أو تسألني من أنا؟! أنا تلك الفتاة العنيدة التي ألبست أحزانها ثيابًا زاهية ومخملية، جمعت شتات الهم وزمجرت في وجهها وسكنت بيتًا بزواياه الخضراء بقناديل ضوية، هربت من زخم الأسى في تلك النفوس الضعيفة ورسمت خريطة توصلها لديار فريدة، وعبرت من خنادق مظلمة لرحاب واسعة وندية.
أنا تلك الفتاة التي حكمت على ظروفها سعادة على الرغم من ألمها، فهبات الرحمن آتية، فقط تحتاج انتظارًا في ميناء الصبر ولربما سفينة تحمل العطايا بأياديه السخية.
كوكبي يا من تسألني لن تدخله ما لم يكن مفتاحه بيديك، ومفتاحه قلبًا صافيًا لا يعرف المكيدة، البس هندام الطيب يا هذا علّه يلبسك يومًا وتكن في عالمي شمعةً ورفقةً سعيدة.
أنا التي رفضت اليأس رفضًا قاطعًا وقلت لكل بائسٍ خذ صفاتك وارحل لأنك لن تغيّرني، نعم أنا العنيدة ولا يكسرني ظلم ظالم وعدالة الخالق موجودة وأكيدة، أنا تلك القوية التي حوربت وقُمِّعت طيبتها فلم أتسكع في شوارعهم المظلمة وأشعلت القناديل فيها حبًا لعالمي لأقول لكل مار هناك بأن في قلوب البشر كل طيبة.
لي حلم سأصل إليه يومًا، لن توقفني ترّهاتك السخيفة فقط انتظر وسترى فالحياة أحلام وأماني، وكل ما أريد أن أحيا بقلب سليم فلن تعلمني قسوتك وكل أحكامك السوداء الجريحة، فسمو الذات أن تصمت عن كل أذى.
أنا إشراقة الصباح التي تغزّل بها الشعراء، (ليس غرورًا) وإنما همس خاطري راحة وسكينة، عفوًا (ليس مدحًا) فرسالتي لك أن ضوء النهار لن تراه وقلبك مظلم وبحر ظنونك هائجة وقتيلة.
اسكب في قلب عدوك وصديقك شهدًا وستذوق من كأسه يومًا، فاختر ما ستسقيه لك الدنيا من كؤوسها العديدة.
الحب أن تحيا نقيًا، فإن أردت السلام والحب والصفاء فبالعطاء تلمسه، لا تنتظر شكرًا أو مدحًا، فعطاؤك منك وإليك وقد جعلتها نورًا في دربي
فأنا يا هذا فتاة سعيدة.
نجفية حمادة