الحق في عدم التمييز بين الذكر والأنثىالكاتب/ بهائي راغب شراب
لن أسهب في الحديث عن هذا الحق كثيراً ، فقد ورد في العديد من المواقع وتحت عناوين كثيرة مثل حق الحياة وحق العلم وسأكتفي بإيراد بعض الشواهد ذات الخصوصية بالموضوع حيث الذكر والأنثى كلاهما من خلق الله ن وهما يكملان بعضهما البعض ، فلا فرق بينهما كإنسانين يشعران ويسعيان ويتحملان المسئوليات ويقومان بالواجبات والفروض ، ولهما الثواب نفسه لنفس العمل ، كما لهما العقاب نفسه لنفس الإثم ، ..
فالذكر ليس بأفضل من الأنثى التي أوصى بها رسول الله في خطبة الوداع ، كما الأنثى ليست بأقل من الذكر ولا أفضل منه ، حيث قول تعالى جلّ شأنه : " وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى " وقوله تعالى : " ومن عمل صالحاً من ذكر و أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب " ..
المساواة كاملة بينهما لأنهما ، لا فرق في المعاملة ولا تمييز ضد أحدهما بسبب كونه ذكرا أو انثى مكملان لبعضهما البعض وينالان نفس الحقوق وعليهما نفس الواجبات
ومن أفضل الدلالالت وأقواها في عدم التمييز والتفرقة بين الذكر والأنثى ، أن الرسول عليه الصلاة والسلام في حالات كثيرة جعل من الأنثى سبيلا للإنسان إلى الجنة ، حيث قوله عليه الصلاة والسلام : " من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين " وضم أصابعه ، وقاله : " من كانت له ابنة فأدبها فأحسن تأديبها ، ورباها فأحسن تربيتها ، وغذاها فأحسن غذائها ، كانت له وقاية من النار "
بل أن الرسول كان فرحه عظيما عندما بشر بمولد السيدة فاطمة الزهراء ، في زمان كان العرب فيه يكرهون ولادة البنات ويكيدون لهن ويئدونهن تخلصا منهن ، حيث قال : " ريحانة أشمها ورزقها على الله "
والى رد معاوية عندما دخل عمرو بن العاص عليه وبين يديه ابنته عائشة ، فقال : " من هذه ؟ فقال : تفاحة القلب ! فقال له : أنبذها عنك ، فوالله إنهن ليلدن الأعداء ، ويقربن البُعَدَاء ، ويوَرِثْنَ الضغائن . قال : لا تقل ذاك يا عمرو ، فوالله ما مرّض المرضى ، ولا ندب الموتى ، ولا أعان على الأحزان مثلهن . ورب إبن أخت قد نفع خاله ."
والى شعر حطّان بن المعلى الطائي :
لولا بنيـات كزغب القطا حـططن من بعض إلى بعـضوأخيراً فإنه لابد من الإشارة إلى الآية الكريمة من سورة النساء والخاصة بالمواريث والتي يعتبرها المناهضون للإسلام تمييزا وتفضيلاً ويروجون بين النساء لأغراض مشبوهة أن الله يظلمهم وأنه عليهن المطالبة بالمساواة مع الذكور في جميع الأمور والمراد من وراء مثل هذه الحملة وأشباهها النيل من وحدة وترابط المجتمع والأسرة الإسلاميان قال تعالى : " يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين …." لقد جاءت الآية لتعطي كل فرد حقه الصحيح فالإسلام الذي أعطى المرأة أن يكون لها مالها الخاص وأن يكون لها أن تنفرد بممتلكاتها وأن تشغلها في المشاريع والتجارة فإنه لم يفرض ولم يوجب عليها أن تصرف ولو درهماً واحداً على أسرتها وزوجها إلا ما كان عن رضى منها ومحبة وجعل ذلك من مسئولية الرجل وحده ، وتتضح حكمة ذلك عند الزواج الذي من شروطه الكفاءة فالزوج يجب أن يكون كفوءاً وليس أقل من الفتاة التي سيتزوجها لا نسباً ولا مالاً لأنه مطالب أن يعيل امرأته وأهل بيته في نفس مستوى عيشها عند والديها ، دون تقصير ،
لكان لي مضطرب واسع في الأرض ذات الطول والعرض
وإنـــما أولادنا بيننا أكبادنـا تـمشـي على الأرض
هنا التمييز ليس ضد المرأة بل هو في صالحها ويصب في توفير أقصى مستويات الراحة والأمان لها ولأسرتها ، من حيث مقدرة الزوج على تغطية نفقات العائلة سعيا وإرثا ، وجعل الله ذلك واجبا وفرضا على الرجل دون المرأة ،حيث لاتجب صدقة الزوج على زوجته لنه كفيل بها ، وفي نفس الوقت تجوز صدقة المرأة على زوجها لأنها غير مكلفة بالإنفاق عليه ، والله له من الحكم في ذلك ما لا نعلم .