ضائعٌ في دروب المتاهاتِ
مرتكسُ الخطو، أحصد أوزار كل السنينْ
ضائعٌ أنا كالثلجِ حين يذوبْ
كالغيمة الراحلهْ
وكالنغمة الحائرهْ
سقط الحلم، وانهارت الفرحةُ الفائرهْ..
ودِّع النارَ فالثمرُ المرُّ ما تطعمُ الروحُ والقلب
والرؤى فقدت ظلَّها
وتلاشت مبعثرةً من وراء المدىْ
ودِّع النارَ فالنوارسُ مخنوقة الهمسِ
صرعى على الشطِّ
منتوفة الريشِ، مغمورة بالثرى
قد ترانيَ في عتمة الدربِ
مستوحشَ الفكر والنفسِ
لكنني لا أرى..!
ضائعٌ أنا.. طيرٌ جريحٌ
وآنية حطّمتها الرياحْ
وتساوى لديها جهامُ الظلام وسحر الصباحْ
آهِ لو أرتوي مَرةً من رحيق المحبةِ
من شبح النهرِ
لو أستثير صُداح القماريْ
وبوح النغاريْ
ولو يستفزني قمرُ الليلِ
أو تستجيبُ لي الذكرياتْ
بعدما أورقت في صحارَى حياتيَ
في كل زاوية من مهاديَ
روحُ الشتاتْ
وطفا زبدُ اليمّ
فالضحكاتُ المليئةُ بالعطرِ
أضحتْ رفاتَ الرفاتْ
ضائعٌ أنا.. في فورة اليأسِ والحقدِ
قد أرهقتنيَ ريحُ الضياعْ
وأنا عائشٌ رهن غابةِ رهطٍ من الناسِ
تخشى أذاها الضباعْ..