حدثني بعضهم فقال: كنت بعد الانتهاء من المعصية أظل أدعو: يا رب لا تقبضني هكذا، ولا تبتلِ أحدا من أهلي وولدي بذنبي.
قال: وأظل أكرر ذلك فلعله كان السبب أن الله حفظني فيهم، وتاب عليَّ بعد ذلك.
فقلت له:
بنو إسرائيل الذين كانوا متعنتين في امتثال أمر الله عز وجل بذبح البقرة {قالوا: ادع لنا ربك يبين لنا ما هي؛ إن البقر تشابه علينا، وإنا إن شاء الله لمهتدون}. فقولهم في كلامهم: إن شاء الله. كان سببا في بعض الخير لهم، رغم تعنتهم وسوء أدبهم مع أوامر الشرع؛ قال أبو العالية: ولولا أن القوم استثنوا فقالوا: {وإنا إن شاء الله لمهتدون} لما هُدوا إلى البقرة أبدا.
الشاهد:
لا تتوقف عن ذكر الله وعمل ما تستطيعه من طاعة ولو كنت على معصية وترى نفسك شر الخلق، فلا تدري ماذا قد يدفع عنك ذكرٌ قلتَه، أو دعوة دعوتها، أو طاعة قمت بها، فلعل الله ينزل رحمته عليك بها، فيسهل بها خيرا لك، أو يمنع بها شرا عنك.
وإياك أن يخدعك الشيطان مرة فيجرك إلى المعصية، ثم يخدعك أخرى فيقول لك: تذكر الله وتسأله وأنت عاص له!
الشيخ أبو علياء محمد سعد