بينهن مصريتان.. 5 نساء حكمن العالم القديم
الأحد 2023/9/17
بوديكا المناضلة واحدة من أولى النساء البريطانيات ذكراً في التاريخ
إذا كنت مهتما بالتاريخ وخاصة النساء اللاتي حكمن العالم في عصور خلت، فهناك من تركن إرثا في بلاط السلطة.
من حتشبسوت وكليوبترا مصر، إلى وو تسه تيان الصينية، مرورا ببوديكا اليريطانية وصولا إلى كوريا حيث الملكة سيونديوك، كان التاريخ حافلا بالأسماء اللامعة.
يقول موقع "هيستوري" الأمريكي إن القلة القليلة من النساء اللاتي نجحن في الوصول إلى السلطة في الشرق الأدنى وآسيا وأوروبا، شققن طريقهن عبر حواجز كبيرة، في أوقات عنيفة في كثير من الأحيان.
ووصلت هذه النسوة إلى قوتهن أولا من خلال الرجال، سواء الآباء أو الأزواج أو الإخوة أو الأبناء. لكنهن بقين في السلطة، لعقود من الزمن في بعض الأحيان، من خلال مزيج من الطموح والذكاء والدهاء السياسي والكرم والمكر.
وعندما انتهت فترة حكمهن، كانت تلك الحاكمات يمتن بطريقة عنيفة. وكثيراً ما تُمحى حياتهن وإنجازاتهن من الذاكرة الجماعية من قبل الحكام الذكور اللاحقين الذين كانوا حريصين على الحصول على الفضل وتعزيز المعايير الأبوية السائدة.
حتشبسوت (مصر):
تُعد حتشبسوت، واسمها باللغة الفرعونية يعني "أميز النساء"، الملكة المصرية الوحيدة التي حكمت مصر في ظروف سياسية واقتصادية مستقرة، خلال العصر الذهبي، أي الفترة بين عامي 1473 و1458 قبل الميلاد.
تزوجت حتشبسوت، الابنة الكبرى لفرعون، بأخيها غير الشقيق (على عادة الأسرة الفرعونية في تلك الفترة) تحتمس الثاني في سن الثانية عشرة تقريبًا وأصبحت فيما بعد وصية على العرش لابن زوجها وابن أخيها تحتمس الثالث، الذي ورث العرش في سن الثانية.
منعت التقاليد في مصر القديمة المرأة من أن تصبح ملكة، إلا أنها كسرت هذه القاعدة باعتبارها ابنة ملك وزوجة آخر، بعد سبع سنوات من وصايتها، وتوجت نفسها فرعونًا، وحاكمًا مشاركًا مع الملك الطفل، وفرضت نفسها ملكا لمصر رغم أنف الكهنة.
ساهمت حتشبسوت، وهي أطول حاكمة حكمت في مصر القديمة، في تعزيز الاقتصاد المزدهر، وأعادت تأسيس شبكات التجارة المفقودة، وبنت المئات من مشاريع البناء في مصر العليا والسفلى. وكانت تؤدي طقوسًا مقدسة مخصصة عادةً للملوك الذكور في العديد من المعابد، مما يضمن لها قاعدتها الدينية وشرعيتها على العرش.
وعندما توفيت، قام شريكها في الحكم، الفرعون تحتمس الثالث، بمحو اسم حتشبسوت من السجلات العامة، ودمّر تماثيلها، لكن هذه الحملة لم تدم طويلا ولا تزال مجموعة من آثارها قائمة حتى الآن.
وو تسه تيان (الصين)
وو تسه تيان، الإمبراطورة الأولى والوحيدة للصين، حكمت أسرة تانغ لمدة 40 عامًا من 665 إلى 705 - 25 عامًا من خلال زوجها وأبنائها ثم 15 عامًا عندما أسست، في خطوة غير مسبوقة، أسرة وو تشو وأصبحت إمبراطورة بذاتها.
وبفضل قدرتها على القيادة بقوة، شكّلت حكومة أكثر كفاءة وأقل فسادا، وأعادت تنشيط اقتصاد الصين وثقافتها وتغلبت على الطبقة الأرستقراطية لتعزيز طبقة الفلاحين. وقامت بتوسيع حدود البلاد مما جعلها واحدة من أقوى الإمبراطوريات في العالم.
دخلت البلاط الإمبراطوري كمحظية للإمبراطور تايزونغ، وعندما توفي تزوجت من ابنه التاسع وخليفته الإمبراطور قاوز ونغ. كانت مثقفة وجذابة، وطموحة، وأكثر حسمًا واستباقية من زوجها، وكانت تعتبر القوة الحقيقية وراء العرش.
ويشير الموقع الأمريكي إلى أنها اكتسبت هذه القوة، جزئيًا، من خلال القسوة والخداع والكثير من مؤامرات القصر والاتهامات بالسحر.
كما أنها أنشأت شبكة تجسس لمساعدتها على قتل خصومها الفعليين أو المحتملين أو المتوقعين، فتروي كتب التاريخ أنها قتلت 12 عائلة تنتمي إلى العائلة الإمبراطورية عندما حاول البعض إزاحتها من السلطة.
وفي فبراير/ شباط 705، أطاح انقلاب بوو تسه تيان من السلطة، وتوفيت في وقت لاحق من ذلك العام.
