امثلة على السجع
إن بعد الكدر صفواً، وبعد المطر صحواً.
ما حمدتُ نفسي على ظفر ابتدأته بعجزٍ، ولا لمتها على مكروهٍ ابتدأته بحزم.
الحقد صدأ القلوب، واللجاج سبب الحروب.
الإنسان بأدبه لا بزيه وثيابه.
(إن بعد الكدر صفواً، وبعد المطر صحواً): يعتبر السجع الوارد في الجملة من نوع: (السجع المرصع)، وهو الذي يكون فيه جملتان تنتهيان بكلمتين على نفس الوزن والقافية، فتقابل كلمة في الجملة الأولة كلمة في الجملة الثانية، وقد يوجد في الجملة أكثر من كلمتين متقابلتين، وهو ما يُعرف بالترصيع، وفي المثال السابق ورد في الجملة الأولى: (الكدر، وصفواً)، وفي الجملة الثانية قابلهما: (المطر، وصحواً)، وهما على نفس الوزن، يقابل الكدر المطر، وصفواً يقابلها صحواً.
(ما حمدتُ نفسي على ظفر ابتدأته بعجزٍ، ولا لمتها على مكروهٍ ابتدأته بحزم): كلمتي (عجز، وحزم) بينهما سجع، فكلاهما على نفس الوزن، ولكنهما يختلفان في القافية، حيث تنتهي عجز بحرف الزاي، بينما تنتهي حزم بحرف الميم، ونوع السجع في هذه الجملة: (سجع متوازن)، والذي يكون فيه آخر كلمة من كل فقرة من الفقرتين على نفس الوزن، ولكن لا تتفقان في القافية أي: (تختلفان في الحرف الأخير كما سبق ووضحنا).
(الحقد صدأ القلوب، واللجاج سبب الحروب): بين (صدأ القلوب) في الجملة الأولى، و(سبب الحروب) في الفقرة الثانية سجع، كما اتفق آخر الكلمتين (القلوب، والحروب) في الحرف الأخير، كما اتفقا في الوزن، بينما اتفق كلمتي (صدأ، وسبب) في الوزن، واختلفتا في الحرف الأخير، وهو مثال على السجع المتوازي، حيث اتفقت آخر كلمة في كل فقرة من الفقرتين في كلٍ من الوزن، والقافية.
(الإنسان بأدبه لا بزيه وثيابه): هناك ما يسمى بالسجع المطرق بين كلمتي: (آدابه، وثيابه)، يتفق الكلمتان في القافية، ولكنهما يختلفان في الوزن، آدابه على وزن أقعاله، وثيابه على وزن فِعاله، وهكذا يكون السجع المطرق، حيث تتفق آخر كلمة في الفقرتين في القافية (أي الحرف الأخير)، وتختلفا في الوزن.
بعض الأمثلة على السجع
(الحر إذا وعد وفى، وإذا أعان كفى): السجع في هذه الجملة من نوع السجع القصير، والذي تتألف الفقرتان الواردتان به من عدد قليل من الألفاظ، فتكون الفقرة قصيرة، مما يجعل السجع أجمل، وأكثر جودة، على الرغم من صعوبته، وفي المثال السابق تتألف الفقرة الأولى من أربع كلمات، والفقرة الثانية من ثلاث كلمات، ومما هو مقرر في السجع القصير، ألا يزيد عن 10 كلمات في الفقرة.
(ولَئِنْ أَذَقْنَا الإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ، وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ): تتألف الآية الأولى من إحدى عشر كلمة، والثانية من ثلاثة عشر كلمة، أي أن الفقرتان تتألفان من عدد كبير من الكلمات، وهو ما يُطلق عليه السجع الطويل، حيث تحتوي الفقرة الواحدة على ما يزيد عن 10 كلمات فيما أكثر وليس أقل.
(طه، مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى، إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى، تَنزِيلًا مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى): تحتوي الآيات الثلاثة على سجع، يمكن اعتباره من السجع المتوسط حيث تتألف الآية الثانية من خمس كلمات، والثالثة من أربع كلمات، والرابعة من ست كلمات، فالسجع المتوسط يتميز عن القصير والطويل بأن عدد الألفاظ في فقراته أقل من الطويلة، وأطول قليلاً من القصيرة.[1]
أمثلة على السجع في القرآن
(يا أيها المدثر، قم فأنذر، وثيابك فطهر، والرجز فاهجر).
(والنجم إذا هوى، ما ضل صاحبكم، وما غوى، وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى).
(اقتربت الساعة وانش ق القمر، وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر، وكذبوا واتبعوا أهوائهم وكل أمر مستقر).
(ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة ثم نزعناها منه إنه ليئوس كفور، ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته ليقولن ذهب السيئات عني إنه لفرح فخور).
(لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم، فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرس العظيم.
(إذ يريكهم الله في منامك قليلاً ولو أركهم كثيراً لفشلتم ولتنازعتم في الأمر ولكن الله سلَّم إنه عليم بذا الصدور، وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلاً ويقللكم في أعينهم ليقضي الله أمراً كان مفعولا وإلى الله ترجع الأمور).
يقول تعالى: (ووجدك ضالاً فهدى، ووجدك عائلاً فأغنى، فأما اليتيم فلا تقهم، وأما السائل فلا تنهر).
(والعاديات ضبحا، فالموريات قدحا، فالمغيرات صبحا، فأثرن به نقعا، فوسطن به جمعا).
(بل كذبوا بالساعة وأعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا، إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظاً وزفيرا، وإذا ألقوا منها مكاناً ضيقاً مقرنين دعوا هنالك ثبورا).
(وقالوا اتخذ الرحمن ولداً، لقد جئتم شيئاً إدا، تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا).