كم يبلغ عدد المسلمين في فرنسا؟


انتشر الإسلام في دول أوروبا والقارة الأوروبية منذ أن بدأت التوسعات والفتوحات الإسلامية خارج شبه الجزيرة العربية وبلاد الخليج العربي وفي جميع دول العالم وانتشر بشكل متوسع في العقود الأخيرة في دولة فرنسا.

فرنسا

  • تقع دولة فرنسا في القارة الأوروبية، وتطل على سواحل المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، وعاصمتها باريس، وتعد المسيحية هي الديانة الأولى فيها، حيث يعتنقها معظم سكانها.
  • ويليها في الترتيب الثاني الدين الإسلامي انتشارًا في فرنسا، وقد أُعلن أنها دولة علمانية لا دينية منذ عام 1905، ولكنها عليها أن تحترم كل الأديان كما ينص القانون السائد فيها.
  • فلا تعادي الدولة الأديان الموجودة فيها، على الرغم من أن الدستور ينص على أن فرنسا دولة علمانية، أي لا يعترف بالأديان.

المسلمون في فرنسا
  • من أكثر الدول الأوروبية التي يتواجد فيها المسلمون هي دولة فرنسا، وبأعداد كبيرة وتزداد بشكل مستمر وملحوظ.
  • وهذا ما أدى إلى لفت انتباه المراقبين المهتمين بحركة هجرة السكان بين الدول.
  • ونتيجة لذلك قامت بعض المؤسسات والجمعيات والمعاهد بعمل إحصائيات توقع كيف سيكون الأمر في العقود القادمة، وذلك في بعض الدول الأوروبية وفرنسا على وجه الخصوص.
  • وقد أصبح ترتيب الدين الإسلامي هو الترتيب الثاني في فرنسا بعد المسيحية الكاثوليكية.
  • وذلك بعدما فاق السكان أصحاب الأصول المسلمة عدد السكان النصارى على العقيدة البروتستانتية، وفاق أيضًا عدد السكان الذين هم على الديانة اليهودية.

المرحلة الأولى من وصول الإسلام إلى فرنسا
  • بدأت رحلة استيطان المسلمين للأراضي الفرنسية على مرحلتين، المرحلة الأولى تتعلق بالهجرة واستقطاب العمالة الوافدة من المستعمرات الفرنسية.
  • والمرحلة الثانية بدأت منذ الحرب العالمية الأولى في بداية القرن العشرين إلى هذا اليوم.
  • كان عام 96 هجريًا بداية الغزوات والفتوحات الإسلامية في فرنسا بإرسال طارق بن زياد إلى برشلونة وأربونة في حملة استكشافية، ووصلت الحملة إلى بلدة أفينيون التي تطل على نهر الردانة.
  • ثم عادت الحملة إلى الأندلسية، ثم تم إرسال حملة من برشلونة إلى مدينة طولوشة وهي تعرف بتولوز حاليًا وقادها السمح بن مالك الخولاني.
  • وخرجت حملة أخرى في عام 107 هجريًا، ووصلت إلى مدينة نيم، ثم واصلت السير وصولًا إلى مدينة ليون.
  • وفي عام 114 هجريًا خرجت حملة إلى مدينة بورديل من جبال البرانس، وكان قائدها عبد الرحمن الغافقي، وهزم جيش الفرنجة ثم اتجه إلى بواتيه، وكانت الهزيمة للمسلمين في معركة بلاط الشهداء.
  • استطاع الأندلسيون أن يستولوا على نيس في القرن الثالث الهجري، واستوطنوا الشواطئ الجنوبية من فرنسا، وأقاموا دولة أندلسية هناك.
  • واستمر الحكم الإسلامي فيها مائة وأربعًا وعشرين عام.
  • وبهذا تكون المرحلة الأولى من وصول الإسلام إلى فرنسا.

المرحلة الثانية من وصول الإسلام إلى فرنسا
  • قد بدأت المرحلة الثانية من وصول الإسلام إلى فرنسا بعد الحرب العالمية الأولى وفي بداية القرن الرابع عشر الهجري.
  • وهاجر حينها عدد من المسلمين من الشمال الأفريقي إلى فرنسا، وزادت أعداد المهاجرين المسلمين بسبب حاجة فرنسا إلى الأيدي العاملة وحتى تعوض تأخرها في تقدم العالم الصناعي.
  • وكان استقلال الجزائر وقتها له تأثير على هجرة المسلمين، فقد وصلت أعداد المهاجرين وقتها إلى ثلاثمائة ألف مسلم.

