ماهي الثقة بالنفس ؟
قبل الإجابة على هذا السؤال، أود تعريف المصطلحات التالية الإعتزاز بالنفس، حب الذات وتأكيد الذات قصد التمييز بينها، الثقة بالنفس .
عموما يوجد فارق بسيط غير واضح بين هذه المفاهيم الأربعة التي نسمع كثيرا عنها، و هذا ما يدفع معظم الناس في كثير من الأحيان الى الخلط بينها.
الإعتزاز بالنفس هو الإعتزاز بها ويتولد نتيجة التقييم والتقدير الذي نكنه لأنفسنا: مظهرنا الخارجي، مهاراتنا، أفعالنا، إنجازاتنا، إخفاقاتنا، نجاحاتنا … ويتجلى في مدى احساسنا بهويتنا ومعرفتنا لقدراتنا وأسلوب تعاملنا مع ذواتنا والطريقة التي نسمح للآخرين التعامل بها معنا.
فالإعتزاز بالنفس هو عبارة عن شعور يتشكل بناءً عن الصورة التي لدينا عن ذواتنا وهو قيمة متغيرة. قد تزيد أو تنقص مع الوقت وحسب ظروف الحياة ومتغيراتها. لكن ما يجب تذكره دائما هو أن الإعتزاز بالنفس يكمن في قيمتنا كبشر أساسا بغض النظر عن إمكانياتنا المادية ومكتسباتنا ونجاحاتنا … هو يقين داخلي بكرامتنا وشرف مكانتنا كبشر مصداقا لقول
الله تعالى:{ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ على كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا }
إذن الإعتزاز بالنفس يستمد مشروعيته من مبدأ أن البشر جميعهم سواسية، متساوون في القيمة والكرامة والحقوق.
“اعتز بنفسك إنك إنسان”.
حب الذات: هي القدرة على أن تحترم نفسك وتقدرها وتتقبل نقاط ضعفك و قوتك، هي أن تحب نفسك حبا بدون شروط أو قيود أن تكون في اتصال وتواصل عميق مع نفسك ومع الآخرين ومع العالم المحيط بك مما يجعلك في حالة من الهدوء والسكينة والتفاؤل والإيجابية.
لحب الذات من المهم أن تطبق ما يلي:
-تجنب تقريع وجلد ذاتك .
-قرر ان تكون سعيدا إيجابياً مهما تكون الظروف .
-احترم نفسك وكن لها التقدير واحببها بدون مقابل .
-هون على نفسك وكن لطيفاً معها .
-احترم نفسك وامنحها لحظات من السعادة والفرح والفخر .
-احترم مبادئك وقيمك ورغباتك وتطلعاتك .
-امنح لنفسك الأفضل كما تمنحه للأخرين .
-لا تسمح لأحد أن يعاملك بدون احترام .
-لا تنزوي وحيداً مع معانات .
الثقة بالنفس: هي القدرة على القيام بعمل ما أو تحقيق إنجاز ما ذو أهمية بالنسبة لنا رغم الخوف والشكوك وهي حالة داخلية، وشعور إنساني، وإعتقاد إيجابي في إمكانياتنا، و في استعداداتنا وفي قدراتنا وفي مؤهلاتنا وفي غنانا الداخلي.. نستند عليها لتجاوز التحديات ومواجهة العقبات قصد تحقيق الهدف الذي نتطلّع إليه.
يقول جرودون بايرون : “إن الثقة بالنفس هي الاعتقاد في النفس والركون إليها والإيمان بها”.
الثقة بالنفس لديها خمسة ملامح رئيسية هي:
-الثقة بالنفس هي دائما تنبؤ، موجودة أول مرة في العقل، وهي ليست صفة فطرية.
-الثقة بالنفس واقعية، بل هي نتيجة لتراكم الخبرات الحقيقية.
-الثقة بالنفس هو توقع بواقعية بأن لدينا الموارد الكافية لإيجاد الحلول.
-الثقة بالنفس هي التنبؤ الذي ينطبق على مجال معين.
-الثقة بالنفس هي مؤقتة وتتطور من خلال التجربة.
