درر العراق

ثامر الحيدري · 22/September/2023

معلومات تاريخية عن سرجون الاكدي

يوجد الكثير والكثير من الأشخاص التاريخية التي يمكن سردها وسرد أعمالها، ومن أهم هذه الشخصيات هي سرجون الاكدي، حيث يعتبر من الملوك الذين أسسوا إمبراطورية عظيمة استطاع من خلالها أن يحكم عدد من البلاد، وفي هذا المقال نقدم لكم تاريخ هذا الملك.
نشأة سرجون الاكدي

يعتبر سرجون الاكدي من الملوك الذين ولدوا قبل الميلاد، حيث ولد عام 2300 قبل الميلاد، وترجع أصول هذا الملك إلى الأصول السامية، ويقول الكثير بأن قصة ولادته مثل قصة ولادة سيدنا موسى عليه السلام مع الاختلاف.
حيث ولد سرجون الاكدي من راهبة لم يكن يسمح لهم بالإنجاب، فولدته وخشيت عليه وعلى نفسها، فوضعته في تابوت وألقته في البحر حتى الساقي للملك كيش لايبوم.
وقد أخذه الساقي حيث أنه لم يكن عند أولاد، فاتخذه ولدًا له، واعتنى به هذا الساقي وقام بتربيته مثل والده، ثم عندما كبر عمل هو الآخر ساقيًا للملك.
وكانت القوانين في ذلك الوقت لم تمكنت الكاهنة من الإنجاب بطريقة شرعية، لذلك فقد ألقت بوليدها في النهر.

انقلاب سرجون عن الملك

بعد أن عمل سرجون الاكدي ساقيًا للملك، انقلب عليه، واستولى على الحكم منه، وهو في عمر 34 عامًا.
واستولى على الحكم في عام 2334 قبل الميلاد، وهناك بعض النقوش السومرية التي تؤكد فكرة أن سرجون الاكدي قام بالقبض الملك اور بابا، وقام بوضعه أمام ما يعرف بـ الإلهة إنانا.
وفي الوقت الذي استولى فيه سرجون على الحكم، كانت الخلافات على أوجها بين كل من سلالتي كيش وأوروك، وكانت هناك الكثير من الحروب بينهما.
ولكن بعد أن تحكم سرجون في مدينة كيش، أرسل إلى لوغال زاجيزي وهو ملك سومري، يخبره فيها بضرورة تسليم أوروك إلى حكم سرجون، فقبل بذلك، مما أدى إلى أن تكون مملكة أوروك هي الأخرى تتبع سرجون.
ثم قام سرجون ببناء مدينة أكاد، وعرف باسم سرجون الاكدي نسبة إلى هذه المدينة، ولكن هناك بعض الأقاويل التي تقول بأن مدينة أكاد قد بناها ملك أوروك، ولكن اتخذها سرجون عاصمة له.
ويرجع ذلك إلى وجود معبد الإلهة إنانا، وهناك بعض الاعتقادات التي تؤكد بأن اينشاكوشانا هو الجد لسرجون، ويرجح البعض بأن هذا الجد هو النمرود الذي جاء ذكره في التوراة.
ويؤكد البعض بأن مدينة بابل بناها سرجون الاكدي، وقد أخذ منها جزء من التراب الخاص بها، وقام بنقله إلى مدينة أكاد، حيث كان يعتقد سرجون بأن هذه المدينة مقدسة.

تأسيس مملكة سرجون

قام الملك سرجون بتأسيس مملكة كبيرة له، حيث توجه ناحية الشرق واستحوذ على لكش، وقام بضمها لمملكته، ثم توجه إلى الجهة المحاذية للخليج العربي، مما جعله يسيطر على كل المدن السومرية.
وفي الوقت الذي يقوم فيه سرجون بتأسيس مملكته ظهر له عدو هو ملك مدينة كازالا واسمه ” كاش موبليا”، ولكن سرجون قام بمحاربته وتمكن من إلحاق الهزيمة به، وضم مملكته إلى سرجون.
وبعد ذلك قام سرجون بإنشاء جيش قوي له وضم كل من السومريين والاكديين الساميين، مما جعل الساميين يسيطروا على كل مقاليد الحكم والسلطة.
ونتيجة لهذه السيطرة فقد كانت اللغة الأكادية هي اللغة الرسمية لبلاد الرافدين.
كما حدث تطور كبير في التجارة بين المستعمرات الموجودة في الخليج العربي وبين الساميين.
كما أن الآلهة الخاصة بالساميين أصبحت الآلهة الرسمية في مملكة سرجون، ولكن في الوقت ذاته احترم الساميين آلهة السومريين وأعطوهم حرية العبادة.
كما توجه الملك سرجون لضم البحر الأبيض المتوسط، فقام بفتحه، مما جعل سرجون هو الإمبراطور الأول تاريخيًا الذي قام بتوحيد أراضي العراق كلها.