كم يبلغ عدد المسلمين في فرنسا؟
  • حسب الدستور الفرنسي لا يجوز عمل إحصائيات تعداد السكان في فرنسا على أساس انتماء السكان العرقي أو الفلسفي أو الديني، فهذا يعد مخالفًا لحقوق الإنسان.
  • ولأنه هذا يعد تفرقة عرقية أو دينية فلا يوجد بين البنود بند أو سؤال عن الدين أو العِرق ضمن بنود الإحصائيات السكانية.
  • وهناك بعض المؤسسات أجرت إحصائيات سكانية لعدد المسلمين الذين يعيشون في فرنسا، وتشير أغلب الإحصائيات إلى إن عدد السكان أصحاب أصول مسلمة في فرنسا يتراوح ما بين 5 إلى 6 مليون نسمة.
  • وتقدر وزارة الداخلية في فرنسا أعداد السكان المسلمين بأربع ملايين ونصف، وقد يكون عدد المسلمين أكبر لأن هناك مسلمين غير مسجلين في السجلات الحكومية بشكل رسمي.
  • ولا تزال تلك الأعداد غير رسمية حسب قانون الإعلام والحريات الفرنسي، وذلك لأنه لا يسمح بإجراء إحصائيات سكانية على حسب الانتماء العرقي أو الانتماء الديني أو الانتماء الفلسفي.
  • ويعتبر أغلب عدد السكان مسلمي الأصل في فرنسا من دول المغرب العربي، وتتراوح نسبتهم 82% تقريبًا، حيث إن المسلمين التونسيين يشكلون نسبة 4 بالمئة.
  • ويشكل المسلمون الجزائريون 2 بالمئة، ويشكل المسلمون من دولة المغرب نسبة 27.5 بالمئة، ويشكل المسلمون الأتراك نسبة 0.1 بالمئة.
  • ويشكل المسلمون من جنوب الصحراء الإفريقية نسبة 3 بالمئة، وهناك سبعين ألف من النصارى الفرنسيين الذين اعتنقوا الدين الإسلامي.

مناطق وجود المسلمين
  • ينتشر المسلمون في شتى أنحاء فرنسا وينتشر أيضًا بشكل كبير في الريف الفرنسي وضواحي فرنسا.
  • يوجد في باريس عاصمة فرنسا وضواحيها نحو أكثر من مليون ونصف المليون مسلم، ويوجد في مدينة ليون أكثر من مئة وخمسين ألف مسلم، وتنتشر الجالية المسلمة بكثرة في جنوب فرنسا.
  • وتوجد أعداد كبيرة من السكان مسلمي الأصل في مدينة مرسيليا، وفي نيس، وليزفلين، وناسة، وبوردو.

تشجيع فرنسا على الهجرة
  • استمرت فرنسا في تشجيع الهجرة إليها كي تجلب الأيدي العاملة، وذلك حين كانت فرنسا في ذروة الثلاثين الذهبية، أي الثلاث عقود التي ازدهر فيها اقتصاد فرنسا وبعد استقلال الجزائر.
  • ونتج عن ذلك استدراك لما نتج عن تخريب نتيجة الحرب العالمية، وتفوق باهر علل كثير من دول الغرب.
  • وفد إلى فرنسا عدد كبير من دول المغرب العربي من العزاب غير المتزوجين للعمل في الأراضي الفرنسية.
  • وكذلك ممن تركوا ذويهم وعائلاتهم في بلادهم آملين أن يعودوا إليهم في أقرب فرصة تتاح لهم، ولم يكن مقصدهم هجرة إلى فرنسا دون رجعة.
  • وتزايدت الهجرة بشكل مستمر حتى وقت الصدمة البترولية وانخفض معها الاقتصاد، ومن ثم خفتت الهجرة معه، ثم تم إيقافها رسميًا.
  • وقررت فرنسا بعد العديد من الشكاوى في البرلمان السماح لعائلات العمال وأزواجهم بالقدوم إلى الأراضي الفرنسية لجمع شملهم.

أسباب الهجرة إلى فرنسا
  • هناك أسباب عديدة وراء هجرة السكان إلى الأراضي الفرنسية من جميع أنحاء العالم من الدول المسلمة بالدول غير المسلمة.
  • ومن أهم تلك الأسباب هو ارتفاع البطالة في دول المغرب العربي ودول شمال أفريقيا، وذلك نتيجة الحملات الفرنسية على تلك الدول من أجل الاستعمار.
  • حيث بدأت الحكومة الفرنسية باستقطاب العمالة الوافدة من الدول التي بها مستعمراتها، مثل دول المغرب وتونس والجزائر، وذلك من أجل اللحاق بالثورة الصناعية في العالم الغربي والأوروبي.
  • ومن أسباب الهجرة إلى فرنسا أيضًا هو استقطاب فرنسا للمغاربة والجزائريين كي يشاركوا في الحرب العالمية الأولى، وبعد أن انتهت الحرب استقر هؤلاء المهاجرين هناك كسكان فرنسيين.
  • وبعدما انتهت الحرب العالمية الأولى وخلفت بعدها دمار وخراب في فرنسا كانت خطوة إعادة إعمار الأراضي الفرنسية.
  • وتم تنفيذ تلك الخطوة باستقطاب المزيد ممن يقطنون في المستعمرات الفرنسية من المسلمين.