البيان الختامي لقمة العشرين يقلل من أهمية الانقسامات العميقة بشأن الحرب في أوكرانيا والتغير المناخي

أسدل الستار الأحد على قمة مجموعة العشرين في نيودلهي التي قللت من أهمية الانقسامات العميقة بشأن الحرب في أوكرانيا والتغير المناخي، وعززت دور رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي على الساحة الدبلوماسية. فيما اعتبر الرئيس البرازيلي لولا داسيلفا ووزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف بأن القمة "ناجحة". أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فأشار إلى أن النتائج المتعلقة بالمناخ خلالها كانت "غير كافية".

نشرت في: 10/09/2023


أعلن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الأحد اختتام قمة مجموعة العشرين في نيودلي بإصدار بيان ختامي قلل من أهمية الانقسامات العميقة بشأن الحرب في أوكرانيا والتغير المناخي.
وانقسمت دول مجموعة العشرين بشأن الحرب في أوكرانيا منذ غزو موسكو العام الماضي، وتغيب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن القمة لتفادي الانتقادات السياسية.
وواجه قادة دول مجموعة العشرين التي تضم روسيا والصين علاوة على بعض أشد مؤيدي أوكرانيا، مؤخرا، صعوبة في الاتفاق على الكثير من الأمور، وخصوصا في ما يتعلق بالغزو الذي بدأ قبل 18 شهرا.
وتجنبا لأي إحراج دبلوماسي، ضغطت الهند المضيفة للقمة على أعضاء المجموعة للاتفاق على بيان مشترك السبت رفض "استخدام القوة" في أوكرانيا لتحقيق مكاسب ميدانية، لكن من دون ذكر روسيا تحديدا.

وانتقدت كييف السبت البيان بالقول: "ليس هناك ما يدعو مجموعة العشرين إلى الاعتزاز"، إلا أن وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف الذي مثل بوتين في الاجتماع، أعلن إحراز فوز دبلوماسي. وقال: "تمكنا من إحباط المحاولات الغربية لجعل أوكرانيا تهيمن على جدول أعمال القمة"، واصفا الاجتماع الذي استمر ليومين بأنه "ناجح" واوضح أن "النص لا يذكر روسيا على الإطلاق".
وأشار لافروف إلى أن "الرئاسة الهندية نجحت فعلا في توحيد المشاركين في مجموعة العشرين الذين يمثلون جنوب" العالم لافتا إلى أن البرازيل وجنوب أفريقيا والهند والصين تمكنت من إسماع أصواتها.
أكثر من 200 ساعة من المفاوضات المتواصلة
وفي منشور على منصة "إكس"، قال المسؤول الهندي أميتاب كانت الذي يعد من أبرز منظمي قمة الهند إن النص التوافقي بشأن أوكرانيا في الإعلان الختامي تطلب "أكثر من 200 ساعة من المفاوضات المتواصلة، و300 اجتماع ثنائي و 15 مشروع" نص.
وأشار أميتاب كانت إلى أن البرازيل كانت من بين البلدان التي ساعدت في التوصل إلى توافق على الفقرة المخصصة لأوكرانيا ضمن البيان.
وقال الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا في ختام القمة: "لا يمكننا ترك القضايا الجيوسياسية تهيمن على جدول أعمال مباحثات مجموعة العشرين.. لا مصلحة لدينا في مجموعة عشرين منقسمة. نحتاج إلى السلام والتعاون بدلا من النزاعات".
وسلم مودي الرئاسة الدورية لمجموعة العشرين إلى لولا الأحد، مؤكدا "دعمه" وقال إنه متأكد من أنه سيكون قادرا على "تحقيق أهدافنا المشتركة".
ومن المقرر عقد القمة المقبلة في تشرين الثاني/نوفمبر 2024 في ريو دي جانيرو.
وخلال مقابلة بثت مساء السبت على قناة "فيرستبسوت" (Firstpost) التلفزيونية الهندية، أكد لولا أن بوتين سيتلقى دعوة لزيارة المدينة البرازيلية، مؤكدا أنه لن يتم القبض عليه، على الرغم من مذكرة الاعتقال الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية في آذار/مارس، والتي تتهمه بارتكاب جرائم حرب، لترحيل أطفال أوكرانيين.
وينفي الكرملين اتهامات المحكمة الجنائية الدولية، ويؤكد أن مذكرة الاعتقال بحق الرئيس الروسي "باطلة".
والبرازيل من الدول الموقعة على نظام روما الأساسي للعام 1998، وهي المعاهدة الدولية التي أدت إلى إنشاء المحكمة الجنائية الدولية في العام 2002، وبالتالي يتعين عليها نظريا اعتقال الرئيس الروسي إذا دخل أراضيها.
وأكد لولا "أستطيع أن أقول لكم إنني إذا كنت رئيسا للبرازيل وإذا جاء إلى البرازيل فلا سبب لاعتقاله".
من جهته دعا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الأحد إلى عدم "تهميش" روسيا في المحادثات الرامية إلى إحياء اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.
كما التقى وجها لوجه نظيره المصري عبد الفتاح السيسي الأحد، على هامش قمة مجموعة العشرين، ليطوي عقدا من القطيعة بين البلدين.
نتائج "غير كافية" بالنسبة للمناخ
وبعيدا من أوكرانيا، فإن دول مجموعة العشرين منقسمة أيضا بشأن مستقبل النفط. ومع احتمال أن يصبح عام 2023 الأكثر سخونة على الإطلاق، فشل البيان الختامي في الدعوة إلى التخلص من الوقود الأحفوري، لكن قادة دول مجموعة العشرين أعلنوا أنهم سيدعمون الجهود المبذولة لزيادة القدرة العالمية للطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول العام 2030.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأحد أن النتائج المتعلقة بالمناخ التي توصلت إليها دول مجموعة العشرين خلال قمتها في الهند كانت "غير كافية"، داعيا إلى ضرورة وضع أهداف أكثر طموحا للتخلي عن النفط.