صباح الخير
احذف اشتراكك في قنوات اليوتيوب التي لم تتابعها منذ أشهر،
واحذف اشتراكك في قنوات التليجرام التي لم تكترث لها منذ أشهر،
واحذف متابعتك على وسائل التواصل عموما لمن لم تعد تهتم لمحتواه،
وتبرّع بالملابس التي لم تلبسها طوال العام الماضي باختلاف فصول السنة،
واحذف التطبيقات التي حمّلتها على هاتفك لسبب ما ولم تعد تفتحها منذ زمن،
واحذف الصور والفيديوهات والملفات التي تراكمت على ذاكرة جهازك بلا داع ولستَ في حاجة إليها،
واحذف قائمة الـ Bookmark أو المحفوظات التي راكمت فيها عددًا ضخمًا من الروابط التي لم ولن تفتحها في حياتك
وتبرع بالكتب التي اشتريتها عبثًا ولم و(لن) تحتاج إليها في حياتك غالبًا، أو بادلها مع صديق لك بما تحتاج إليه وينفعك
واحذف أي إعلانات تظهر لك لا تناسبك، لا تمر عليها مرور الكرام ولكن قف واحذفها أو اخفها أو بلّغ عنها حتى يعرف التطبيق أنك لا ترغب بهذا المحتوى، فإن لم تستطع أن تمنع الإعلانات في كل مكان -ولن تستطيع إلا بأن تدفع؛ لأن هذا قانون السوق الرأسمالي الآن- فعلى الأقل نضّفها وتخفف ما قد يجرح عينيك.
ولا تكثر من العلاقات العشوائية بالبشر التي ستلهيك عن نفسك وتستنزف وقتك وجهدك ومشاعرك وتشغلك بكل ما لا يعنيك.
ولا تكثر من فتح النوافذ أو الـ Tabs على متصفحك بلا داع، ولا تزيد عن نافذة أو اثنتين أو ما يتعلق بالمهمة الواحدة التي تنفّذها الآن، وأغلق ما دون ذلك، وركّز فيما تفعله الآن أرجوك!
وإن استطعت أن تحذف تطبيقات التواصل الاجتماعي من هاتفك وتفتحها من متصفّح واحد فافعل، فإن التطبيقات مصممة لاستلابك وجذب انتباهك بشكل لا تتخيله.
وإن استطعت أن تمسح غالب تطبيقات الدردشة/الشات تحديدًا من هاتفك وتكتفي بتطبيق واحد فافعل، وهذا التطبيق الوحيد أغلق أصوات إشعاراته التي ستخترق حالة طمأنينتك وسكينتك بدون استئذان، ويكفي أن تشغل إشعارات بعض الدردشات لأهلك وذويك وشغلك ومن يهمك أمرهم فقط، والباقي اجعله على وضع الصامت إلى أن يتفرغ له وقتك.. ولا تستح من ذلك أبدًا.. خاصة في هذا العصر المجنون!!
وإن استطعت أن تجعل تواصلك مع الغرباء على الإيميل وليس على تطبيقات التواصل الاجتماعي فافعل، فإن التواصل على الإيميل أصعب، وأكثر رسمية، واستخدامه ليس شعبيًا ولا رائجا عند الكثيرين، فلن يأتيك فيه إلا الجاد في احتياجه غالبًا وهو المطلوب.
وفرّ من إعلانات ومقاطع الأكل أو النساء شبه العاريات التي ستغزوك رغمًا عنك على مواقع التواصل وفي الـ reels تحديدًا = فر من ذلك الوباء فرارك من الأسد، أنت يا مسكين يكفيك ما أنت فيه أصلا! فنحن نحتاج إلى ما يعيننا على تهذيب تلك الشهوات الجامحة لا إشعالها أكثر!
وفرّ من صفحات الأخبار التي ستشغلك غالبًا بكل ما لا يعنيك، وتستنزف مشاعرك، وتشتت عقلك، وتضيّع وقتك في مهاترات خارجة عن كل ما ستحاسب عليه هنا والآن! واكتف منها بما تحتاج إليه بالفعل في علم أو عمل وهذه قلة قليلة جدًا وأهلها معروفون.
وأغلق الملفات المفتوحة في ذهنك وحياتك أولًا قبل أن تفكر في الجديد!!.. سواء كانت هذه الملفات (علاقات).. أو (علم) أو (عمل) أو غيره.. لا تترك أبوابا مواربة يأتيك منه ريح يعصف بكل أوراقك التي تحاول بالكاد ترتيبها على الطاولة!... فإما أن تفتح أو تُغلق.. أن تواجه أو ترضى وتصبر.. فقط، لكن إياك والوقوف على السلم متذبذب لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء فإن هذا أشد ما سينهكك ويستنزف كل ذرة فيك!
يا صديقي، نحن نعيش في عصر سيّال جنوني الأصل فيه هو التغير والتبدل والحركة لذات الحركة لا للوصول إلى شيء!
أنت في عالمٍ ماديّ يتكالب على أن يسرق تركيزك ومشاعرك ومن ثمّ يسرق عمرك كله لمصالحه الماديّة الخاصة.. فبالله عليك -أقولها لنفسي قبل أي أحد والله- لا تكن فريسة سهلة في شباكه!.. ولا تكن عبدًا في أسواق نخاستهم بهذه البساطة!
أعلم أن مجاهدة هذا التيار الجارف صعب وشاق على نفس تسلسلت به بالفعل، ولكن يكفي أن نحاول.. فإن الميسور لا يسقط بالمعسور، وما لا يدرك كله لا يُترك جله، فحاول بما في وسعك أن تتحرر من تلك القيود.. حاول أن تسير لا أن تجري بلا ضرورة، حاول أن تركز ولا تلتفت، حاول أن تستمسك بطمأنينتك وسكينتك وراحة بالك وهدوء واستقرار رتم حياتك.. تتمسّك بالروتين وعضّ عليه بالنواجذ! ولا تكن لقمةً سائغة في حلوقهم، واستعن بالله سبحانه أولًا وآخرًا فإنه لا حول لنا ولا قوة إلا بالله جل وعلا
وجماع هذا كله في نصيحة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم الذهبية التي فيها منهج نجاتنا في هذا العصر وكل عصر:
ما قل وكفى خير مما كثُر وألهى!
والسلام.