*خَيرُ الوُفُودِ*
عدنان الموسوي

سَلامٌ على خَيرِ الوُفُودِ وفَخرِها
وقد أقبلَت للهِ تَبغِيهِ مَقصَدا

جُمُوعٌ أَتَت عَطشَى لِجَدبٍ أصابَها
تَرُومُ بأرضِ الغاضِريَّةِ مَورِدا

تَحِثُّ الخُطَى نَحوَ الحُسينِ رأيتُها
لَهَا صِدقُ قَصدٍ في القُلوبِ تَوَحَّدا

بعزمٍ أتَتْ للسِبطِ ما لانَ عَزمُها
ولا خافَتِ الأَهوالَ كلَّا ولا الرَّدَى

الى الطَّفِّ جَاءَت والوِلاءُ يَحثُّها
لتُعلِنَ حُبًا للحُسَينِ مُجَدَّدا

بِلَهفَةِ مُشتاقٍ أَتَتهُ تَزورُهُ
وتَلثِمُ تُرباً بالطُّفُوفِ وَمَرقَدا

ثَوَى فيهِ مَن أعطَى لِذي العَرشِ نفسَهُ
فأضحى على مَرِّ الدّهورِ مُخَلَّدا

تُحيطُ به الأملاكُ تَبكي مُصابَهُ
لها النَّوحُ وِرداً حولَ قبَّتِهِ غَدا

تُعزّي أميرَ المؤمنينَ وفاطماً
وخيرَ الهُداةِ المُرسلينَ مُحمَّدا

وَتَهفُو قُلُوبُ العَاشِقينَ لِقَبرِهِ
وفيها كمِثلِ النَّارِ شَوقٌ تَوَقَّدا

تَعَالى كمِثلِ النَّجمِ بالسِّيرِ شَأَنُهُم
وَخَادِمُهُم بالبَذلِ قد صَارَ سَيِّدا

لقد هَالَهَم للشامِ زينبُ إذ مَشَت
وَزَينُ عِبادِ اللهِ أَمسَى مُقَيَّدا

َوَمَا هَابَهُم كيدُ النَّواصِبِ والعِدَى
وفي أوَجهِ الحُسَّادِ أضحَوا مُهَنَّدا

معَ السِّبطِ ما خانوا العُهودَ وقد وَفَوا
كِرامٌ بِهِم مَعنَى الوَفاءِ تَجَسَّدا

لقد خلَّفوا مالاً وأهلاً وصُحبَةً
وَمُلكاً عَزيزاً ثُمَّ قَصراً مُشَيَّدا

نَظَرتُ الى تِلكَ الجُمُوعِ وقد أتَتْ
إلى جَنَّةٍ فيها قُبُورُ بَني الهُدَى

وأبصَرتُ طِفلاً جاءَ يَبكي مُواسِياً
رَضيعاً رَماهُ الكُفرُ سَهماً مُسَدَّدا

وَأبصَرتُ شَيخاً قد تَقَوَّسَ ظَهرُهُ
وذكراً لِربِّ الكَونِ رَاحَ مُردِّدا

وأبصَرتُ شُبَّاناً تعالى نِداؤهُمْ
بـ "لبيكَ" أعظِمْ بالمُنادَى وبالنِدا

وأبصَرتُ باكٍ سَالَ كالمُزنِ دمعُهُ
وَرَاثٍ بأَطوارِ العَزاءِ ومُنشِدا

وَأَبصَرتُ نَاعٍ يُحرِقُ القلبَ نَعيُهُ
وأَرزاءَ دَربِ السَّبيِّ راحَ مُعَدِّدا

طريق يا حسين
شهر صفر ١٤٤٥ هـ