 5 أمتار، ووفقاً لهذا التصميم فقد كان أعلى تدفق للمياه يمكن أن يمر من السدة دون التسبب بأي ضرر هو 3000 متر مكعب/ ثانية، وبذلك افتتحت السدة القديمة بشكل رسمي عام 1913 ضمن احتفال مهيب، واستمرت بالعمل بكفاءة حتى العام 1989.
بناء سدة الهندية الثالثة (السدة الجديدة)
نتيجة الفيضانات المتكررة لنهر الفرات، ومرور القطار بشكل مستمر على السكة الممتدة فوق هذه السدة والعديد من الظروف الخارجية الأخرى، بدأت السدة القديمة بالتشقق والانهيار، وكان لا بد من إنشاء سدة جديدة بدلاً منها، وخاصة بعد فشل عمليات إعادة الترميم في حل المشكلة، وفي العام 1984 بدأ إنشاء السدة الجديدة على بعد حوالي 1400 كم شمال السدة القديمة، وافتتحت بشكل رسمي في الربع الأول من عام 1989، وهي مؤلفة من عدة منشآت تتم صيانتها بشكل سنوي، وتتضمن ما يأتي:
السدة الرئيسية على نهر الفرات.
ممر الملاحة على نهر الفرات.
ممر الملاحة لشط الحلة.
المحطة الكهرومائية.
ناظم صدر جدول الكفل.
ناظم صدر شط الحلة.
ناظم صدر جدول الحسينية.
ناظم صدر جدول بني حسن.
منشأ حماية الأسماك على ناظم الكفل وجدولي الحسينية وبني حسن.
جسر فوق جسم السدة.
جسر سكة القطار.
جسر يتقاطع مع جدول الكفل.
جسر يتقاطع مع شط الحلة والكفل.
جسر يقع على القناة الملاحية على امتداد السدة القديمة.
جسر يتقاطع مع قناة التوصيل لجدولي الحسينية وبني حسن.
دائرة، ومخزن، ودار استراحة، وسبع عمارات سكنية.