آلاف السودانيين يتدافعون لاستخراج جواز السفر



المصدر: عواصم - وكالات

أدى تبادل نيران المدفعية بين الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، إلى مقتل خمسة مدنيين، أمس، غداة مقتل 20 آخرين، بينهم طفلان في غارة جوية بالعاصمة الخرطوم، بحسب ما أفاد طبيب، وعسكريون.
فيما بحث رئيس مجلس السيادة السوداني، قائد الجيش، الفريق أول عبدالفتاح البرهان، مع حاكم إقليم دارفور، مني أركو ميناوي، القضايا الإنسانية والسياسية التي تهم السودانيين. بينما تدافع آلاف السودانيين خارج مكاتب الجوازات، لاستخراج جواز سفر «الأغلى عالمياً»، وفق مراقبين، بعدما أعلنت السلطات استئناف إصدار جوازات السفر في البلاد.
وتفصيلاً، صرح مصدر طبي لـوكالة «فرانس برس»، أمس، بأنه «قتل خمسة مدنيين إثر سقوط قذائف على منازلهم في أم درمان»، الضاحية الشمالية الغربية للخرطوم. وكان 20 مدنياً قتلوا، أول من أمس، في غارة جوية جنوبي الخرطوم. وأكدت لجان المقاومة، أن حصيلة الغارة الجوية على حي الكلاكلة، بلغت 20 قتيلاً مدنياً.
وسبق للجان المقاومة في الحي، قولها، إن مشرحة أحد المستشفيات القليلة التي لا تزال تعمل في الخرطوم، تضم 11 قتيلاً مدنياً بينهم طفلان وامرأة، مشيرة إلى تعذر نقل كثير من الجثث المتفحمة والممزقة.
وأسفرت المعارك الجارية عن مقتل نحو خمسة آلاف شخص، ونزوح ولجوء 4.6 ملايين . وفي الخرطوم، أفاد شهود بأن الضواحي الشمالية شهدت قصفاً مدفعياً، وبالصواريخ، من الجيش على مواقع قوات الدعم السريع.
في الأثناء، بحث البرهان، مع حاكم إقليم دارفور، القضايا الإنسانية والسياسية التي تهم السودانيين، بحسب ما أوردت وكالة أنباء «سبوتنيك»، الروسية. وقال ميناوي، في تصريحات صحافية، إن «اللقاء بحث القضايا الإنسانية التي خلفتها الحرب وتأثيراتها على السودانيين»، منوّهاً بأن سكان دارفور في حاجة ماسة للمواد الغذائية لمساعدتهم في الاستقرار والعيش الكريم.
وأضاف أنه «أطلع رئيس مجلس السيادة السوداني على الأوضاع الأمنية والإنسانية في دارفور، وجهود حكومة الإقليم في هذا الصدد»، مؤكداً أهمية تنفيذ «اتفاق جوبا» للسلام على أكمل وجه، لضمان استدامة السلام.
في غضون ذلك، تواترت الأنباء حول تدافع السودانيين، لاستخراج الجواز «الأغلى عالمياً» بعد مضاعفة سعره 5 مرات الأسبوع الماضي، بحسب مراقبين. واصطف الآلاف أمام مراكز استخراج الجوازات في مختلف مدن البلاد على أمل التمكن من الحصول على جواز السفر الجديد، للفرار إلى الخارج.
ونقل موقع «سكاي نيوز عربية»، عن مواطنة سودانية، أمام أحد هذه المراكز في مدينة بورتسودان شرقي البلاد، قولها: «انتظرت طويلاً لتنتهي الحرب، لكن لا يبدو أن هنالك أملاً للعودة إلى بيتي في الخرطوم (...) نعيش الكفاف هنا في بورتسودان التي ارتفعت فيها أسعار الإيجارات، وتكاليف الحياة إلى الحد الذي خرج عن سيطرة الجميع».
في السياق، تؤكد الأمم المتحدة، أن الاقتتال المستعر، فضلاً عن الجوع، يهددان بـ«الإطاحة» بالبلاد، وإغراق المنطقة في كارثة إنسانية، ولم يتلق السودان سوى رُبع وعود التمويل، وأنها تواجه عقبات بيروقراطية في نقل المساعدات.