لبنان.. رهانات متجددة حول إنجاز الترسيم الحدودي
غداة الزيارة التي قام بها المبعوث الأمريكي ومهندس الترسيم البحري بين لبنان وإسرائيل، آموس هوكشتاين، إلى بيروت، لإعطاء دفع لعملية تثبيت الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل، بدأت تتردد في الكواليس السياسية اللبنانية معلومات مفادها أن ما دفع «عرّاب» الترسيم البحري بين البلدين لزيارة لبنان هو إشارات لبنانية متعددة، وحول الاستعداد للتفاوض الجدي في سبيل إنجاز عملية إظهار الحدود البرية، مع ما يعنيه الأمر من كون هوكشتاين لم يكن ليزور لبنان لو لم يكن تلقّى أجواء واضحة في هذا الشأن. وفي الكواليس أيضاً، استذكار مرحلة الترسيم البحري، وكيف تمّ تسريب أجواء على لسان مسؤولين بأن الاتفاق على إنجازه قد حصل قبل الإعلان عنه وتوقيعه بفترة، فيما كان يحتاج إلى توفير ظروف الإخراج ولوازم اكتمال «الصفقة».
وكان مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون أمن الطاقة العالمي أطلق، خلال زيارته الأخيرة للبنان، ما يمكن تسميته بدايات الحديث عن حل لما يُعرف بالنقاط البرية المتحفظ عليها بين لبنان وإسرائيل، وهي أصلاً 13، ظهرت منذ عملية ترسيم «الخط الأزرق» التي خاضها لبنان بعد الانسحاب الإسرائيلي في العام 2000. ومن بوابة هذه البدايات، فإن ثمّة إجماعاً على أن «إظهار الحدود» البرية مع إسرائيل، وفق المعيار اللبناني، لا يمكن إنجازه وتثبيته، وبالتالي ضمان الاستقرار على طرفَي هذه الحدود.
وفي السياق، فإن الثابت من المعلومات التي رشحت، أن هوكشتاين عرض المساعدة في ملف الترسيم البري، وأن إدارة بلاده مهتمة بترسيم الحدود البرية، مع ما يعنيه الأمر من وجود رغبة أمريكية بدفع لبنان نحو توقيع اتفاق ترسيم بري مع إسرائيل. ذلك أن الوسيط الأمريكي استطلع مجريات الترسيم في البحر، ومهّد لبدء استكشاف الإطار البري، أي ترسيم الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل، وفق تأكيد مصادر حكومية معنية، أشارت لـ«البيان» إلى أن هوكشتاين لم يفاتح المسؤولين اللبنانيين مباشرة بتفاوض البر، إلا أنه أجرى عملية «جس نبض» وسأل عما إذا كان لبنان في حاجة إلى مساعدة في هذا المجال، تخفيفاً للتوتر على الحدود.