النتائج 1 إلى 4 من 4
الموضوع:

كوري في تاروت

الزوار من محركات البحث: 4 المشاهدات : 172 الردود: 3
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    مراقبة
    سيدة صغيرة الحجم
    تاريخ التسجيل: September-2016
    الدولة: Qatif ، Al-Awamiya
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 23,186 المواضيع: 8,329
    صوتيات: 139 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 28556
    مزاجي: متفائلة
    المهنة: القراءة والطيور والنباتات والعملات
    أكلتي المفضلة: بحاري دجاج ،، صالونة سمك
    موبايلي: Galaxy Note 20. 5G
    آخر نشاط: منذ ساعة واحدة
    مقالات المدونة: 1

    Rose كوري في تاروت

    في يوم من أيام الأسبوع ،وصباح من صباحات الدنيا، في سبعينيات
    القرن الماضي ،دون أي مقدمات،انتشرت العمالة الكورية في العديدة
    من المشاريع التنموية للطرق والجسور والمصانع ومحطات الكهرباء
    والمدارس ،العمال الكوريون يعملون في كل مكان بالبلاد حتى وصلوا
    لمسقط رأسي بقرية تاروت التي أصبحت فيما بعد مدينة٠
    حفر تطول وتقصر،تُرمى في جوفها أنابيب ضخمة لمشاريع متعددة ،
    أنابيب مجاري ومياه ضمن مجموعة أعمال في البنية التحتية، كانت
    أشكال العمال غريبة بالنسبة لنا،أجسام ضخمة ،شعر كثيف أسود،
    يشبهون بعضهم البعض لاتستطيع أن تفرق بينهم، وكنت أعتقد أنهم

    أيضاََ يروننا نشبه بعضنا البعض٠
    كنت في صباح ذلك اليوم حاملاَََ حقيبة المدرسة أهرول على عجل
    للاتحاق بالحصة الأولى ،بجانب البيت يعمل مجموعة منهم يحفرون
    الأرض وبجانبهم آلات ضخمة وأنابيب كبيرة، كان أحدهم يعمل على
    آلة كبيرة ((كرين))يبتسم لي ويمد إبهام يده لي ، ولم أجد إلا أن أظهر
    له أسناني وأرفع يدي اليمنى إشارة بقبول التحية بشكل لاإرادي، وأثناء
    عودتي منتصف اليوم والشمس في كبد السماء تزعق بحرارتها لتصيب
    دون فارق جنسيات الأجساد ،هذه الحرارة التي تزداد ضرباتها
    الأجساد كثيراََ مع ارتفاع نسبة الرطوبة والقرب من البحر، كان
    الكوري يجلس على مقعد الآلة الكبيرة ، منهكاََ ويقظاََ لعمله ،أشار لي
    بيده ، ذهبت له أعطاني قطعة بيضاء ، كانت رائحتها رائعة ، قربتها من
    فمي وفجأة كلها داخل المعدة، طعمها لذيذ((كيكة بيضاءتسر

    الآكلين))،أشار لي بيده مرة أخرى، هذه المرة إشارة استفهامية ،بما
    يعني:هل أعجبتك؟أعدت له نفس الإشارة بالإبهام : نعم٠
    سعيداََ توجهت إلى البيت، وخلال دقائق رجعت له. وكفي الأيمن
    يمتلىء بالتمر، مد يده بابتسامة وتلقى التمر ، وتكررت الأشارة السابقة
    مني ومنه ، يتحدث بكلام لا أفهم منه شيئاََ ، وانا أتحدث أيضاََ وهو لا
    يفهمني أدخل يده في جيبه أخرج محفظة صغيرة فتحها وأخرج بعض
    الصور، لفتاة تشبهه ، شعر طويل وأسود وهو يضع إبهام إصبعه
    على الصورة ثم يرفعه ويضعها على صدره وكأنه يقول إنها زوجته أو
    أخته ، ثم يخرج صورة ثانية فهمت من الصورة أنه ابنه الصغير ٠ورفع
    أربعة من أصابعه قاصداََ أن عمر الطفل أربع سنوات، فعلت فعلته
    ورفعت كفي قاصداََ أن عمري عشر سنوات، تركته بينما ألوح له بيدي
    اليمنى واليسرى تمسك بكيكة أخرى أهداني إياها ٠على مهل في الطريق

