لقد بدأت أتعلم كيف أبتسم و أقول وداعًا
و بدأت أتعلم كيف أتألم
بعيدًا عن الضجيج و العواصف
أما الكلمة الجميلة، الجميلة
التي تشبه طائرًا أبيض
و التي تشبه شجرة في صحراء
فلقد اكتشفتها متأخرًا قليلاً
مثلما تكتشف السفينة اتجاهها
و مثلما يكتشف الطفل أصابعه و عينيه
لذلك أمشي و أمشي و أمشي
فأمامي الكثير لأعطيه
و خلفي الكثير للمقابر
و لذلك أمشي و أمشي و أمشي
و لا أنتظر أن ينتهي طريقي
هذه صخرة و هاتان عينان
هذا قمر و تلك أوزة
و ثمة أشياء كثيرة لم أكن أراها:
أيدي الأمهات
أكياس الطحين
و طلاب المدارس
إنّني أفتح عيني كنبع صغير
و أتحرك برشاقة الرعاة
فلقد بدأت أعلم
و ربما متأخرًا قليلاً
أن آلاف الحروب و ملايين الجرائم
لم تستطع منع القطة من المواء عندما تجوع
و الوردة من أن تتفتح
و المطر من أن ينهمر بغزارة...
لذلك أمشي و أمشي و أمشي
متألقًا كنجمة في السماء
و حُرًّا كوعل في الغابة
و عندما أصل إلى البيت
وحيدًا أو عاشقًا
مرحًا أو حزينًا
أعترف لنفسي بأخطائي القليلة
و أنتظر:
عشب الطريق
هدير القطارات
و عمال المصانع
و لون السماء في الصباح الباكر
الباكر
الباكر