السيارة
لقد صار هذا العالم يعجّ بكثير من الاختراعات الحديثة، التي كان لها فائدة عظيمة وفضل كبير في عالم التكنولوجيا التي أسهمت في مساعدة الإنسان بشكل كبير، ولا سيما في مسألة اختصار الوقت والجهد إضافة إلى زيادة الإنتاجية، والسيارة هي واحدة من أهم تلك الاختراعات الحديثة التي صارت الحياة بغيرها صعبة نوعًا ما. كان النّاس فيما مضى يقطعون المسافات الشاسعة، إمّا على الخيول وإمّا على الجِمال، فمن أراد الذهاب إلى الحج -مثلًا- فإنّه يحتاج إلى الرحيل من بيته قبل خمسة أشهر إلى ستة على أقل تقدير إن كان يقطن في بلاد الشام، لا سيّما أنه كان يذهب مع جمع من الناس؛
إذ تَبطُؤ حركة الإنسان أكثر وكذلك حركة الحيوانات، ناهيك عن المخاطر الجسيمة التي كان يتعرض لها المسافرون من قطّاع الطرق الذين حتى جاء الوقت الذي اختُرعت فيه السيارة.
بدأت قصة اختراع السيارة في عام 1886 ميلادي على يد المهندس كارل بنز الذي سجل براعة اختراع أول محرك للسيارة
التي تسير على ثلاثة إطارات، وقد كان ذلك الاختراع في ذلك الوقت نقلةً نوعيّة مهمة في حياة الإنسان
فوجود السيارة سيخلّصه من المتاعب الكثيرة التي كانت تشكّل كابوسًا حقيقيًا يهدد مصالحه، وفي الوقت نفسه استطاع المهندس
غوتفريد دايملر أن يطور شكل السيارة ليصنع واحدة تسير على أربعة دواليب بالاستعانة ببعض الاختصاصيين الذين سهلوا المسألة عليه بشكل كبير، وبذلك بدأت المنافسة العالمية ما بين مخترعي المحركات ومطوريها ليطوّر كل واحد منهم الآلة التي بين يديه، فمال بعض منهم إلى تطوير المحرك الذي يعمل بالكهرباء
أمّا الآخرون فكانوا يطورون المحرك الذي يعمل بالوقود. كان تطوير السيارات في بداية الأمر هو حرفة يعمل بها كل إنسان بحسب الطاقات والمواد التي بين يديه، ولكن في الولايات المتحدة الأمريكية كان الأمر مختلفًا عن ذلك
إذ تمكّن هنري فورد من تحويل صناعة السيارات من حرفة إلى إنتاج عندما أسس مصنعًا خاصًا بإنتاج السيارات
وكان يستقطب مختلف الأشخاص الماهرين حتى يقوموا على ذلك الأمر فينعموا جميعًا بالنجاح، وهذا أدى بشكل كبير إلى خفض سعر السيارات التي كان لا يملكها سوى الأثرياء وذوي الطبقة المترفة، حتى استطاع هنري أن يجعلها أقل ثمنًا لأنّ المصنع بات ينتج كميات أكبر. إنّ السيارة هي من أهم الاختراعات الحديثة التي دخلت عالم الإنسان، فلم يعد الإنسان بحاجة إلى ذلك الجهد العظيم الذي كان يبذله من قبل مع وجود السيارة، وباتت الحياة أقل سهولة سيما في التجارة ما بين الدول، وبذلك تكون السيارة قد قدّمت للإنسان منحة جميلة في عالمه جعلته سيدًا وراء المقود بعد أن كان يبذل الغالي والنفيس من أجل وصوله إلى المكان الذي يريد، فكانت السيارة من أبرز الاختراعات التي أثرت إيجابيًا على حياة الإنسان، وجعلته في نعمة وفيرة.
العرض: فوائد السيارة إنّ السيارة هي بمثابة ذلك المساعد التقني الذي ينقل الإنسان من مكانٍ إلى آخر من دون أن يبذل جهدًا يذكر، ومن دون أن يتعرض للمصاعب والمشاق التي كان يعانيها قديمًا، فقد أدّى هذا الاختراع إلى نقلة نوعية مهمة في حياة الإنسان جعلت حياته تنقلب رأسًا على عقب ولكن للأفضل، وجعلت كثيرًا من الأمور التي كان ينظر لها على أنّها من الكماليات جعلتها السيارة من الضروريات التي لا يمكن للحياة أن تستمر من دونها.
وبسبب انتشار السيارات بشكل كبير في هذا العصر الحديث فقد يتساءل الإنسان عن فوائد السيارة في حياته سيما أنّ السيارة باتت من المسلمات فلم يعد يشعر بفائدتها إذ حصول الأمر الذي يريده عبرها هو حتمي، فبات لا يفكر فيما تقدمه له من إنجازات كبيرة كان يحلم ببضع منها فيما مضى من الزمان، إنّ أول فائدة من فوائد السيارة هي حرية تنقل الإنسان من مكانٍ إلى آخر في الوقت الذي يريده والساعة التي يريدها، فسواء كان يملك سيارة أو ركب الباص فإنّ النتيجة واحدة وسيصل إلى المكان الذي يريد.