الحروب التي خاضها سرجون

استطاع سرجون أن يضم العديد من الممالك، مما جعله يخوض الكثير من الحروب في كل الاتجاهات لتكوين إمبراطورية خاصة له.
حيث خاض سرجون حروب في الشمال والشرق، فبعد أن قام بتوحيد المدن السامية والمدن السومرية، توجه إلى الجهة الشمالية، حيث استطاع أن يسيطر على مدينة ماري وايبلا ويا موتي.
ثم اتجه إلى غابات الأرز الموجودة في لبنان، ثم جبال طوروس، حيث استطاع الاستيلاء على طرق تجارية هام، والتي يتم من خلالها نقل الخشب والمعدن.
ثم اتجه ناحية الشرق حيث تمكن من السيطرة على المدن العيلامية، واستطاع ضم مدينة أوان وسيطر على مدينة سوسة التي توجد بإيران، ثم بإرهابي، وخضعت لسيطرتها كل المناطق التي تجاور هذه المدن، وقام بضمها إلى المملكة الأكدية.

فترات حكمه الأخيرة ووفاته

في أواخر حكم الملك سرجون قام بمهاجمة القبائل الحيثية وكذلك الحورية في الأناضول، وقام بمحاربة ملك مدينة بوروشاندا، والذي استطاع من خلال هذه الحرب أن يسيطر على تلك المدينة وضمها إلى حكمه.
وكانت هذه الحرب من الإنجازات الكبرى للملك سرجون، وكان ذلك في القرن 23 قبل الميلاد.
كما دلت الحفريات الموجودة في تركيا على أن جيش سرجون كان في الأناضول، ونفس المعركة أكدت على أن سرجون قام بالسيطرة على السواحل الغربية للبحر المتوسط.
كما تمكن من تأسيس أسطول البحر الأبيض المتوسط، كما قام بمحاربة كيفية، واستطاع السيطرة على جزيرة كريت في القبرص.
وبعد ذلك توفي الملك سرجون في عام 2279 قبل الميلاد، حيث ظل حكمه لمدة 56 عاما، ومن بعد موته تولى الحكم ابنه ريموش.

عائلة سرجون وإرثه

تزوج الملك سرجون من تاشلولتوم، ورزقه الله بالأبناء وهم ريموش الذي تولى الحكم بعد والده، وكذلك مانوتشو الذي تولى السلطة بعد موت أخيه، كما أنجب ايباروم، ويبايس تكال.
كما أنجب ابنته الصغرى وهي انهيدوانا، والتي ادعت بعد ذلك أنها الآلهة إنانا، وكانت حاكمة اور.
وبعد موت سرجون ترك ورائه ميراثًا كبيرًا في بلاد الرافدين، وخاصةً ملوك البابلية وملوك الآشورية.
كما قام ملوك الرافدين بمحاولة التشبه بسرجون، حيث حاولوا أن يضموا الأماكن التي ضمها سرجون من قبل.
كما قام الملك البابلي الكلداني المعروف باسم نبو نيد وهو الملك الوطني الأخير الذي قام بحكم بلاد الرافدين، قام بالاهتمام الكبير سرجون الاكدي، حيث قام بتفقد وزيارة المناطق التي كان يتواجد فيها الملك سرجون.
كما ظهر العديد من المؤرخين الذين يرغبون في التعرف على كل شيء يخص الملك سرجون.

أهم الحقائق حول سرجون ووفاته
يوجد عدد من الحقائق التي ظهرت حول الملك سرجون وهي كالتالي:

توفى الملك سرجون عن عمر يبلغ 56 سنة، وذلك في عام 2284 قبل الميلاد، ولم تذكر المعلومات أي سبب حول وفاته.
كما يعتبر الملك سرجون من الأوائل الذين ذكرهم التاريخ في كونهم أسسوا دولة متعددة في الأعراق.
كما أن اللغة الأكادية كانت هي اللغة الرسمية في الحديث الذي كان يذكره سرجون، كما تم توحيد اللغة الأكادية لكي تتكيف مع الكتابة المسمارية.
هناك بعض الأقاويل التي تشير إلى أن سرجون قد حكم مصر وضمها إلى إمبراطورتيه، وكانت تسمى مزر.
لم يعرف الأب الحقيقي لسرجون، حيث أنه ولد لكاهنة بطريقة غير شرعية.
أمه هي كاهنة العظمى التي تعرف باسم اينيتو، وقال سرجون أنه لا يعرف أبيه، حيث أنه أمه ولدته بشكل سري في مدينة ازوبيراني، والتي تقع على نهر الفرات عند المصب الخاص بنهر الخابور.