--يحڪى أنَّ رجلًا من البادية تزوَّج من ابنة عمه وأنجبت له تسعة أولاد ذڪور، ولڪن في الحمل العاشر أنجبت له أنثى..
وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑُﺸِّﺮ ﺑﺎﻟﺒﻨﺖ ﺣﺰﻥ حزنًا شديدًا وشعر بالإهانة، ﻭﻗﺎﻝ صارخًا:
«ﻳَﺎ ﻟﻴﻠﻲ ﺍﻷﺳﻮد..! يَا ليلي الأسود..»
ثمَّ إنَّه قاطع زوجته وأصبح ينظر إليها نظرة تشاؤم وجحود، وكأنَّها هي السَّبب أو هي الَّتي خلقتها.
ﻣﺮَّﺕ ﺍﻷﻳَّﺎﻡ والسِّنين، ﻭڪﺒﺮ هذا ﺍﻷﺏ وضعفت قدرته، وبين يوم وليلة فقد بصره، ﻭﺃﺻﻴﺐ ﺑﺎﻟﻌﻤﻰ، ﻭﺗﺰﻭَّﺝ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ، واﻧﺸﻐﻠﻮﺍ ﺑﺤﻴﺎﺗﻬﻢ، ﻭﻧﺴﻮﺍ ﺃباهم ﺍﻟﻀﺮﻳﺮ، ڪما أنَّ اﺑﻨﺘﻪ تزوَّجت أيضًا، ولڪنَّها لما سمعت ما حدث لأبيها سارعت للذَّهاب إليه، ولما دخلت عليه بدأت تغسل له جسده، وتنظِّف له خيمته، وقامت بطهي الطعام له، فأحسَّ براحة لم يشعر بهِا من قبل، ولما إقتربت منه ﻟﺘﻌﻄﻴﻪ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ..
أمسڪها من يدها وسألها:
"ﻣﻦ ﺃنتِ يَا بنت الڪرام؟؟"
- ﻓﻘﺎﻟﺖ والدُّموع تنهمر من عينها:
«ﺃَﻧَﺎ ﻟﻴﻠﻚ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻳَﺎ ﺃبِي!!»
فعرف أنَّها ابنته وانفجر باڪيًا وردَّ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻧﺎﺩﻣًﺎ ﻭﻣﺘﺄﺳِّﻔًﺎ:
«سامحيني يَا بنيَّتي؛ ﻟﻴﺖ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ڪﻠُّﻬﺎ ﺳﻮﺩ»
-وأنشد يقول:
"ﻟﻴﺖ ﺍﻟﻠَّﻴﺎﻟﻲ ڪﻠُّﻬﺎ ﺳﻮﺩُ .. ﺩﺍﻡ ﺍﻟﻬﻨﺎ ﺑﺴﻮﺩ ﺍﻟﻠَّﻴﺎﻟﻲ
ﻟﻮ ﺍﻟﺰَّﻣﺎﻥ ﺑﻌﻤﺮﻱ ﻳﻌﻮﺩُ .. لأﺣﺒﻬﺎ ﺃﻭﻝ وتالي
ﻣﺎ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻳﺒﺮُّﻧﻲ ﻭﻳﻌﻮﺩُ .. ﻳﻨﺸﺪ ﻋﻦ ﺳﻮﺍﺗﻲ ﻭﺣﺎﻟﻲ
تسعة ﺭﺟﺎﻝٍ ڪلُّهم جحودُ .. تباعدوا عن سؤالي
ﻣﺎ ﻏﻴﺮ ﺭﻳﺢ ﺍﻟﻤﺴﻚ ﻭﺍﻟﻌﻮﺩِ .. ابنتي بڪل ﻳﻮﻡٍ ﻗﺒﺎﻟﻲ."!