بات العالم الآن من تطور إلى تطور أعظم وأعلى وصارت التنقلات ما بين المدن حتمية سيما بين مكان العمل ومكان السكن، فالإنسان اليوم قد يعمل في مكان وسكنه يبعد عن ذلك المكان ربما مئة أو مائتي كيلو متر على أقل تقدير، فقد كان يحتاج في القديم إلى يومٍ كامل على الخيل السريعة حتى يصل إلى ذلك المكان، أمّا الآن فربما ذهب الإنسان وعاد مرات عديدة من مكان عمله إلى بيته دون أدنى جهد، ولو أصابه بعض التعب فسيكون من الشمس الحارقة التي آذته بعد أن كان يتمتع في بيته تحت المكيفات الباردة.
إنّ السيارة هي عامل حقيقي مكّن الإنسان من أسباب الرفاهية والأمان بعد أن كان لا يتمتع بذلك أو ربما كان يملك الرفاهية نسبيًا، أمّا الآن فيُمكنه أن يستقل سيارته وينتقل من دمشق ليصطفّ في بيروت على الشاطئ ثم يعود في نفس اليوم، حتى إنّ ركوب السيارة نفسه بغض النظر عن الوجهة بات رفاهية بعينه، فما أجمل من آلة تسير بأمان!
وهو يمتع بالمناظر الخلابة والهواء العليل ينعشه وسقف متنقل فوقه لا يفارقه تجنبه حر الشمس ومطر الشتاء، عدا عن فوائد السيارة في نقل البضائع من مكان إلى آخر ونقل الأثاث والتجارة بين دولة وأخرى. إنّ فوائد السيارة جليلة عظيمة لا تنتهي ويصعب عدّها وإحصاؤها، ولو أراد الإنسان الوقوف على كل ذلك فإنّه يمكنه أن يعد فوائدها كل مرّة يقف أمام بابها ليركب، فدوام النعمة قد يُنسي الإنسان شكرها، والشكر لله الصانع الذي سخر الإنسان لصنع تلك النعم وإعمار هذه الأرض.
الخاتمة: الحفاظ على السيارة إنّ السيارة هي من أهم المخترعات التي قدّمت للعالم فائدة حقيقية إذ حسنت من مستوى معيشته بشكل عام، وساهمت بشكل واضح في ازدياد فرصة الرفاهية والتنقل من مكان إلى آخر بأبسط جهد وأقل وقت، لذلك لابدّ من المحافظة على السيارة حتى لا يفقد الإنسان تلك الآلة النافعة الجميلة.
إنّ كل شيء في هذه الحياة يحتاج إلى اهتمام دائم لا سيما الآلات التي يستفيد منها الإنسان بشكل دوري، فالسيارة تُستخدم كل يوم على مدار ساعات عدّة بظروف طبيعية مختلفة ما بين حر وبرد ورعد وشمس ووعورة طريق ومسافة طويلة، فلا بدّ من الاهتمام بالسيارة بشكل حقيقي ويكون ذلك عبر عدة خطوات يقوم بها السائق أو مالك السيارة ما بين الحين والآخر، لا سيما بوجود اهتمام خارجي وآخر دخلي، فأمّا الاهتمام الخارجي فيكون من خلال غسل السيارة في كل أسبوع مرة واحدة على الأقل، وثَمّ أمر مهم لا بدّ من الانتباه له فلا تكون طريقة غسل السيارة تهدر المياه فالاعتدال في الاستخدام مطلوب.
إن غسل السيارة يكون من خلال وعاء من الماء وقطعة من القماش تُمسح بها فيُحافظ الإنسان بذلك على أمرين:
الأول منهما هو الماء
أمّا الثاني فهو النظافة
التي هي نوع من أنواع الحضارة التي يُعرف بها تقدم البلاد، ولا بدّ من الانتباه إلى نظافة السيارة الدّاخلية إذ لا يُعبأ بها وقودًا مخلوطًا بأي نوع من أنواع المحروقات الأخرى أو أن يكون مخلوطًا بالماء لأنّ ذلك يؤدي بالضرورة إلى تعطلها، وكذلك لا بدّ لمالك السيارة من الكشف على الأشياء المتعلقة بالسيارة كافّة وذلك بين الحين والآخر مثل:
تفقّد الزيت وتفقّد الفلتر وغير ذلك مما يتصل بها من المعدات.
إنّ السيارة هي بمثابة المرآة لصاحبها فكيفما تكون يكون هو، والانتباه إلى طريقة استخدامها من أهم الأمور التي تطيل بعمرها، فإن لم تكن السيارة معدة بشكل صحيح للسير في الطرقات الوعرة وعلى الجبال فإنّها ستتعطل إن كان المسير في مثل تلك الأماكن، وكذلك فلا بد من فتح الباب بهدوء وإغلاقه بهدوء وإبعاد الأدوات الحادة عن أيدي الأطفال عند ركوبهم السيارة وتنبيههم إلى أهمية المحافظة عليها، خشية أذى من الأدوات؛ من مفتاح وغيره.
إنّ السيارة هي الرفيق للإنسان فقد يصاحبها أكثر مما يصاحب أهله وذويه، وحري بالإنسان أن يكون محافظًا على كل ما يخصه سواء كان جمادًا أو غيره، فهي في نهاية الأمر نعمة من الله تعالى، على العاقل أن يحافظ على نعمه بالاهتمام بها، وبالشكر تدوم النعم.