قلعة هيت في العراق
إن دولة العراق غنية بالكثير من المعالم الأثرية والتاريخية، نظراً لتعاقب الكثير من الحضارات عليها ومن ضمنها قلعة هيت التي لها مكانة كبيرة وهامة في البلاد نظراً إلى أن من المدن السياحية التاريخية التي يتجه لزيارتها نسبة كبيرة من السياح والزوار.
موقع قلعة هيت
تقع مدينة هيت في غرب العراق إلى الشمال من مدينة الرمادي وترمز كلمة القلعة إلى الحصن المنيع وقلعة هيت كانت بمثابة الحصن الممتنع في الجبل وكانت بيوتها تنحصر فوق تل أثري وفي وسطه منارة، وتحيط به بقايا خندق على شكل نصف دائري تلتقي نهايتها بنهر الفرات ويرجح الباحثون أن مدينة هيت قد أعيد بناؤها أكثر من مرة وأن المنطقة قد شهدت حضارات وأدوار سكنية متعددة واعتمدوا في ذلك قياسات شكل الملامح العامة للمدينة ومقارنتها بمثيلاتها من المدن التي عاصرتها في ذلك الزمن فمن المرجح أن يكون التل سومرياً ثم أعقبه الدور الآشوري، ثم البابلي والرماني والفرثي والساساني ثم الإسلامي ويذكر التاريخ أن المسلمون قد نزلوا على أهل هيت الذين تحصنوا بسور وقلعة المدينة وأغلقوا أبوابها الثلاثة وبعد حصارها تم فتحها صُلحاً.
أبواب قلعة هيت
كان الدخول إلى قلعة هيت يتم عبر بابين رئيسين هما: الباب الشرقي، والباب الغربي، وكانت تمتاز الأبواب بالقوة والمنعة.
الباب الشرقي: كان يتم الدخول والخروج للمدينة من خلاله للوصول إلى فرضة المدينة، ويقصد به الميناء الخاص بها والمعروف باسم (الإسكله)، والذي كانت ترسو به مختلف وسائط النقل النهري مثل الزوارق والكايات والشخاتير، وكانت تتم في المكان المبادلات التجارية من تصدير واستيراد لمختلف المواد.
الباب الغربي: كان يتم الدخول والخروج منه إلى المناطق الزراعية والبساتين، وكان يصل ما بين المدينة والبادية وبلاد الشام.
يذكر أنه كان يوجد باب ثالث ينحدر من القلعة باتجاه نهر الفرات، وكان يتم الدخول منه إلى مدينة هيت، وكان قريباً من جامع الفاروق، ويُعرف بباب “السنجة”. ويُحتمل أن يكون هذا الباب سرياً كما هو الحال والمتبع في أغلب القلاع الآشورية، أو ما يطلق عليه حديثاً بـ باب الطوارىء، حيث يتم إستخدامه فقط في الحالات الطارئة، مثل جلب الماء والمؤن في حال تعرض المدينة لحصار طويل، أو لإيصال الإمدادات، وربما كان يُستخدم للهروب أيضاً.
يرى الباحثون أن تاريخ قلعة هيت يرجع إلى فترة سرجون الأكدي، حيث تم العثور على إشارات تفيد بجلب العراقيين القدماء لمادة القير من بلدة هيت.
أهمية قلعة هيت التاريخية
تعد قلعة هيت ذات قيمة تاريخية عظيمة، فهي واحدة من أهم القلاع التي انتشرت في العراق كقلعة أربيل أو قلعة كركوك، وتشير بعض المصادر التاريخية إلا أنه قد تم طلاء سفينة نوح من قار المدينة الذي لا زال يحتفظ بجودته، كما تروي القصص التاريخية أن مدينة بابل قد قامت بطلاء أبراجها من قار مدينة هيت، وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على العمق التاريخي للقلعة.
مواصفات قلعة هيت
تشير بعض الشواهد التاريخية على أن قلعة هيت ترتفع نحو 14 متر عن مستوى سطح نهر الفرات، وتحتوي المنطقة على 150 منزلاً تقريباً، بحيث إن مساحة كل منزل 40 متراً، وتحتوي مدينة هيت على ما يقارب 100 ديوان بنيت خصيصاً من أجل إستقبال الضيوف وعابري السبيل، كما يذكر أن المدينة كانت محاطة بالمياه وخندق يمثل الطوق الأمني لحماية المدينة.
الجدير بالذكر أنه قد تم تصنيف قلعة هيث كمدينة تاريخية ثالثة بعد مدينة أريحا بفلسطين، ومدينة دمشق بسوريا.
أسئلة شائعة
أين تقع قلعة هيت؟
تقع قلعة هيت في غرب العراق إلى الشمال من مدينة الرمادي بمسافة 70كم، وتبعد عن بغداد مسافة 180كم.