بوديكا (بريطانيا القديمة)
"بوديكا المناضلة" واحدةً من أوائل النساء "البريطانيات" ذِكراً في التاريخ، وتحولت إلى زعيمة لشعبها وشخصية أسطورية ورمزًا ثقافيًا عبر الثورة والعنف والحرب.
تزوجت بوديكا من براسوتاغوس، زعيم قبيلة إيسيني، في نورفولك جنوب شرق إنجلترا.
ومُنح براسوتاغوس الحرية ليكون ملكًا على قبيلة إيسيني ولكن تحت السيادة الرومانية.
بعد وفاة براسوتاغوس، صدر أمر روماني بمصادرة ممتلكاته وممتلكات قادة قبيلة إيسيني وسلطاتهم ونقلها إلى الإمبراطور الروماني، حيث تكفّل بهذا الأمر القادة المحليون من الرومان.
كان براسوتاغوس مدينا للإمبراطورية البريطانية خلال حياته ما حتّم على زوجته بوديكا تسديد هذه الديون، حيث تعرّضت للإهانة والضرب وهي عارية لعدم قدرتها على سدادها، ويقال إن الجنود الرومان "اغتصبوا بناتها".
على إثر ذلك، بدأت بوديكا في توحيد القبائل البريطانية المتناحرة وقيادتها في ثورة ضد الُمحتل الروماني ودمروا مدن كامولودونوم (كلوشستر) و لوندنيوم (لندن) و فيرولاميوم (سانت ألبانز) وهزموا الفيلق الروماني التاسع، وبلغ عدد القتلى من سكان هذه المدن حوالي 80 ألف قتيل.
قام غايوس باولينوس (الحاكم الروماني لبريطانيا) بتجميع قواته ليهزم الثوار في معركة واتيلينغ ستريت، وماتت بوديكا في نفس العام إما بسبب المرض أو أنها قتلت نفسها خشية الأسر.
كليوباترا (مصر)
كليوباترا، آخر ملوك الأسرة المقدونية، التي حكمت مصر منذ وفاة الإسكندر الأكبر عام 323 قبل الميلاد، وحتى احتلال مصر من الرومان عام 30 قبل الميلاد.
ولدت كليوباترا السابعة عام 69 قبل الميلاد، وخلفت والدها الملك بطليموس الثاني عشر، على العرش، مشاطرة مع أخاها بطليموس الثالث عشر وكانت تبلغ في ذلك الوقت الثامنة عشرة من عمرها.
تزوجت الإمبراطور الروماني يوليوس قيصر الذي وقف إلى جانبها في الصراع على السلطة مع شقيقها بطليموس الثالث عشر، وأنجبا ابنهما قيصرون، والذي حكم مع والدته مصر تحت اسم بطليموس الخامس عشر.
وفي سنة 40 ق. م كانت مملكتها جزءاً من نصيب الإمبراطوري الذي أصاب ماركوس أنطونيوس عندما اقتسـم العالم الروماني مع كل من أوكتافيوس وماركوس ليبيدوس بعد مصرع يوليوس قيصر.
تزوجت أنطونيوس وأنجبا توأمين، وقامت بتمويل إحدى حملاته العسكرية، ثم طلبت من روما إعادة أجزاء من سوريا ولبنان إلى مصر. وقد أدى هذا إلى حرب دعائية مع أوكتافيوس، ابن قيصر بالتبني، حول قيام أنطوني بإعطاء أرض رومانية لامرأة أجنبية. وأعلن مجلس الشيوخ الروماني الحرب على كليوباترا.
عندما التقت قوات أنطونيوس وأوكتافيوس في المعركة، وصلت إليه أخبار كاذبة عن وفاة كليوباترا، ليسقط أنطونيوس على سيفه.
وحين وصل أوكتافيوس للقبض على كليوباترا في قصرها بالإسكندرية، رفضت عودتها إلى روما ليتم عرضها في الشوارع كملكة مهزومة، وفضلت الانتحار بلدغة ثعبان الكوبرا المصرية.
الملكة سيونديوك ( كوريا)
حكمت الملكة سيوندوك مملكة سيلا القديمة في الفترة من 632 إلى 647 م وكانت أول ملكة في كوريا القديمة.
ارتقت سيوندوك إلى العرش لأن والدها، الملك جينبيونغ الذي حكم 53 عامًا، لم يكن له أي وريث ذكر. وتم الاعتراف بانضمامها من قبل أسرة تانغ في عام 635 م. حيث يشار إليها باسم وانغ (ملك) مثل أسلافها الذكور.
كانت سيونديوك الحاكم الـ27 للمملكة، ورثت دولة مزدهرة مع سيلا، في جنوب شرق شبه الجزيرة الكورية. وكانت على وشك التغلب على منافسيها القدامى في فترة الممالك الثلاث.
توفيj سيونديوك أثناء تمرد قامت به عناصر ساخطة من الطبقة الأرستقراطية في سيلا بقيادة كيم بيدام، رئيس مجلس النبلاء الحكومي.
لم يوافق هؤلاء الأرستقراطيون، الذين حظوا بدعم أسرة تانغ، على أن تجلس ملكة على عرش سيلا، وطالبوا بضرورة اختيار ملك، لكن سيوندوك تمكنت من سحق هذا التمرد وقتلت رؤوس الفتنة مع عائلاتهم.
وتوفيت سيونديوك على الأرجح بسبب المرض ودُفنت داخل جبل نانجسان المقدس في جيونجو.