المقصود بمكارم الأخلاق
مفهوم مكارم الأخلاق إن مفهوم مكارمَ الأخلاق: يعني الأخلاق الحسنة التي يتمثل بها الإنسان،
والأخلاق الحسنة هي أنماط السلوك الحسن الخير والمعروف في الحياة، وسواء كان هذا السلوك باطنًا أو ظاهرًا،
وهي تصدُر عن الإنسان بإرادته، وتكون لأجلِ تحقيق غاية وهدف معين خيّر
وهناك علم يُعنى بدراسة الأخلاق الإسلامية، والتي تكون مأخوذةً من آياتِ القرآن الكريم والأحاديث التي تبين الخير والشر، وأسس المقارنة بينهما.
مكانة مكارم الأخلاق في الإسلام
إن دعوةَ النبي -عليه الصلاة والسلام- انطلقت من كونها تدعو إلى مكارمِ الأخلاق، فقد جاء في الحديث الشريف قوله -عليه الصلاة والسلام-:
(إنما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مكارمَ وفي روايةٍ (صالحَ) الأخلاقِ)،
فالأخلاق الحسنة أساس بناء المجتمع، وهي من أهم ما يدعو له الدين الإسلامي.
فكأنما الأخلاق بناء شيده الأبناء على مر العصور، وجاءت بعثة النبي -عليه الصلاة والسلام- متممة لهذا البناء، وكأنما حصر النبي -صلى الله عليه وسلم-
الهدف الأساس من بعثته تعليم الناس مكارم الأخلاق، وفي هذا دلالة على مكانتها العظيمة في الشريعة الإسلامية.
فضائل مكارم الأخلاق
إن لمكارمِ الأخلاق فضائلُ عظيمة، وقد بينها العلماء من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية، وسنذكر بعضًا منها من خلال ما يلي:
مكارم الأخلاق من الأعمال التي تدخل المسلم الجنة،
بل وهي من الأعمال الموصلة للفردوس الأعلى
وذلك لقوله -عليه الصلاة والسلام-:
(أَنا زعيمٌ ببيتٍ في ربَضِ الجنَّةِ لمن ترَكَ المراءَ وإن كانَ محقًّا وببيتٍ في وسطِ الجنَّةِ لمن ترَكَ الكذبَ وإن كانَ مازحًا وببيتٍ في أعلى الجنَّةِ لمن حسَّنَ خلقَهُ).
مكارم الأخلاق سببٌ لمحبة الله -تعالى- لعباده
وذلك لقوله -عليه الصلاة والسلام-: (أحَبُّ عبادِ اللهِ إلى اللهِ أحسَنُهُمْ خُلُقًا).
مكارم الأخلاق سبب لمحبة الرسول -عليه الصلاة والسلام- والقرب منه يوم القيامة
وذلك لقوله -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّ مِن أحبِّكم إليَّ وأقربِكُم منِّي مجلسًا يومَ القيامةِ أحاسِنُكم أخلاقًا، وإنَّ أبغَضَكم إليَّ وأبعدَكم منِّي مجلسًا يومَ القيامةِ الثَّرثارونَ
والمتشدِّقون والمتفَيهِقونَ. قالوا: يا رسولَ اللهِ ! قد علِمنا الثَّرثارونَ والمتشَدِّقون، فما المتفَيهِقونَ؟ قال: المتكبِّرونَ).
مكارم الأخلاق أثقل شيء في الميزان يوم القيامة،
فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (ما من شيءٍ في المِيزانِ أثْقلُ من حُسنِ الخُلُقِ).
مكارم الأخلاق سبب لمضاعفة الأجور والثواب
فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ الرَّجُلَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرجاتِ قائمِ اللَّيْلِ صائمِ النَّهارِ).
مكارم الأخلاق من خير أعمال العباد، وذلك للحديث الشريف:
(لَقِي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أبا ذرٍّ فقال يا أبا ذرٍّ ألا أدلُّك على خَصلتَيْن هما أخفُّ على الظَّهرِ وأثقلُ على الميزانِ من غيرِهما قال بلى يا رسولَ اللهِ
قال عليك بحُسنِ الخُلقِ وطولِ الصَّمتِ فوالَّذي نفسي بيدِه ما عمل الخلائقُ بمثلِهما).
مكارم الأخلاق سبب للزيادة في الأعمال، ولعمران الديار

صلاحُ أمرِكَ للأخلاقِ مرجعُه
فقوِّم النفسَ بالأخلاقِ تَسْتَقِمِ
والنفسُ من خيرِها في خيرِ عافيةٍ
والنفسُ من شَرِّها في مرتع وخمِ.