عمرو وردة.. غريق في مستنقع أفكاره


أين يلعب الآن عمرو وردة؟ سؤال قد يبدو عادياً للبعض، ولكن بالنسبة للاعب الدولي المصري السابق هو سؤال معقد ويحتاج الكثير من البحث، حيث يقضي شهوراً معدودة في كل نادٍ، بل وربما أياماً معدودة، يلعب أحياناً ويظهر بشكل جيد، ثم يختفي بسبب مشكلات أخلاقية، أو عدم التزام احترافي، ما يجعل الأندية تجنب نفسها المشكلات بإنهاء عقد اللاعب.. فأين وردة الآن من مستنقع أفكاره؟
ورده خلال فترة الانتقالات الصيفية للعام الحالي 2023، ضرب رقماً قياسياً فريداً وجديداً في عالم كرة القدم، بإعلانه التعاقد مع 3 أندية خلال موسم انتقالات واحد إضافة لنادٍ رابعٍ كشائعة غير مؤكدة، حيث تعاقد وردة خلال فترة الانتقالات الصيفية الأخيرة مع الرجاء المغربي، قادماً من أبولون ليماسول القبرصي، ولكن بعد 12 يوماً فقط تم فسخ التعاقد بين الطرفين بداعي عدم قدرة اللاعب على التأقلم مع الأجواء في المغرب، ومعاناته على المستوى النفسي، وبعد ساعات من الإعلان عن رحيل وردة عن الرجاء المغربي، أكدت تقارير صحفية إن اللاعب الشاب اتفق مع نادي استقلال طهران الإيراني، ليصبح أول مصري ينتقل إلى الدوري الإيراني، ولكن لم يتأكد الأمر، ليعلن نادي كاتوكبياس القبرصي التعاقد مع اللاعب، قبل أن يخرج مدحت وردة أسطورة كرة السلة السابق، ووالد اللاعب، ليعلن انتقال نجله إلى نادي فاركو المصري، مشيراً إلى أن عمرو وقع مع ناديه الجديد لمدة موسم واحد.
ويصبح مجموع الأندية التي أعلنت عن التعاقد معه في عام واحد 4 أندية، إضافة إلى خامس لم يتجاوز مرحلة الشائعات.
تميز
عمرو وردة لاعب يتميز بقدرات مهارية عالية، ويستطيع أن يصنع لنفسه الفرص ولغيره، ويجيد التسديد والمراوغة، ولكنه يجيد أيضاً وضع نفسه في المشكلات، ومن أزمة لأخرى لثانية لثالثة، تمر أسابيع قليلة وقبل أن ينسى مجتمع مواقع التواصل الاجتماعي أزمته السابقة، يدخل في أزمة جديدة.
النجم المصري الدولي بدأ حياته الكروية في الأهلي المصري، ثم أعير إلى الاتحاد السكندري في مدينته الأم الإسكندرية، ومن الاتحاد انتقل لاعب الوسط المصري إلى باناثينياكوس اليوناني في 2015، وقضى هناك عامين لعب فيهما 39 مباراة، سجل فيها 9 أهداف.
وكان حديث الأوساط الرياضية في اليونان بتألقه وإجادته التمريرات المفتاحية وصناعة الأهداف، حتى إن أحد أهدافه اختير أفضل هدف في الموسم اليوناني في 2015، الهدف الذي جعل العيون تترقبه في المنتخب المصري.
وبالفعل ينضم للفراعنة في 2016، ويظهر بمستوى جيد في المباريات، حتى وصل إلى المشاركة مع الفراعنة في كأس العالم 2018 في روسيا، وبعدما صار لاعباً دولياً بدأت مشكلاته تطفو على السطح بتعليقاته المسيئة ورسائله للفتيات التي بسببها تنقل بين 4 أندية في الدوري اليوناني، قبل أن يرحل إلى قبرص.
وكل نادٍ يرحل منه بفضيحة، حتى كأس الأمم الأفريقية في مصر 2019، التي كان فيها على موعد مع فضيحة جديدة أقصي بسببها من صفوف المنتخب المصري وسط الكأس، وكان أحد أسباب الخلل الذي ظهر في المنتخب المصري والانشقاق الذي بسببه ودعت مصر أمم أفريقيا مبكراً رغم إقامة الكأس على أراضيها، ووسط جماهيرها.
رحلة
لاعب باوك سالونيك اليوناني السابق، كان في إعارة لفاماغوستا اليوناني بدأت في سبتمبر 2021، في عقد امتد عاماً، ولكن كعادته في الأزمات، تغيب عن التدريبات لأيام عدة، ما دعا النادي لإنهاء تعاقده معه، ليعود مجدداً إلى باوك، الذي لم يرغب في خدماته، إلا أن غلق باب الانتقالات جعل اللاعب يستمر مع باوك، ولكن بعد أن بدأت تصفو الأمور ويعود للتدريبات، ظهرت له العديد من الرسائل المسيئة لإحدى الفتيات اليونانيات، تحمل لهجة عدائية، فما كان من الفتاة إلا أن سربت الرسائل للصحافة اليونانية، التي ذاعت الخبر وأشاعته، ولم يستطع اللاعب إيجاد مخرج من الأزمة إلا أن يدعي أن حسابه على إنستغرام قد تعرض للقرصنة، وهو الأمر الذي لم يقنع أحداً بسبب سوابق اللاعب في الأمر، ما أدى لعرض النادي لاعبه المصري للبيع، لينتقل إلى أبولون القبرصي، مطلع العام الحالي، ومنه إلى الرجاء، ثم كاتوكوباياس القبرصي أيضاً ولم يلعب في صفوفه، وأشيع أنه سيلعب في الدوري الإيراني، قبل أن يوقع لفاركو المصري.
مستقبل مجهول
وما يزال مستقبل اللاعب المصري الشاب، الذي يبلغ الـ30 عاماً 17 سبتمبر الجاري، مجهولاً، لتصبح موهبة وردة معرضة للذبول مبكراً لغرقه حتى النخاع في مستنقع أفكاره.