السودان والاتحاد الإفريقي.. هل يتجهان للقطيعة ؟
اتسعت الهوة بين السودان والاتحاد الإفريقي، على خلفية لقاء جمع رئيس الاتحاد الإفريقي بوفد من قوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش النظامي منذ منتصف أبريل الماضي، الأمر الذي عدّته الحكومة السودانية مخالفة واضحة لنظم وأعراف المنظمة القارية، في وقت طالب رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان الاتحاد الإفريقي بتصحيح موقفه ومواقف منسوبيه تجاه بلاده.
ميدانياً، تجددت الاشتباكات العنيفة بين الجيش النظامي وقوات الدعم السريع في مدينة الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور وسط أنباء عن سقوط ضحايا من المدنيين، وبحسب شهود من هناك تحدثوا لـ«البيان» فإن قوات الدعم السريع شنت هجوماً مباغتاً على ثلاثة محاور بالمدينة، كما دارت اشتباكات في محيط الأحياء الشمالية للمدينة وبالقرب من معسكر زمزم للنازحين.
وشهدت مناطق متفرقة بمدن العاصمة الخرطوم معارك ضارية، إذ تصدى الجيش لهجمات متكررة من قبل قوات الدعم السريع على سلاح المدرعات بمنطقة الشجرة العسكرية جنوبي الخرطوم، فيما تبادل الطرفان القصف المدفعي بأحياء مدينة أم درمان القديمة، كما نفذت مسيرات تابعة للجيش ضربات على مواقع تتمركز فيها قوات الدعم السريع.
غارات جوية
ونفذ الطيران الحربي التابع للجيش غارات جوية على تجمعات لقوات الدعم السريع بمزارع الحلفايا بالخرطوم بحري وهي مناطق محاذية للنيل من الناحية الشرقية، وغالباً ما تتخذها قوات الدعم السريع منصات لقصف منطقة وادي سيدنا العسكرية في غربي النيل، فيما ذكر شهود عيان أن أرتالاً من المركبات العسكرية تابعة لقوات الدعم السريع عبرت كوبري المنشية الذي يربط بين الخرطوم وشرقي النيل، بجانب تجمعات أخرى له في مناطق شمالي الخرطوم بحري.
في السياق، واصل رئيس مجلس السيادة القائد العام للجيش الفريق عبدالفتاح البرهان تفقده الوحدات العسكرية بالولايات، ووصل أمس، إلى ولاية النيل الأزرق، وأكد في مخاطبته جنود وضباط منطقة النيل الأزرق العسكرية بمدينة الدمازين، أنهم لا يرفضون السلام.
تلويح للاتحاد
ولوح البرهان بالاستغناء عن مساعدة الاتحاد الإفريقي لحل الأزمة السودانية، وقال: «رسالتنا للاتحاد الإفريقي، إذا كان هذا نهجكم فنحن في غنى عن مساعدتكم» وطالب البرهان الاتحاد الإفريقي بتصحيح موقفه وموقف منسوبيه، وشدد أنه ليس مسموحاً للاتحاد الإفريقي بالتدخل في شأن السودان الداخلي بشكل غير مقبول.
كما أكد عدم الحاجة لمنظمة إيغاد «في حال انحرفت عن مسارها»، وقال إن السودانيين قادرون على حل مشكلاتهم من دون الحاجة لأحد، وأضاف: «بعض منظماتنا الإقليمية لم تتمكن من النظر للأزمة بشكل صحيح».
وشهدت الفترة الماضية حرب بيانات بين الاتحاد الإفريقي ووزارة الخارجية السودانية وذلك عقب لقاء جمع رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي بوفد من قوات الدعم السريع، الأمر الذي استنكرته الخارجية السودانية، وعدته سابقة خطرة في عمل الاتحاد الإفريقي ومخالفة واضحة لنظم وأعراف المنظمة القارية، وكل المنظمات الدولية، باحتسابها تجمعاً لدول ذات سيادة، لا مكان فيها للحركات المتمردة والميليشيات الإرهابية الإجرامية حد وصف الخارجية السودانية وفق بيانها.
بالمقابل،رد الناطق الرسمي باسم مفوض الاتحاد الإفريقي محمد حسن ود لبات على بيان الخارجية السودانية ووصفه بعبارات غير لائقة. وفي ظل تلك التراشقات الإعلامية يحذر مراقبون من قطيعة بين السودان والمنظمة القارية المؤثرة، ما يعرقل جهود وقف الحرب وإنهاء الأزمة السودانية.