لماذا الثقة بالنفس أمر حيوي؟
الثقة بالنفس عنصر حاسم لتنمية شخصية الفرد ولتطوير ذاته
إنعدام الثقة بالنفس يعد من أسوأ المعيقات التي تعرفها جل المجتمعات، طبقا للتقديرات فإن 80٪ من الأشخاص من جميع الطبقات الإجتماعية ومن جميع الأجيال، قد عانوا من هذه الآفة
لا أحد يثق في نفسه ثقة مطلقة 100٪ وفي كل الحالات
“الثقة بالنفس هي السر الأول للنجاح” وفقا للفيلسوف ايمرسون
“أنه لم يفت الأوان بعد لتصبح الشخص الذي كان يمكن أن يكون.” جورج إليوت .
ما هي أسباب إنعدام الثقة بالنفس؟
* كثرة النقد خاصة في أول سبع سنوات .
* السخرية سواء من الأهل أو المدرسين أو الزملاء أو الأغراب .
* العقاب البدني أو النفسي، يعمل العقاب على تأكيد مشاعر الذل والخجل والإنكسار، ومع تكرار العقاب تزداد البصمة السلبية حتى يصدّق الشخص أنه حقاً "سيء" أو "فاشل" أو "قبيح" أو "غبي".
* الإهانة، أيضاً تكرار الإهانة يؤكدها.
* الفقر والحرمان.
* الفشل أو التأخر في الدراسة.
* الثقافة والعادات والتقاليد قد تكون السبب في كراهية الإنسان للون بشرته أو حجم جسده أو ملامحه أو شعره أو صفاته.
كيف يتكون شعور تقدير الذات؟
تقدير الذات والثقة بالنفس يتكون على مدار السنوات – بدءاً من الميلاد وأولى التجارب والإنطباعات حول العالم من خلال الأهل ومعاملتهم وأسلوب التربية، وتجارب الحياة المختلفة في الدوائر الأسرية، وفي المدرسة والجامعة، والتفاعل مع الأصدقاء والمعلمين.
هل هناك وقت مثالي لبناء الثقة بالنفس؟
الوقت الأمثل لبناء الثقة بالنفس هو مرحلة الطفولة، ولكن في الواقع معظم الناس يبنون ثقتهم بنفسهم بعد إنقضاء مرحلة المراهقة أو بعد إنتهائهم من الدراسة الجامعية.
يمكنك بناء ثقتك بنفسك وتقديرك لذاتك في أي مرحلة من مراحل حياتك. لن تكون رحلة سهلة ولكنها بالتأكيد ستكون مجزية.
ما هي أهمية تقدير الذات؟
الثقة بالنفس تساعدك على: المخاطرة المحسوبة وإقامة علاقات إيجابية، والتحرر من قيود الخوف، والتخلص من مشاعر عدم الأمان، والسعي إلى تحقيق أحلامك وأهدافك ورغباتك، وإتخاذ قرارات جيدة واختيارات صالحة لك.
أخيراً .. تعتبر الثقة بالله تعالى الحصن المنيع للمسلم في أحلك المواقف وأصعبها بحيث قد يجد الإنسان نفسه عاجزا عن إيجاد الحلول المناسبة او تحمل الفواجع والبلايا والكرب وما أكثرها في الحياة!
والتي غالبا ما تزعزع ثقته بنفسه فيشعر بالوهن والهوان والانكسار وقلة الحيلة وقد يفقد الرغبة في الحياة فيستسلم أو يسخط وفي كلتا الحالتين تفاعله مع نفسه ومن حوله يكون سلبيا او كارثيا.
الثقة بالله تعالى تجعل المسلم يؤمن أن المصائب والمِحن هي ابتلاءات يتعرض لها لتزكية نفسه وتكفير ذنوبه وخطاياه وكذلك لرفع درجاته. وبالتالي فهو يتلقى هذه الإبتلاءات بالصبر والرضا لأن كل ما كتبه الله تعالى خير له في دينه ودنياه، فهو على يقين بءن الفرج قادم وأن بعد العسر يسرا.
وتشكل الثقة بالله تعالى القوة الدافعة لفعل الأسباب وبذل المجهود، فحسن التوكل على الله تعالى والاستعانة به تدفع المسلم لشق طريقه في الحياة بإطمئنان قلبي وأمل ويقينٍ صادق بربه:
الثقة بالله .. قال الله تعالى: {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ.}
حسن ظنه بالله تعالى يعزز ثقته في دوره كإنسان في البناء والعطاء:
قال الرسول صل الله عليه وسلم” لا تعجز”
ثق بربك في كل الأحوال وفي سائر أمورك فهو سبحانه وتعالى كافيك ..
مصداقاً لقول الله تعالى {فإن حسبك الله}.
#الصحة_النفسية_لك_ولأسرتك