    إلى البيت التهمت الكيكة لذيذة كأختها التي كانت بداية تعارفنا٠
    بعد دقائق من دخولي البيت ، إذا بأمي تطلبني بصوت عال، غير
    معتاد عليه على الأقل من وعيت بصوت بأمي:
    صلاح أين كنت قبل قليل جارتنا حسناء رأتك تجلس مع العامل
    الكوري قل صح، أم لا؟
    نعم ياأمي كنت أجلس معه
    وماذا كنت تفعل؟
    لاشيء هو أعطاني حلوى وأنا أعطيته تمراَّ٠
    كيف تأكل من أيدي هؤلاء وسخين يأكلون لحم الكلاب
    ولربما لحم البشر ، ألم تسمع بذلك، يقولون الكلاب انقرضت منذ أن
    أتوا إلى هنا٠
    أمسكت نفسي عن الضحك

    -أسمع٠٠أبوك الآن في العمل ويأتي بعد أسبوع ، سوف أخبره إذا
    رجعت وذهبت للكوري مرة أخرى٠٠
    في الليل وأنا على سرير النوم ،جلست أتلذذ بطعم الكيكة الكورية،
    وإشارات العامل وابتساماته ، لكن كلام أمي كان يقطع تفكري،
    وأتساءل مع نفسي لماذا لايتكلم هو العربية أو أتكلم لغته ، أين يعيش
    هو ضخم ، أنا ضعيف وقصر القامة، رفعت إبهام يدي إلى الأعلى
    متذكراََ ومقارناََ بينه وبين إبهام الكوري ٠٠ ضحكت عائداََ إلى التفكير
    في كلام أمي وطعم الكيك في فمي ، إشارة الكوري وابتسامته لي، وأكله
    للتمر الذي يبدوأنه أعجبه ، لم أقتنع بكلام أمي ، غداََ سوف أسأل معلم
    مادة الجغرافيا، أكيد يعرف كل شيء عن كوريا٠
    في إحدى الصباحات أخذت له بعض التمر وأعطاني بعض الكيك،

    وبينما أسير إلى المدرسة رأيت الجارة الحسناء(( حسناء)):
    أهلا بصديق الكوري
    مددت لها يدي بقطعة من كيكة الكوري
    إنها لذيذة ياصلاح من أين لك بهذه الحلوى لم أر مثلها في حياتي٠
    -من الكوري ، نعم أنها لذيذة وعملهم متقن ، فهم يخلصون في أداء
    المهمات والمشاريع التي يقومون بتنفيذها ، بدون غش أو محسوبيات أو
    فساد ، هل ترين أعملهم الآن ستبقى سنوات ، وجيلاََ بعد جيلاََ بعد جيل دون أي
    عطل٠
    -لاأفهم ماذا تقول وتقصد، ولكن من قال لك هذا الكلام؟
    -أستاذ الجغرافيا في المدرسة، فقد سألته عن كوريا والعمال
    الكورين
    ٠
    أسمع لن أخبر أمك ولكن عدني أن تعطيني من الحلوى كلما
    أعطاك الكوري أبو عيون صغيرة
    رفعتلها إبهام يدي كما يفعل الكوري لي٠

    من كتاب أقنعة من لحم ،، حسين السنونة

  2. #2
    من المشرفين القدامى
    ملاك القتال
    تاريخ التسجيل: April-2013
    الدولة: حيثما انت
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 8,787 المواضيع: 133
    صوتيات: 21 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 21524
    مزاجي: كقهوتك صباحا.. دافئة
    المهنة: الامومة.. الاجمل على الإطلاق
    أكلتي المفضلة: باقيا الطعام
    موبايلي: صرصر
    آخر نشاط: منذ 7 ساعات
    مقالات المدونة: 30
    قصة جميلة ذات وقع خفيف للقارئ
    احسنتي الانتقاءغاليتي

  3. #3
    سفير السلام ..مراقب عام
    مستشار قانوني
    تاريخ التسجيل: April-2020
    الدولة: العراق.. الديوانية
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 24,735 المواضيع: 1,455
    صوتيات: 2 سوالف عراقية: 4
    التقييم: 49309
    مزاجي: مبتسم
    المهنة: الحقوقي
    أكلتي المفضلة: الباجه.. الكباب.. سمك مشوي
    موبايلي: هواوي =Y9 مع ريل مي 51
    آخر نشاط: منذ 10 ساعات
    مقالات المدونة: 3
    قصة جميلة جدا.. سلمت يداااااك

  4. #4
    مراقبة
    سيدة صغيرة الحجم
    نورتم بحضوركم الرائع

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال