كهوف الطار في العراق
تُعرف كهوف الطار بأنها كهوف أثرية قديمة تقع غرب محافظة كربلاء على يمين الطريق المؤدي إلى عين تمر وتبعد بمسافة تقدر بحوالي 15كم إلى الشمال الشرقي من قلعة الأخيضر، وتبعد مسافة 80 كم من غرب العاصمة القديمة بابل.
تحيط الوديان والواحات بكهوف الطار وللكهوف موقعاً متميزاً ومهماً حيث تقع بين بابل من الشرق والجزيرة العراقية الجنوبية العربية من الغرب وتذكر المصادر التاريخية أنه ربما كانت طريق الكهوف طريق مرور للأقوام المتنقلة من الغرب والجنوب إلى الشرق، أو من الشرق إلى المناطق الغربية والجنوبية.
أنواع كهوف الطار
أنواع كهوف الطار الأولى
أول أنواع كهوف الطار هي عبارة عن كهوف موجودة فوق مستوى الوادي بقليل، ويُلاحظ وجود فتحة صغيرة لكل كهف، يبلغ ارتفاعها متر ونصف، وعرضها نصف متر، والكهوف من الداخل عبارة عن غرف صغيرة تصل مساحتها إلى 6 متر مربع، وبها فتحات تصلها إلى غرف ثانوية أخرى، كما يلاحظ وجود آثار للدخان على سقف الكهف.
أنواع كهوف الطار الثانية
النوع الثاني من كهوف الطار تقع فوق مستوى الكهوف الأولى، وهي مختلفة في شكلها، فهي اسطوانية الشكل ومنتظمة الحفر، ومن الملاحظ أن هذه الكهوف تقع في منطقة تسمى الطار، وربما يرجع إسم الكهوف إلى مواطني المنطقة، أو ربما كما هو معروف لغوياً أن كل مرتفع عن الأرض يُسمى طار.
هناك الكثير من المؤشرات والدلائل التي تثبت أن تلك المنطقة كانت زاخرة بالحياة، حيث شوهد غرف صغيرة بفتحات شبابيك ظاهرة يمكن رؤيتها عند المرور بالسيارة وأنت في الطريق العام، ويذكر أن هذه المرتفعات تمتد من مدينة نجف لتصل إلى غرب كربلاء، ويبلغ أعلى ارتفاع لها حوالي 65 متراً عن سطح البحر، مما يجعلها ذات إرتفاع عال؛ ليطلق عليها اسم طار.
تاريخ كهوف طار
أثبتت بعثة يابانية توجهت لإستكشاف المكان تاريخية المنطقة، حيث حدد البروفيسور الياباني”هيدو فوجي” ثلاثة أطوار مرت بها كهوف الطار، وهي كالتالي:
الطور الأول: كان قبل 13 قرناُ قبل التاريخ.
الطور الثاني: هو عصر البارثيين.
الطور الثالث: العصر الإسلامي.
كان من أبرز اكتشافات البعثة اليابانية العثور على قطع صغيرة بنسيج مُلوّن، تشبه إلى حدٍ كبير النسيج المكتشف في تدمر، ناعم الملمس يشبه الحرير في نعومته، ويرجع ذلك لموقع الكهوف في مناطق رطبة، بين بحيرة الرزازة ونهر الفرات، ويقول الباحثون أن كون الكهوف جافة، فقد ساعد هذا على بقاء هذه الأنسجة ناعمة الملمس وحماها من التلف أو الذوبان، كما تشير البعثة اليابانية والتي قامت بإجراء تحليلات على صخور الكهوف، أنه ربما تكون قد نحتت صناعياً من قبل الإنسان في سنة 1300 قبل الميلاد، وأن نحتها في ذلك الوقت كان ربما يرجع لأغراض دفاعية، وأثبتت الفحوصات أيضاً أن الكهوف ربما استخدمت كقبور، ويعود ذلك إلى فترة ما بين القرن الثالث قبل الميلاد إلى القرن الثالث بعد الميلاد.
كما يُرجح أن تكون الأنسجة المكتشفة تعود إلى الفترة الهلنستية، الموجودة في ذلك الزمن في دور ليوريس وتدمر “زنوبيا”، كما يُعتقد أن هناك مناطق واسعة قد سكنت في العراق في منطقة الجزيرة الغربية الجنوبية منها “عين تمر والقصير” وبعض الأقاليم المحيطة بالمكان، والتي ربما تكون سبباً في إكتشاف الأنسجة الملونة في قبور كهوف الطار.
تبقى كهوف الطار من أهم المواقع الأثرية القديمة في العراق، والتي تدل على مدى إبداع واهتمام الإنسان العراقي بقيم وجمال الطبيعة.
أسئلة شائعة
أين تقع كهوف الطار؟
تقع كهوف الطار على يمين الطريق المؤدي إلى عين تمر غرب محافظة كربلاء العراق.
ما سبب تسميتها كهوف الطار؟
يرجح أن يكون سبب التسمية يرجع إلى أهالي المنطقة، أو كونها مرتفعة بحدود 65 متراً عن سطح البحر، ولغوياً كل مرتفع يُسمى طار.