فطرة
الحياة أثقل بكثير من أن يسير فيها المرء وحيدًا بلا رفقة، أثقل من أن يكافحها المرء بلا سكن ينتشله في آخر يومه.
لذا يا رفيقة دربي التي لم تأت بعد
الحياة تُذبِل وجوه الأقوياء فما بالك بضعيف مثلي لا يبرع إلا في المحاولة. تسرقه الحياة لشهور، ويستفيق لثوان ثم يعود فينطحن مع بقية الخلق.
الحياة لا ترحم، والبشر كثيرهم لا يرحم، ولولا رحمة الله بعباده لأكلوا بعضهم، فكيف يمكنني أن أصارع فقط من أجل البقاء لا الرفاهية؟!
في الحقيقة لا أخبرك بذلك لتنزعجي أو تحملي همًا بل أخبرك بذلك لتنالي من اسمك "يا رفيقة" قسطًا فترفقي بأني كل يوم أخرج بلا درع فأقاتل ويموت جزءًا مني. فلا تطعنيني عن عودتي إليك آخر اليوم بسكين ثلم فوالله إن أشد الأذى ما قد يأتي ممن يجدر به أن يكون دواء.
ضمدي جرحي، ضميني، أخبريني أنه لا يهم احتراق العالم ما دمت بخير؛ فإني بذلك سأحيا من جديد، سأقاتل وسأقْتُل، وسأعود إليك بالنصر في كل ليلة.
إنها الفطرة عزيزتي أن ألجأ إليك، وتلجأين إليَّ، ويلجأ كلانا إلى ربنا، هي الفطرة بأن نكون سكنًا، وسكينة، أن نكون معًا في وجه كل شئ فما لا يمكن نكرانه أن مشاركة الحياة بالطبع ألذ من قضاءها وحدنا.
و لأعلمك لي خوف وحيد
هو أن أموت على سريري،
لا على كتف إنسان.
فهل يمكن أن أستعير كتفك؟
اليوم الأول
#حبراير